12-10-2022 02:37 PM
سرايا - اليوم هو اليوم العالمي الصحة النفسية بتاريخ العاشر من شهر تشرين الأول من كل عام ، حيث أطلقت منظمه الصحة العالمية لهذا العام شعارًا لهذا اليوم بعنوان " لنجعل الصحة النفسية والرفاهية أولويه شامله للجميع "
أعتقد أن أولى من يجب أن يبدأ به الفرد هو "نفسه" . فاذا استطعت ان تحافظ على صحتك النفسية فعندها فقط تستطيع ان تساهم في دعم الصحة النفسية لغيرك. وعمل الفرد على ذلك ليس بالأمر الهين مطلقاً. فيجب ان تكون قادراً على إدارة الضغوط ، تتطلع للأمور بإيجابيه وتحصل على نعمه الشعور بالرضى.
وهذا كله يحتاج الى فردٍ مدركٍ لذاته ، قادر على تحليل أفكاره، مشاعره وتصرفاته ومن ثم لديه حس عالي ليكشف الخلل فيعمل على تصحيحه بإرادته عالية.
بهذه الطريقة فقط ممكن ان تبدأ بالتغيير الإيجابي الذي يحقق الصحة النفسية المرجوة لك. عندها وعندها فقط ستكون كالمصباح الذي يضيء ما حوله حيث أنك تبث الطاقة الإيجابية وتدعم من حولك بعدما دعمت نفسك.
أما الرفاهية فتعريفها بالمعجم " رغد العيش" وليس بالضرورة أن تمتلك المال لتحصل على رغد العيش فالقناعة هي الأساس بهذا.
تأمل نفسك والمواقف المختلفة التي مررت بها بحلوها ومرها وتذكر جميع ما مر بك وانظر كيف كان شعورك اذا كنت على قناعه تامه بما تملكه وبما تحصل عليه وبأن الله اختار لك الافضل ام لا. فالمواقف التي كانت القناعة اساسها تجد أن شعورك واتجاهاتك وتصرفاتك قد دلت على رغد العيش. اما تلك المواقف التي لم تتوائم مع القناعة كانت تأثيراتها سلبيه عليك وعلى من حولك.
سبحان الخالق الذي دعانا إلى ان نسعى إلى الصحة النفسية و الرفاهية ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى " فأعفُ عنهم واستغفرْ لهم وشاورهمْ في الأمر فإذا عزمت وتوكل على الله" .
وصل الله على حبيبه المصطفى الذي أوصانا باتباع الخطوات بالصحة النفسية وما قوله صلى الله عليه وسلم " لا تغضب" إلا أحد الأدلة على ذلك.
وفي الختام أبدأ السعي نحو صحتك النفسية لتحقق الصحة النفسية والرفاهية لك ولغيرك فأنت محور التغيير.
د. فدوى حلايقة عميدة كلية العلوم الطبية المساندة في جامعة فيلادلفيا