16-10-2022 02:50 PM
بقلم : د. نزار شموط
لاجل الصدفة واثناء زيارتي لاحد الاصدقاء تابعت جزءا يسيرا من مباراة الأمس بين الفيصلي والوحدات , وهذه المرة الاولى التي اشاهد فيها مباراة للفريقين , حيث انني لست من عشاق كرة القدم , وصعقني مستوى اللعب المتواضع لفريقين يتصدران الكرة الاردنية , وشاهدت كما كبيرا من المخالفات والتي اعتقد انها حصلت لحجم التوتر الذي كان يسود اللاعبين , وللامانة لم اشعر بالودية بين اللاعبين , والتي في الاصل ان يتمثلها ويمارسها محترفين يمثلون الكرة الاردنية .
كنت اسمع عن ما يحدث في الملاعب من شغب ومن الفاظ نابية يتقاذفها جمهور الفريقين ضد بعضهما البعض وكنت استهجن ما تحمله هذه الالفاظ من تعنصر ارعن ينم عن مكنونات تأصل للتفرقه والانقسام والتناحر بين مكونات هذا الشعب الذي يفاخر بوحدته وتكاتفه ومحبته من شتى الاصول والمنابت .
هالني اليوم خبر وفاة الطفلة اثناء الاحتفال بفوز الوحدات بالامس بمنطقة ماركا , نسأل الله ان يلهم اهلها الصبر والسلوان .
والسؤال هل باتت كرة القدم تشكل مساحه لاسقاط الاحقاد والنزعات الفئوية والعنصرية المقيته , وهل نحن ضدان يكره بعضنا بعضا .
من يتابع المشهد يلحظ هذه النزعه المبطنة بين الطرفين , وما يحصل من مجاملات مزيفة ما هي الا تُقيه يمارسها الطرفان .
اقول هذا وكلي الم , ولكنة الواقع الذي نكذب حين نزينه .
نحن وطن يتغنى بالامن والامان وبتكاتف ابناءه من كافة الاصول والمنابت , ولا نقبل بأي حال ان تصبح كرة القدم اداة تفريق بيننا , فالاردن وطن المهاجرين والانصار ودوما ابوابه مشرعة لكل قاصد .
لذاعلى القائمين على الشأن الرياضي والشبابي ان لا يضعوا رؤوسهم بالرمل ويعتبروا ما يحدث امرأ مقبولا , وان يعملوا على وضع اجراءات وقائية ونمائية وعلاجية .
نحن لا ننكر ان التعصب للفرق وللرياضة موجود في كل العالم , ولكن عندنا هناك تعصب فئوي ومناطقي تكشفه الرياضة .
فكثير من بات يساهم في تأصيل هذه النزعات المقيته البعيدة عن اخلاقنا وديننا وعاداتنا , ورسولنا يقول ( ليس منا من دعا الى عصبية ) وفي حديث اخر قال علية السلام محذرا من العصبية ( دعوها فأنها منتنة ) .
والمطلوب ازالة هذه النعرات وان لا نزرعها في عقول ابناءنا وان نبدلها بالمحبة والاخاء والتعاضد , وعلى الجميع ان يتحمل المسؤولية , والا فلن يجدي بعدها الرتق في الثوب البالي .
حمى الله وطننا وادام محبتنا وابعد عنا كل مكروه .
د. نزار شموط
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-10-2022 02:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |