11-10-2022 09:44 PM
سرايا - على الرغم من أن الحرب ما زالت مستمرة بين روسيا وأوكرانيا إلا أن خبراء الاقتصاد يتوقعون نمو الاقتصاد خلال هذا العام، لكن مما لا شك فيه أن للحرب تأثيرها الواضح على مختلف دول العالم.
ومن الجدير بالذكر أن تحديد درجة الضرر التي سوف تحدث بسبب هذه الحرب تتوقف على طول فترةالحرب بين البلدين، ومن ثم سيتوقف الضرر بتوقف الحرب.
وهنا يأتي السؤال كيف ستؤثر الحرب على الاقتصادي العالمي وأسواق تداول الأسهم العالمية ، وهل ستؤدي الحرب إلى حدوث ركود اقتصادي، هذا هو ما سنجيب عليه خلال الأسطر التالية، فلنتابع سويا.
تأثير الحرب يختلف باختلاف المكان الذي تعيش فيه
مما لاشك فيه أن العواقب ستكون وخيمة لكلا من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب الشرسة التي دارت بينهما ودمرت الكثير في البلدين، لكن بالطبع ستختلف حدة هذا التأثير من بلد لأخرى بناء على حجم العلاقات التجارية التي تربط الدولة بروسيا وأوكرانيا، وذلك بناء على ما صرحت به شركة اكسفورد الاستشارية، والذي يوجد المقر الرئيسي لها في الولايات المتحدة الأمريكية.
فعلى سبيل المثال تعتبر كلا من تركيا وبولندا من أكثر الدول التي تأثرت بالحرب الروسية الأوكرانية، ويرجع السبب في ذلك في أن الدولتين لهما تربطهما بروسيا علاقات تجارية قوية، وذلك مقارنة بباقي الدول.
وذلك حيث أن بولندا تقوم باستيراد أكثر من نصف احتياجها من النفط من روسيا، بينما تركيا تستورد ما يعادل ثلث احتياجهخا من النفط من روسيا أيضا.
أما فيما يخص تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا في العلاقات التجارية فإن النسبة لا تتخطى سوى .5% من الناتج المحلي لها.
أما فيما يخص الصين في علاقاتها التجارية التي مع روسيا فغن نسبة التعامل بينهما لا تتجاوز الـ 2.5% ، وبالتالي فإن تأثر هذه الدول بالحرب الروسية الأوكرانية سيكون محدود للغاية.
ومن الجدير بالذكر أنه صرح المدير العام لشركة اكسفورد الاستشارية بالولايات المتحدة الامريكية غلوبال ماكرو ، وهي واحدة من اهم الشركات في مجال التنبؤ العالمي والتحليل الاقتصادي أن الاقتصاد العالمي سوف يتقلص نموه خلال العام القادم بنسبة .2 ، أي أنه سينخفض من 4 إلى 3.8 ، ولكن ذلك بشرط عدم استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لفترة طويلة، ومما لاشك فيه أن في حالة استمرار الحرب لفترة طويلة ستكون النتائج أكثر من ذلك بكثير ويسوء الوضع أكثر مما عليه الآن.
التضخم المصحوب بالركود الاقتصادي
ويوجد عامل ىخر فيما يخص الاقتصاد العالمي، وهو أسعار النفط، والذي كان له دور كبير في حدوث اضطرابات في الأسواق نتيجة ارتفاع أسعاره إلى أعلى مستوياته، والتي لم يسبق لها مثيل، حيث تعتبر روسيا ثالث الدول المنتجة للنفط على مستوى العالم ، وذلك بعد الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية، وذلك وفقل لتقرير إدارة معلومات الطاقة بأمريكا.
وفي عام 2020 قامت روسيا بانتاج ما يعادل من خمسة مليون إلى ستة برميل من النفط، قامت بتصديرها بالكامل، وكان نصف هذه الصادرات قد تم لأوروبا.
وفي 7 مارس من العام الجاري ارتفع سعر النفط الذي يتم استخراجه من بحر الشمال ارتفاع لم يسبق له من قبل، وذلك بعد أن صرحت كلا من أمريكا وأوروبا بأنها تدرس حظر استيراد النفط من روسيا.
وحينها ارتفع سعر النفط إلى ما يعادل نسبة 21% من سعره، ثم ارتفع مرة ثانية بعدها بنسبة 18% ، حينها وصل سعر برميل النفط إلى 140 دولار، ثم عاد بعدها وانخفض سعره قليلا.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
وما يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن أسعار المواد الغذائية لابد وأنها ستتأثر بالطبع بالحرب الروسية الأوكرانية، وسترتفع أسعارها، ويرجع السبب في ذلك في أن كلا من البلدين من أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية للعالم.
فكلا من روسيا وأوكرانيا تنتج أكثر من 14% من انتاج القمح العالمي، حيث يمثلان نسبة 29% من صادرات القمح على مستوى العالم، هذا بالإضافة إلى أن كلا من روسيا واأوكرانيا من أكبر الدول المنتجة لزيوت عباد الشمس وزيت الذرة.
ومما لاشك فيه أن الحرب الناشبة بين البلدين ستؤثر على صادرات دول الشرق الأوسط من الحبوب وكذلك أفريقيا وتركيا.
رفع أسعار الفائدة
من المتوقع أنه يحدث زيادة في أسعارالمواد الغذائية والطاقة،والتي سوف تؤدي إلى زيادة في التضخم في الدول النامية وذلك بما يعادل 1% ، وذلك بناء على ما صرحت به رئيسة خدمة الاقتصادالعالمي.
وفي الكثير من الدول التي تعاني بالفعل من التضخم مثل أمريكا اللاتينية، وأوروبا الوسطى فإنها قد تتغلب على هذه المشكلة ومحاربة التضخم من خلال رفع يعر الفائدة، وقد أضافت ماكيون أن هذا القرار سيكون عبء على اقتصاديات هذه الدول.
هذا بالإضافة إلى ان الكثير من الدول سوف تشهد فترة صعبة بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة نتيجة تأثرها بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي من أهمها أوروبا الشرقية وألمانيا وتركيا وأيطاليا، ويرجع السبب في ذلك في أن هذه الدول تعتمد على روسيا في صادراتها من النفط بشكل أساسي.
حاجات المستهلك
وقد صرح ماكيون أن حدوث تراجع في عمليات الشراء وضعفها في الآونة الآخيرة الحادث في مختلف دول العالم قد يؤثر بشكل قوي على الاقتصاد الآسيوي.
وقد أضافت ماكيون ان السبب الرئيسي وراء تأثرها في الاقتصاد سيكون بسبب تراجع كبير في طلب المستهلكين على صادراتها، فعلى سبيل المثال نجد انه يحدث تراجع واضح وملحوظ في منطقة اليورو، وذلك بسبب شدة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي تسببت في ضعف القوة الشرائية بسبب حدوث ارتفاع في أسعار النفط، والذي يترتب عليه حدوث تراجع كبير في صادرات آسيا.
انتعاش مضطرب
الكثير من خبراء الاقتصاد ما زالو يتوقعون حدوث ارتفاع في النمو الاقتصادي لهذا العام، وعودته إلى طبيعته وهو ما قبل انتشار جائجة كورونا، وقد صرح غلوبال ماكرو، أن عودة الحياة لم كانت عليه في الطبيعة وعدم وجود الحروب يخلق فرصا اقتصادية قوية، ومكاسب كبيرة.
ومما لا شك فيه حتى هذه اللحظة فإن الحرب تهدد جزء كبير من نمو هذا الاقتصادي العالمي، ولكن الحجم الذي يمكن تأثر الاقتصاد به يتوقف على طول مدة الحرب بين كلا من روسيا وأوكرانيا، والأوضاع ومدى التدهور الذي ستتركه الحرب في البلدين.
وقد صرح ماي بأن هذه الحرب الناشبة مما لاشك فيه أنها تؤثر على الاقتصاد العالمي ولكنها لا تدفع به أبدا إلى حالة من الركود، لكن الحرب تخلق حالة من عدم اليقين لوضع الاقتصاد العالمي، وحودث انتعاش مضطرب فيه.
من خلال الأسطر السابقة تحدثنا عن مدى تأثر أسواق الأسهم العالمية بسبب الحرب الناشبة بين كلا من البلدين روسيا وأوكرانيا، وكيف تسببت الحرب في رفع أسعار النفط والمواد الغذائية، ورفع أسعار في الفائدة.
ونود عزيزي القارئ أن تشاركنا برأيك بشأن هذا الموضوع.