18-10-2022 09:24 AM
بقلم : عصام قضماني
يقال إن التشاؤم يحقق نفسه والعكس صحيح.
ومن هنا يمكن تفسير إصرار رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على بث روح التفاؤل بينما يتوقع الرأي العام منه أن يكون سوداوياً ويسرد السلبيات ويتجاهل الايجابيات.
يستطيع محلل أو كاتب ان يخوض في السلبيات كما يشاء فالنقد مطلوب، ومهمة الصحافة هي التنقيب عن الخلل وعن الثغرات وليس تمجيد الانجازات التي يفترض ان تتحدث عن نفسها.
الرئيس لا يريد إشباع رغبة الرأي العام والنقاد بالسوداوية كما يقول فهو يريد بث روح التفاؤل ليس لأن تصريحاته تصدر عن مسؤول ولها تأثير، بل لانها ستكون مسؤولة عن تشكيل مزاج الرأي العام وتوجهات الاسواق والاستثمار.
الحديث بواقعية عن الاوضاع الاقتصادية شيء وبث السلبيات وهي كثيرة شيء آخر، والناس ملت تكرار الحديث عن الخطط على الورق وتنتظر العمل والحديث فقط عندما يكون هناك ما يستحق الحديث عنه من برامج واقعية ونتائج ملموسة.
المهم مواجهة التحديات الاقتصادية وخلق حالة من التفاعل مع ما يجري، وتحسين المزاج العام، الرئيس الخصاونة أعطى جرعة تفاؤل، وباء كورونا وتداعياته خلف ظهرنا الآن وما هو على أجندة الحكومة خطة تنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي وما يحتاجه الرأي العام هو اجراءات سريعة على الأرض دون عذر ودون شماعات تعلق عليها ضعف وتباطؤ العمل.
مطلوب اجراءات تصيب روافع الاقتصاد مثل السياحة والصادرات وحوافز للنمو الاقتصادي في الضرائب والجمارك والطاقة والكهرباء وزيادة الصادرات وزيادة الإنفاق الرأسمالي الضروري لتحفيز النمو.
اذا غاب الرئيس عن الرأي العام يقال أين الرئيس؟ وإن خرج على الرأي العام يقال إنه قال كثيرا لكنه لم يقل شيئا، لكن التواصل بين رئيس الحكومة والجمهور مطلوب ليس فقط لمحاولة بناء الثقة، بل لشرح توجهات الحكومة على أساس الشراكة مع المواطن، ومع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وبطريقة تفاعلية.
من وجهة نظر كثير من المحللين وبينهم كاتب هذا العمود بدا الرئيس متفائلاً وربما كان يقتضي الأمر منه أن يكون حذراً, لأن الخروج من الانكماش الاقتصادي يحتاج إلى وقت وهو ليس سهلا.
التفاؤل مطلوب وإبراز المشكلات بواقعية مطلوب أيضا، لكنه يجب أن يكون مقترنا بالحلول.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-10-2022 09:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |