حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,21 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2541

عن غياب إرادة الحل

عن غياب إرادة الحل

عن غياب إرادة الحل

13-10-2022 10:02 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال حسن التل
من نافلة القول التأكيد بأن الأردنيين على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم، يتفقون على تشخيص واقعهم ويلتقون على تحديد مشاكلهم الرئيسية والتحديات التي تواجههم، وإن اختلفوا بعض الشيء حول الأسباب الحقيقية لهذه المشاكل والتحديات، وهو اختلاف لا يحول بينهم وبين الاتفاق على ما يعانونه من مشكلات وتحديات، أعتقد أن أخطرها الاحجام عن مواجهتها والسعي لحلها، وهو إحجام ناتج في معظمه عن غياب الإرادة والخوف من تحمل المسؤولية عند الكثيرين ممن يتولون إدارة مواقع عامة، وهي حقيقة أشار إليها جلالة الملك في أكثر من مناسبة. علما بأن الكثير من الحلول لا يحتاج إلى أموال غير مقدور عليها، بل لعل بعض هذه الحلول من شأنه المساهمة في الحد من أزمتنا الاقتصادية، من ذلك على سبيل المثال وقف الهدر في الكثير من ممارساتنا وسلوكياتنا، وهنا لا أريد الحديث عن السيارات الحكومية، ولا عن المؤسسات المستقلة، فهناك أوجه هدر أكبر وأخطر منها على سبيل المثال ان الدراسات تقول إن الهدر في القطاع العام الصحي يبلغ عشرات الملايين من الدنانير سنويا من الأدوية وغيرها، آخذين بعين الاعتبار أن الهدر ممارسة تتكرر في الكثير من مرافق القطاع العام، ووقفه لا يحتاج إلا لتنسيق حقيقي بين مؤسسات الدولة، حتى لا تتكرر الخدمة التي تقدمها هذه المؤسسات دون طائل، وفي هذا المجال يبرز التأمين الصحي نموذجا صارخا لغياب التنسيق الذي ينجم عنه التكرار كمدخل من مداخل الهدر وغياب العدالة.

كثيرة هي المشكلات والتحديات التي نحجم عن مواجهتها، غير أن أخطرها هو غياب الثقة بالمؤسسات، كما تدل على ذلك استطلاعات الرأي العام الأردني. الذي طالما قلنا إنه مختطف وموزع بين الكثير من الروايات، ليس بينها رواية متماسكة للدولة الأردنية، بعد أن جرى شرذمة مؤسسات صناعة الرواية ومضمون هذه الرواية وصولاً إلى تهميش الرواية ومؤسسات صناعتها، فقد صارت المؤسسة الإعلامية الرسمية الأردنية محل رثاء الجميع، مع إن الإعلاميين الأردنيين يحملون على كواهلهم تسيير الكثير من المؤسسات الإعلامية المتميزة وعلى أكتافهم قام نجاح هذه المؤسسات ذات الحضور الحاد، سواء كانت هذه المؤسسات ملك القطاع الخاص الأردني، أو مؤسسات عربية أو عالمية، وهي حقيقة تؤكد أن العيب ليس في القوى البشرية الأردنية، لكنه عيب في حسن الاختيار وأسسه وأهدافه، وهو في النهاية عيب في إدارة القوى البشرية، من خلال وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب.

ما ينطبق على المؤسسة الإعلامية الأردنية ينطبق كذلك على المؤسستين الدينية والثقافية اللتين يجب أن تلعبان دوراً مركزياً في صناعة رواية الدولة التي يجب أن تحملها وسائل الإعلام ومنابر الخطابة والتدريس وأدوات الثقافة على تنوعها، وهو ما لا يحدث في بلدنا لغياب التنسيق الناتج عن غياب الإرادة، لذلك تتعمق مشاكلنا، وتزيد حدة التحديات التي نواجهها.








طباعة
  • المشاهدات: 2541
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2022 10:02 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم