10-10-2022 09:55 AM
سرايا - صدرت عن دار الخليج للطباعة والنشر طبعة جديدة هي الثانية من كتاب «الأسلوبية العربية مدخل إجرائي» (170ص) للدكتور إبراهيم خليل الأستاذ في الجامعة الأردنية. يتضمن الكتاب مقالا مطولا في نحو 22 فِصْلة مع مقدمة وخاتمة وببليوغرافيا مختارة من 79 عنوانا بين كتاب وبحث تتصل بموضوع الأسلوبية والأسلوب.
وينطلق المؤلف في هذا الكتاب الذي صدرت الطبعة الأولى منه عام 2014 من فكرة مفادها أن الأسلوب شيء يتكرر استخدامه في الحديث عن الرسم والموسيقى والنحت والحياكة، والأدب؛ شعرا ونثرا، وحتى عن اللعب بأنواعه المختلفة، وعن الطبخ. ولكن الأسلوب الذي يتردد في اللغويات، وفي الحديث عن الأدب، مختلف اختلاف المعنى العام عندما يتحول إلى خاص، فيضيق دلالة ويغتني استعمالا.
وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف تبعًا لذلك القول: إن للغة العربية في شعرها ونثرها، وفي قصصها، ورواياتها، وسردياتها، ومقالاتها، وفي فنونها الأدبية المتعددة، وعصورها المتتابعة، مظاهرَ في الأسلوب قد لا يجدها الدارسون في غيرها. وهذا ما يريد المؤلف الكشف عنه على الرغم منتغييب الكثرة من اللغويين، والأسلوبيين، لهذا، مع أنهم يسعَوْن لتطبيق ما قيل، أو يقال، عن الأسلوب في اللغات الأخرى على العربية، وأساليبها التي تتجلى في الشعر، وفي النثر، وفي أزمنة متباعدة، وفي فنون، وأجناس أدبية متعدّدة.
وقد سعى لإيضاح ذلك من خلال الأمثلة التي تتضمّن شعرا جاهليا وإسلاميا ومعاصرا وحرا ونثرا قديما، وغير قديم، منه المقامي والقصصي والروائي والخطابي والمقالي. ووقف مطولا إزاءَ ما يُعرف بالأسلوب الشخصي الذي يختلف به الكاتب عن غيره، والشاعر عن شعر غيره. وتناول بهذا النهج الإجرائي ما يُعرف بأسلوب الحِقبة، مبينا بالأمثلة، والشواهد، أن العربية سادت في آدابها أساليبُ خاصّة. فأسلوب الأدباء فيالعصر الإسلامي مختلف عن بدء العصر العباسي، وعن العصر العباسي الثاني، وعن العصور المتتابعة. كذلك يتبين للقارئ أنَّ الأسلوب الذي طغى على الرسائل، والمقامات، في زمنٍ معيَّن، يختلفُ عن الأسلوب في زَمَنٍ آخر.
ويُبيّن المؤلف، بالأمثلة، أنَّ لكلّ جنس أدبي أسلوبًا يختلف به عن سائر الأجناس، فأسلوب المثل، والحكمة، والموعظة، مباينٌ لأسلوب الحكاية. وهذا مباين لأسلوب القصة القصيرة الذي يختلفُ عن أسلوب الرواية، والمسرحية أيضًا. واللافت للنظر أنّ المؤلف مع وفرة إشاراته، وإحالاته لمرجعيات غربية في الحديث عن الأسلوبية، وعلاقتها باللغويات،كالإحالة لكل من رومان ياكوبسون، وغراهام هو، وشارلز بالي، وهنريش بليث،وتيري إيجلتون، وميخائيل باختين، فقد غلب عليه التركيزُ على المرجعيات العربية، لا سيما تلك التي تنتسب للتراث.ككتاب إعجاز القرآن للباقلاني، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، والأسلوب لأحمد الشايب، وكتب أخرى لسعد مصلوح، وموسى ربابعة، و عبد السلام المسدي.
وعلى مستوى الأمثلة التطبيقية جاءَت، في الغالب الأعمّ، من التراث الأدبي القديم، ومن الأدب الحديث، والمعاصر. فمن الشعراء الذين يتردَّد ذكرهم من القدماء امرؤ القيس بن عمرو السكوني، وأبو تمام، وابن المعتز، وموفق الدين الإربلي، والمرار بن المنقذ، والمتنبي، وأبو فراس الحمداني، ومن المحدثين أحمد شوقي، والسياب، وأحمد مطر، ومحمود درويش، ومحمد علي شمس الدين،وإبراهيم نصرالله.
ويُذكر أنّ المؤلف سبق له أن تناول الأسلوبية في كتاب آخر مختلف بعنوان «الأسلوبية ونظرية النص» الذي صدر ببيروت عام 1997. وتناول هذا الموضوع في كتابه «واقع الدراسات النقدية العربية في مائة عام» 2013 تناولا موجزا بصفته تيارًا من تيارات النقد الأدبي الحديث.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-10-2022 09:55 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |