09-10-2022 11:00 AM
سرايا - انتظر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم 97 عاماً للاعتراف بخطأ ارتُكب بحق أحد اللاعبين السابقين، وهو جاك ليزلي، أول لاعب أسود يتم استدعاؤه للمنتخب الإنجليزي، إذ جرى تكريمه رغم وفاته بعد أن تم حرمانه من تمثيل المنتخب الوطني بسبب إرثه.
واختير ليزلي، الذي سجل 137 هدفاً في 400 مباراة مع بليموث أرجيل، للانضمام لتشكيلة منتخب إنجلترا لمواجهة أيرلندا في عام 1925، لكنه لم يستطع الظهور مع المنتخب على الإطلاق.
وكشف نادي بليموث النقاب عن تمثال ليزلي، الذي توفي عام 1988، خارج ملعب هوم بارك الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وقال الاتحاد الإنجليزي للعبة في بيان: "واجه (ليزلي) الشدائد بسبب لون بشرته ولم يكن يتم اختياره (للانضمام للمنتخب) ولم يلعب مطلقاً مع منتخب بلدنا. لذلك يسعدنا تكريمه تقديراً لمسيرته ومساهمته في لعبتنا والمجتمع بشكل عام، ولتصحيح هذا الخطأ التاريخي".
لم يتم اختيار ليزلي للانضمام إلى منتخب إنجلترا مرة أخرى واستمر هذا الأمر حتى عام 1978 عندما بات فيف أندرسون أول لاعب أسود يلعب مع المنتخب الأول.
وأضافت ديبي هيويت رئيسة الاتحاد الإنجليزي للعبة: "جاك ليزلي هو أسطورة حقيقية في عالم كرة القدم، واستطاع من خلال محنته الشخصية، صياغة المواقف والسلوكيات بشكل إيجابي بهدف تحديد وإلغاء التمييز من رياضة كرة القدم". ولد ليزلي في كانينع تاون شرق العاصمة البريطانية لندن عام 1901، لأب جامايكي يُدعى أيضاً جون ليزلي، وكان يعمل حداداً وأم إنجليزية تدعى آني.
بدأ ليزلي مسيرته مع فريق باركينغ تاون المحلي، وسجل أكثر من 250 هدفاً بقميصه وساعدهم على الفوز بكأس إسيكس للكبار في عام 1920 ولقب الدوري اللندني الممتاز في عام 1921.
وفي عام 1921 أيضاً انضم إلى بليموث أرجيل، حيث واصل تألقه وأمضى معه 14 عاماً، وهو رابع أفضل هدافي النادي على مر التاريخ وتاسع أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات.
واعتزل ليزلي كرة القدم الاحترافية في عام 1934، حيث أصيب في مباراته الأخيرة التي سجل فيها هدفه الأخير، وجمعت بين فريقه بليموث أرجيل ضد فولهام، وفاز فيها الأول 3-1.
عاد ليزلي وأسرته إلى شرق لندن، وواصل هو مهنة والده كصانع لغلايات الماء، وبعد تقاعده، طلبت منه زوجته، لافينيا، أن يذهب إلى نادي ويستهام ويسألهم إن كان هناك عمل له، وهناك التقى بمدرب النادي، رون غرينوود، الذي عرفه على الفور، وتذكره باعتباره لاعباً كبيراً.
وعرض عليه غرينوود وظيفة في غرفة الأحذية، حيث كان يمسح الطين عن أحذية نجوم كرة القدم في إنجلترا، مثل بوبي مور، وجيف هيرست، ومارتن بيترز، وتريفر بروكينغ.
ولسخرية القدر في قصة حياة ليزلي، كُتب عليه أن ينظف أيضاً حذاء مهاجم ويستهام الأسود، كلايد بيست، الذي كان خلال الستينيات والسبعينيات لا يزال واحداً من بين عدد قليل من اللاعبين السود، الذين يتصدرون أندية كرة القدم الإنجليزية.