12-10-2022 12:33 AM
سرايا - قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن السعودية رفضت الاستجابة لمناشدات مسؤولين أميركيين تأجيل قرار خفض إنتاج النفط ضمن مجموعة "أوبك بلاس".
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات إن المسؤولين الأميركيين، قبل أيام من اتخاذ القرار في الخامس من أكتوبر، اتصلوا بنظرائهم في المملكة وغيرها من دول الخليج المنتجة للنفط للمطالبة بإرجاء القرار شهرا آخر لكنهم رفضوا.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن المسؤولين الأميركيين شنوا حملة ضغط مكثفة لإقناع السعودية بتأجيل خططها، وأجرى مسؤولو البيت الأبيض عدة مكالمات مع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وتحدثت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، إلى وزير المالية السعودي، وفقا للصحيفة.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المسؤولين الأميركيين حذروا القادة السعوديين من أن واشنطن ستنظر إلى قرار الخفض على أنه انحياز واضح لروسيا في حرب أوكرانيا، وأن هذه الخطوة ستضعف الدعم في واشنطن للمملكة.
ورفض المسؤولون السعوديون هذه الطلبات واعتبروها "مناورة سياسية" من قبل إدارة الرئيس، جو بايدن، لتجنب إضعاف موقف حزبه في انتخابات التجديد النصفي، وفقا لمصادر الصحيفة.
لكن أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، رفضت أن تكون جهود إدارة بايدن مدفوعة بحسابات سياسية، وقالت: "من الخطأ بشكل قاطع ربط هذا بالانتخابات الأميركية... الأمر يتعلق بتأثير هذا القرار قصير النظر على الاقتصاد العالمي".
وشكك المسؤولون الأميركيون في التقييم السعودي بأن أسعار النفط على وشك الانخفاض، وطالبوا الرياض بالانتظار ورؤية رد فعل السوق، وقالوا إن بمقدور "أوبك بلاس" التصرف كيفما شاءت إذا انهارت الأسعار.
وقالت وول ستريت جورنال إن التأخير لمدة شهر واحد، الذي طلبته واشنطن، كان سيعني خفض الإنتاج في الأيام التي تسبق الانتخابات (الثامن من نوفمبر)، ولن يكون لها تأثير كبير على المستهلكين قبل التصويت.
ووفقا لأشخاص داخل الحكومة السعودية، فإن زيارة بايدن للسعودية في يوليو، "لم تفعل شيئا يذكر لتغيير تصميم الأمير محمد بن سلمان على رسم سياسة خارجية مستقلة عن النفوذ الأميركي".
وأكد الأشخاص ذاتهم أن الزيارة أغضبت ولي العهد، الذي كان منزعجا من أن بايدن تحدث علنا عن تعليقاته الخاصة مع العائلة المالكة بشأن وفاة جمال خاشقجي.
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا مؤشرات في محادثاتهم مع القادة السعوديين في الأشهر الأخيرة على أن تعليقات بايدن حول خاشقجي تضر بالعلاقات.
وتشير المصادر داخل السعودية للصحيفة إلى أن ولي العهد قال لمستشاريه إنه "ليس على استعداد للتضحية بالكثير من أجل إدارة بايدن"، مشيرة في ذلك إلى انتقادات الإدارة للحرب في اليمن، وسعيها لإبرام اتفاق نووي مع إيران، وتعليقات بايدن الخاصة بولي العهد.
وذكرت نفس المصادر أن الرياض كانت تخطط، في أغسطس، لدفع "أوبك بلاس" لزيادة إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا في محاولة لإرضاء بايدن، لكن الأمير أمر بخفض الزيادة إلى 100 الف برميل يوميا بعد الزيارة.
وأرسل مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة، آموس هوشستين، رسالة إلكترونية إلى وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، تشير إلى أنه نكث بوعده حول رفع الإنتاج، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لـ "وول ستريت جورنال".
وقال الأشخاص إن الرسالة الإلكترونية أغضبت الوزير السعودي وعززت تصميمه على صياغة سياسة نفطية مستقلة عن الولايات المتحدة.
وفي سبتمبر، أشرف الوزير السعودي على أول خفض للمجموعة منذ الوباء، ما أدى إلى محو الـ 100 ألف برميل يوميا التي تم إقرارها في أغسطس.