18-10-2022 10:18 AM
بقلم : خلدون مدالله المجالي
لا تجعلوا العنصرية تفرقكم فانتم آخر من تبقى من بلاد الشام،، كانت تلك الكلمة لمُعلّق خليجي على مبارات الفيصلي والوحدات فاختزلت الف معنى وعبرت عن شعور الوعي.
على وقع الاخبار التي تشغل الرأي العام والتداعيات السلبية لحالة الانقسام المجتمعي لا بد من اجراء مكاشفة وتشخيص دقيق للواقع لطرح الحلول درءاً للمفاسد فوحدة الوطن وتماسك جبهته الداخلية أكبر من نادي ورياضة وجمهور، وبدايةً ارغب في اخراج الخلاف مع الكثيرين من مشجعي الاندية الذين يتعاملون مع الرياضة بروح الرياضة كوسيلة للتقارب والتسلية وينبذون التعصب وهم قلة للأسف فلا نعمم بذلك من مبدأ صيانة الاحتمال والخير الباقي بالأمة.
نبدأ من اصل المشكلة والتوصيف العميق لمعنى الاندية لدى مشجعيها والكلام هنا لا يحتمل المجاملة والتنميق كونه يعبرعن الشعور الحقيقي وطريقة التفكير وكيفية التعاطي مع المسألة لدى الكثيرين للأسف باعتبار ان الفيصلي نادي العشائر والوحدات نادي المخيمات، الفيصلي وطن والوحدات قضية، النسر الازرق والمارد الاخضر، نادي الشرق ونادي الغرب وغيرها من الازمات النفسية لجماهير عريضة لديها خلل أصيل في مفهوم الوطن والقضية، خلل يتفاقم في غياب الوعي والتاريخ الواحد والعيش المشترك حتى صارت الاندية الباب الرسمي المتبقي للنعرات واثارة العنصرية بعد تجريم تلك الافعال بالقانون في الدولة الاردنية منذ عقودٍ مضت.
المسألة تتعلق بغياب الوعي كما اسلفت وفراغ الاجيال حين اصبحت الرياضة القضية العظمى واختزل النصر باهداف كروية وتشوه مفهوم البطولة والابطال من ساحات الحق وميادين الشرف للملاعب والاندية، فحين تصاب الجماهير والاندية بفقدان الوعي وتضييع البوصلة ليس من المستغرب ان تكون الاندية أقوى من الاحزاب وحالة الجهل هي الغالب على منطق الوعي رغم القواسم المشتركة بين شعبين تجمعهم قضية وعيش ونسب وهمّ وتاريخ ووجود ولقمة واحدة ايضاً، فكيف تحولت مجرد مباراة من وسيلة للتسلية والتشجيع لتصبح اداة لتهديد السلم المجتمعي ومعول هدم للتماسك والألفة كلما حمى وطيس اللقاء وتكاثرت اسماء الدوريات وما يترتب على ذلك من كلفة أمنية باهضة للتنظيم والتعامل مع الجماهير الغاضبة وفض الاشتباكات!.
اعتقد بان دمج النادي الفيصلي والوحدات بنادي واحد يحمل اسم نادي ( الوحدة ) اصبح لزاماً من باب الضرورة لاطفاء روح العنصرية والتشدد الاعمى وحفاظاً على تماسك ابناء الوطن وتوحيد الشعور الجماهيري وتفويت الفرصة على ذوي الافلاس السياسي ممن وجدوا ان الاستثمار في حالة الانقسام والعنصرية سبيلهم الوحيد للوصول الى مقاعد التمثيل البلدي والنيابي.
زيتونة الوطن لا شرقيةٍ ولا غربية، أصلها ثابت وأعلاها مثمر في نفوس الكبار وتسقى بماء المحبة والتآلف، زيتونة الوطن لم يغرسها سايكس بيكو، اسألوا الكبار عن توأمة الكرك والخليل والسلط ونابلس، اسألوا الفاتحين عن ( مسطبة ) الكرك بجانب الاقصى وعن مصطبة الاقصى في قلعة الكرك، اسألوا اهل الحل والعقد عن تنقل العائلات الدائم بين الشرق والغرب وذكريات الصحن الواحد واللقمة الواحدة والدم الواحد قبل جيل سايكس بيكو.
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير....
خلدون مدالله المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-10-2022 10:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |