20-10-2022 08:33 AM
سرايا - رغم انتشار الكوليرا في عدة دول، خاصة المجاورة للمملكة، إلا ان أطباء مختصون أكدوا أن المطلوب حاليا هو الحذر والمراقبة، وليس الذعر والهلع.
وبينوا أن الدول التي تتمتع بمنظومة صحية جيدة، ونسبة وعي عال من الحفاظ على النظافة، لا خوف عليها من الكوليرا، خصوصا انه وباء ليس سريع الانتشار كالأمراض الأخرى التنفسية، وحتى إن وجدت حالات فعلاجها سريع، لافتين الى ان الأردن لديه نظام صحي جيد قادر على مواجهة الأمراض، ومنها الكوليرا.
وكانت دول مجاورة للأردن أعلنت انتشار وباء الكوليرا فيها بشكل واسع، وإصابة مئات وآلاف الحالات فيها، مثل سوريا ولبنان.
ولم يستبعد مسؤولون في وزارة الصحة احتمالية تسجيل حالات فردية بالمرض، غير أنهم اكدوا ضعف احتمالية الوصول الى مرحلة الوباء.
وترصد وزارة الصحة مياه الشرب والمياه التي تضخ من محطات التنقية ومياه السيول والسدود بدءًا من مدخل السد وحتى مخرجه، وذلك من خلال أخذ عينات للفحص المخبري بشكل دائم، مع تشديد الرقابة على القادمين للمملكة والمواد الغذائية الداخلة عبر المعابر الحدودية.
وشددت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الاوبئة والأمراض السارية، الدكتورة رائدة القطب، خلال زيارتها أمس لمركز حدود جابر، على ضرورة تطبيق التوصيات والبروتوكولات الصحية المتبعة التي تم إقرارها مؤخرا من قبل الجهات المعنية لمواجهة الطوارئ الصحية والأوبئة، والمتعلقة بالتعامل مع المسافرين والبضائع والارساليات الزراعية، ورفع الوعي الصحي لدى العاملين والمسافرين، وكذلك استخدام الأساليب الصحية والوقائية المناسبة لمنع انتقال العدوى فيما بينهم.
وتأتي زيارة القطب لمركز حدود جابر، نظرا لتطور الوضع الوبائي في دول الجوار، حيث اطلعت خلال جولتها برفقة اللجنة المعنية، على عمل جميع المحطات التي يتم التعامل فيها مع البضائع والارساليات الزراعية، منذ دخولها الأراضي الأردنية ولغاية مغادرة المركز الحدودي.
بدوره، نادى أستاذ الوبائيات والصحة العامة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور أنور بطيحة، بضرورة التعامل مع الكوليرا بطريقة الحذر، وليس الذعر والهلع، فلا داعي للقلق منه خصوصا انه ليس سريع الانتشار مثل العدوى التنفسية، وان الأردن يتمتع بمنظومة صحية جيدة، كما ان المواطنين على قدر عال من الوعي بالنظافة.
وأشار الى ان المرض ينتشر بشكل أكبر في البيئات المزدحمة التي تخلو من النظافة، والتي تعاني من منظومة رعاية صحية ضعيفة، وأوضاع اقتصادية واجتماعية وصحية سيئة، كالدول التي لديها نزاعات وحروب وكوارث، وتلك التي لديها اوضاع صحية واجتماعية واقتصادية سيئة، منها دول مجاورة للأردن.
ولفت بطيحة الى ان الكوليرا يتسبب بإسهال شديد جدا للمصابين، وإذا لم يحدث تدخل طبي سريع فمن الممكن ان يؤدي للجفاف والوفاة، لكن بشكل عام فإن الأردن قادر على مواجهته نظرا لامتلاكه الخدمات الصحية الجيدة، وبالتالي علاج المرضى بصورة سريعة، على حد تعبيره.
وتحدث بطيحة عن تجربته الشخصية في مواجهة الكوليرا حين انتشرت بالمملكة عام 1977، أثناء عمله كطبيب مقيم للأمراض الباطنية في مستشفى الأميرة بسمة بمحافظة إربد انذاك، إذ بين انه على الرغم من وصول الحالات الى حوالي 110 حالة كوليرا، إلا ان ذلك لم يشكل اي خطورة على الوضع لدينا، حيث تمت معالجتها، وكان التعامل مع الأمر بشكل حذر، لكنه لم يصل الى حد الهلع.
وركز على ان الوضع الحالي فيما يتعلق بالكوليرا لا يستدعي إغلاق الحدود او منع إدخال المواد الغذائية، انما مزيدا من الاجراءات الاحتياطية والرقابة من خلال عمل فحوصات للقادمين وأخذ عينات منهم، والتواصل معهم فيما بعد، ليتم التدخل السريع في حال اصابتهم، وتجنب المضاعفات الشديدة او الوفاة، بالإضافة لفحص البضائع القادمة.
ودعا بطيحة الى عدم ترك الحالات المرضية الأخرى التي تتشابه أعراضها مع الكوليرا في جو الهلع والذعر، فمن الممكن ان يختلط على الأطباء تشخيصها، وبالتالي عدم معالجتها بشكل صحيح، ناهيك عن عمل فحوصات دورية للعاملين والمشرفين على الطعام في المطاعم، واعطائهم تعليمات مشددة كجانب من الاجراءات الاحترازية في التعامل مع الوباء.
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2022 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |