حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4840

السعودية السلمية ملاذ الدول النووية

السعودية السلمية ملاذ الدول النووية

السعودية السلمية ملاذ الدول النووية

13-10-2022 10:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي

هذه ايام عصيبة على شعوب لم تشهد ولم تعرف منذ قرن من الزمن معنى الظلم والقهر والجَور ، لم تعرف يوما ضيق العيش ولم تُجرب التشريد والتهجير ولم تعرف قسوة البرد وزمهريره ولا حر الصيف ولهيبه ،
بل كانت سبباً لكثير من شعوب العرب الذين عانوا وعاشوا بسببهم كل هذا واكثر ،
ربما هذا الذي يحدث الان سيكون سبباً في صحوة الضمير لهؤلاء الذين تنعموا وانغمسوا وطربوا واستأنسوا بمعاناة العرب طوال هذه العقود التي انقضت ومرت بكل قسوتها وظلمها "وجبروتهم " ليعلموا مجددا ان العدل إنما وُجِدَ عند العرب والمسلمين وان الانسانية بكامل معانيها السامية هي سِمة المجتمع العربي والاسلامي حقيقةً لا قولاً وإن كانت قد عُطِّلَت بسببهم .

ما تعيشه البشرية الان وما تشهده من احداث متسارعة هي اشبه بزلازل متتابعة تُلقي بظلالها على الجميع بلا استثناء ، القريب منها والبعيد ،
اوروبا التي على ما يبدو ان ارتفاع السنة اللهب فيها واتساع دائرة النار لا محالة حاصل ليطال اوروبا من بلطيقها الى مضيقها ،
نرى بام العين ان عيونها شاخصة الى بلاد العرب - الى السعودية تحديداً مع عدم اغفال شقيقاتها من دول الخليج ، ولم نرى اعين اوروبا طامحة الى القوة العظمى امريكا التي بدأ السواد الاعظم من الاوروبيين يلقون باللائمةِ عليها بانها هي من ورطتهم في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل ، لم نرى اعينهم ناظرة الى اليابان او الصين ، حيث قمة التكنولوجيا هناك والمصنع العالمي الاكبر هو ايضاً في الصين .

رؤية كبرائهم وزعمائهم الذين يمثلون القوة العسكرية الاعظم على هذه الارض وهم يؤمون بلاد العرب ممثلة بالسعودية تحديداً ، وما نسمعه اليوم عبر الاعلام الذي ينقل ببثٍ حي حديث كبار مسؤليهم وهم يطرحون افكاراً ما عهدناها من قبل وذلك عندما يقولون ان التحالف مع العرب الآن هو طوق النجاة الذي قد يخرجهم مما هم فيه من ازمات بدأت تلقي بظلالها عليهم وما هي الا البداية فقط ،

منذ عقدين من الزمن الى يومنا هذا عندما يكون حديثي عن الوضع الاقتصادي العربي والعالمي مع نخبة من اساتذة علم الاقتصاد الذين لهم مؤلفات في هذا المجال على المستوى العربي والإقليمي والعالمي والذين ما زالوا في ذروة عطائهم الفكري الذي يقدمونه عبر المنابر الجامعية المتميزة " كنتُ دوماً مُنسجماً معهم في نظرتهم ولا زلت اتبنى وبقوة كغيري من اصحاب هذا الرأي وهم كثر ان السعودية وحدها من دول الشرق الاوسط هي القوة الاقتصادية القادرة على خلق التوازن وحفظ الاقتصاد العالمي من هزات مربكة على المستوى العالمي وقادرة ايضاً على حفظ التوازن في الحالات الارتدادية التي غالباً ما يكون لها آثار مدمرة ايضاً .

لم يخلق السلاح النووي التوازن ولم يعطي الامان للشعوب على اختلاف تواجدها او قوتها وضعفها ،
ولم تَخلق عظمة التلسح وكثرته وتنوعه توازنا للبشرية ولم تُعطي امنا وامانا ، بل ان الذي نراه ونشهده انما يدل على فقدان الامن والامان للشعوب التي تمتلك انظمتها هذه النوعية من اسلحة الدمار الشامل التي اصبحت تؤرقهم وتقضُّ مضجعهم صبحاً ومساء .

بريطانيا - التي كانت عظمى - ومعظم رؤساء اوروبا انما ينشدون اليوم العرب ووجهتم اليوم فقط هم العرب وحبل نجاتهم اليوم عند العرب وليس عند احدٍ سواهم ، الشرق والغرب كله رغم طول ظلمهم ورغم إدارة ظهورهم للعرب ورغم مكاييلهم التي صنعوها مُعوجّة للكيل بها للعرب وللعرب وحدهم إلا اننا سنشهد تكسيرهم لها بايديهم كما شهدنا صناعتها لنا وان الإرهاصات التي نشهدها اليوم إنما هي خير دليل على قرب تنفيذ الفعل منهم وإنَّ غداً لِناظِره قريب .

شابٌ مسلمٌ عربيٌ أمير لا تمتلك بلاده اسلحةً نوويةً ولا ذريةً ولا هيدروجينيه ،
بكلمة واحدةٍ منه يستطيع قلب موازين العالم شرقيه وغربيه " إن اراد "ويكفي ذلك ان يُعلن صراحة دعمه ووقوفه الى جانب طرفٍ من اطراف النزاع والحرب الدائرة اليوم او الوقوف مع مؤيدي احدهم ،
بكلمة واحدة منه يستطيع ارباك النظام العالمي المالي برمته والمتمثل ببنوكه المركزية
"إن اراد " ويكفي ذلك ان يعلن عدم اعتماد الدولار الامريكي كعملة رئيسية ثمنا للنفط او اي صادرات سعودية اُخرى ،
كلمة واحدة منه يستطيع بها " إن اراد "ان يغير الوان الاسهم العالمية بدءاً من أُم اسواقها المالية وبورصاتها في نييورك وانتهاءً باصغر بورصاتها واسواقها المالية حيثما وُجدت ، وذلك باعلانه سحب استثمارات المملكة في الخارج والمقدرة بنحو تريليون دولار ،
وكلمة واحدة منه تُبقي الامل لشعوب العالم ان هناك توازناً يخلق الامن والامان بلا قوة ولا عنفوان .

شابٌ عربيٌ امير يمتلك حكمة الملوك وشجاعة الفرسان يقوم اليوم بتنفيذ نموذج اقتصادي متفرد ليس على المستوى المحلي او الاقليمي بل على المستوى العالمي وذلك ضمن خطةٍ شموليةٍ على امتداد خارطة المملكة العربية السعوديه بكلفة تقديرية اجمالية تتخطى عشرات التريليونات من الدولارات بخطة عشريةٍ محكمةٍ مضبوطةٍ ضمن أُطرٍ زمنية مقيَّدة ببرامج محددة ونتائج قابلة للقياس وهذا نهجٌ اقتصاديٌ فلسفي مبني على علم وفكر مالي راسخ ضمن خطة تنفيذ غير مسبوقة في العالم العربي تحديداً مع احترامنا للخطط الخمسية والعشرية التي كانت قد مرت بها بعض دولنا العربية ،
والمملكة اليوم تعيش في وضع اقتصادي استثنائي يُبَشِّرُ بنتائج ستعم نتائجها الايجابية ليس ابناء المملكة فقط وانما كل من هو متواجد على تلك الارض المباركة وليس ادل على ذلك من رؤية تلك المشاريع العملاقة الممتدة على كامل جهاتها الاربع ، وليس اكثر صدقا على هذا من رؤية الارتياح والاطمئنان التي يعيشها شعب المملكة ومن هم فيها من مختلف جنسيات وشعوب الارض على اختلاف السنتهم .

سفينة العالم تمخر عباب بحار متلاطمة الامواج معرضة للغرق في كل لحظة ، والمملكة قادرة وتستطيع استغلال هذا الارباك وهذا الخوف الذي تعيشه تحديداً شعوب اوروبا كاملة والتي تحكمت الى حدٍّ بعيد فيما مضى من عقود بمصائر اودت بكثير من شعوب العرب في ظلم عظيم افقدتهم وسلبتهم اوطانهم وعاثت فساداً في كثير من امور حياتهم ومعيشتهم ، ولكنه الُخلق العربي المتأصل في هذه الامة التي ارسى دعائمها وأوثق عُراها نهجها وشرعها الاسلامي الحنيف النقي الذي يشهد له المنصفين من أصحاب الديانات السماوية الذين يعرفون ويعلمون سماحة وعدل وانسانية هذا الدين المبني على قوة الحق والعدل المطلق بلا ميل او هوى او عصبية او حزبية او طائفية مقيته ،
كل هذا نراه في هذه الخطى الثابتة للمملكة تحت ظل ملك حكيم وقيادةٍ اميريةٍ شابَّهٍ تسيرُ باتزانٍ وثقةٍ نحو تحقيق اهدافها .

تصريحات بايدن المتكررة وآخرها ما صرَّح به للشعب الامريكي وقوله صراحة لهم بأن الموقف السعودي هو الفيصل في الوضع المتعلق بارتفاع الاسعار المتعلقة بالمحروقات التي حتما ستؤدي الى ارتفاع اسعار كل السلع والمنتجات على اختلاف انواعها واستعمالها، وهذا انما هو اعتراف لا لبس فيه بأن الموقف السعودي يكون أثره وتأثيره بشكل مباشر على الشعب الامريكي وعلى نمط حياته اليومية ،
على الرغم من الموقف السعودي المُعلَن بأن موقفها من موضوع تخفيض انتاج النفط بالاتفاق مع منظمة اوبك بلاس ( +opec ) والذي لا يحمل تهديداً ولا وعيداً ولا تلويحاً بان النفط هو سلاح يمكن استعماله عند الضروره وانما هو توافق مصالح مع الدول المنتجة لما فيه المصلحة العامه للجميع ،
لم نسمع مثل هذا التصريح ابداً وُجِّه الى الشعب الامريكي يُلقي باللائمة على روسيا او الصين ويحذرهم من موقف تلك الدول من عواقب وخيمه تؤثر على حياتهم اليومية فيما يتعلق بمعيشتهم المادية المرتبطة بارتفاع الأسعار او التضخم او جوانب اقتصادية معيشية لها علاقة مباشرة بهم ،ولم نسمع خطاباً مباشراً من الرئيس وُجِّه الى الشعب الامريكي يخوفهم من القوة العسكرية الروسية او يشير باي حال من الاحوال ان لها اثراً مباشراً عليهم ايضاً .

إنّ التصريح الذي جاء على لسان المسؤول الروسي والذي ينشد فيه التحالف مع العرب مُمَثلاً بالمملكة العربية السعوديه ودول الخليج العربي عامة والذي جاء بشكل علني مباشر ما هو الا دليل واضح على تحولات كبرى إن على المستوى الاقليمي او العالمي الاستراتيجي الذي سيكون له تبعات غير مسبوقة في خلق توازنات لم تكن يوماً بالحسبان ،
ناهيك عن التوجه الاوروبي باكمله الذي يسعى الى تحقيق هذا الهدف والذي يختلف بالمُطلق عن اي تحالف أو وُدٍ أو علاقةٍ عربيةٍ غربيةٍ كانت قبل هذا الذي نسمعه اليوم .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 4840
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2022 10:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم