حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1952

ليس كل ما يعرف يقال

ليس كل ما يعرف يقال

ليس كل ما يعرف يقال

10-10-2022 08:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
تظل الحكمة التي تروى عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه تخطر على بالي من وقت لآخر، كلما شعرت بأن معظم ما نتابعه من أخبار الأحداث والتطورات المتسارعة ليس مرتبطا بحقيقة مكتملة الصفات، تلك الحكمة التي تقول “ ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حضر أهله، وليس كل ما حضر أهله حان وقته، وليس كل ما حان وقته صح قوله “.
نحن نتابع التصريحات التي تصدر عن أعلى مستويات صنع القرار، ونـحـاول ربطها بالأحداث التي يشهدها العالم، وعلى رأسها الحرب الروسية في أوكرانيا وما يتصل بها من حرب النفط والغاز، وإمدادات الغذاء والدواء، والحرب التجارية متعددة الأطراف، فلا نكاد ندرك حقيقة تلك التصريحات، أو فهم معانيها، وكأنها توضح لنا حجم المجهول الذي ينتظر العالم، وتتركنا نستخلص الأشياء ونقيضها في آن معا!
كيف لنا أن نفهم تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام في مهرجان لجمع التبرعات في نيويورك “ ان بوتين لم يكن يمزح عندما أطلق تهديدات حول استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية، وأن تلك التهديدات تعرض البشرية لخطر حرب نهاية العالم “مضيفا” لم نواجه احتمال حدوث (هرمجدون) منذ كنيدي وأزمة الصواريخ الكوبية في العام 1962”!
ها هو يشير إلى حرب الملحمة الكبرى التي سيعود معها السيد المسيح عليه السلام وهرمجدون موقعها مرج بن عامر بفلسطين، ولولا أن الرئيس بايدن أشار إلى احتمال عقد لقاء بينه وبين الرئيس الروسي بوتين في قمة مجموعة العشرين بأندونيسيا الشهر المقبل لقلنا أن الحقيقة غائبة حتى عن هؤلاء القادة الذين ننتظر منهم قول ما يجب أن يقال حتى لو لم يحضر أهله!
أوروبا التي ما تزال تعاني من موجات الحر غير المعتادة ترتعد خوفا من فصل الشتاء المقبل بسبب إمكانية انقطاع الغاز الروسي، وأزمة الطاقة وارتفاع أسعارها تعم العالم كله، وفي هذا الفضاء الأوروبي لا تتردد الحكومات بإبلاغ شعوبها عن ضرورة الاستعداد لمواجهة الأسوأ عندما يحل الشتاء القاسي، فإمدادات الطاقة ليست مضمونة، والسيطرة على أسعار السلع الغذائية حكاية أخرى، واليوم يكبر السؤال في رؤوس الخبراء وكثير من السياسيين “ كيف لنا أن نفرض عقوبات تضر بنا أكثر مما تضر المستهدف بها ؟”.
وبالمناسبة، في أي إطار من التحليل يمكن لنا أن نفهم تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكن “إن الولايات المتحدة الأميركية تدرس عددا من التدابير الجوابية، بما في ذلك ضد السعودية بعد قرار أوبيك خفض الإنتاج النفطي بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من الشهر المقبل، وتمديد صفقة خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2023” بل بأي معيار يمكن قياس تحرك ثلاثة من النواب الديمقراطيين لتقديم مشروع قانون يطالب بسحب جميع القوات الأميركية من السعودية والإمارات على خلفية قرارات الأوبك، وكذلك تغريدة النائب (توم مالينوفسكي) على موقع تويتر “هذا عمل عدائي، إذا أرادت السعودية والإمارات مساعدة بوتين في إبقاء أسعار النفط مرتفعة فعليهما أن يبحثا عنه للدفاع عنهما” ؟!
القول مسؤولية، ومن هذه الزاوية أراد الرئيس بايدن التأكيد على أن قول بوتين باستخدام الأسلحة النووية ليس (مزحة) واليوم من حقنا أن نخشى من أن مزحة ما قد تقلب هذا العالم رأسا على عقب، فلا يظل مجالا لا للقول ولا لأهله ولا لوقته ولا لصحته بعد فوات الأوان!








طباعة
  • المشاهدات: 1952
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-10-2022 08:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم