حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2355

وعي المواطنة

وعي المواطنة

وعي المواطنة

20-10-2022 10:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
"كثيرون" عرفوا الوطنية وخافوا من الإنزلاق في حساسية التعبير عن مترادفاتها. فالشعور المتنامي الزائد عن الحد في الإنفعال يخلط الأوراق بين الإنفعال الحقيقي والإفتعال الزائف. وكثيرون تشدّقوا بحب الوطن، وهم ليسوا كذلك على أرض واقع وطن.. "فلا تنخدعوا بنظرات الحنين الزائفة في وجه من يتظاهر بالوطنية .

وهناك من تخاذل في حب الوطن وأبحر في خلق الأوهام والأعذار وهو مكشوف، بل مخطئ بائس.. وهناك وطنيون "حقيقيون" يتنفسون حُبّ الوطن ويعيشون على أمجاده، لكنهم منفعلون ثائرون لا يقيمون للعقل والمنطق مكاناً بين مشاعرهم المخلصة السخية!

التعبير السائد عن حُبّ الوطن مفهوم ناشئ من العمق الحقيقي للتفاني من أجله، لتنشأ العاطفة التي تُلهم المواطن بما ينبغي له أن يقدِّمه لوطنه في كل المجالات، ثم تتكوَّن حالة الإنتماء "القصوى" التي تجعل الفرد على إستعداد كامل للتضحية من أجل الوطن ومن أجل المجتمع ورقيّه، تحدها المصلحة العامة بمنأى عن "شخصنة" الوطن.

فحُبُّ الوطن ليس تعبيرات رمزية لحظية، أو شعارات وصوراً وأعلاماً تبرز في يوم من أيام السنة، أو عبر يوم إجازة رسمية، أو برنامجاً إذاعياً مدرسياً أو إخبارياً، بل هو ثورة ذاتية ملتهبة في النفس، تصدر من عمق الأرض ورحمها، فترسلُ أشعة نورها إلى القلب، فتحرِّك حرارتُها الأعضاء وتنير أمامها سبيل الحياة.. تلك الوطنية والوطن، المصطلحُ الرائج بين الأمم والحضارات والشعوب على إختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، يتغنَّون بنشيده، يمجِّدون تاريخه وأمجاده، ويصطبغون بلون ترابه وطهره، يرسمون بسمة فخر ونشوة فرح وإعتزاز غامر "مستديم" يحتّم علينا تفهمه وتشبعه وإرضاعه للأجيال.

الوطن يبدأ من حيث ينتهي الفرد، ويبدأ بحلم كبير يستوعب أحلام الجميع، وتلك بديهيات نعرفها، وحان وقت تحويلها من مقولات نردِّدها بيننا وبين أنفسنا، وشعارات نتعاطف معها ونؤيدها.. فنحن دائماً نريد الصلاح والإصلاح، والأمن والأمان، والتقدُّم والرفاهية للوطن ولا يمكن أن نحقق ذلك من دون يقظتنا وإخلاصنا لرغبة كل منا دائماً في تغيير الواقع للأصلح والأفضل بطرق واعية متزنة.
المواطنة الصالحة هي أن يسعى الإنسان قدر جهده وفي مجاله ومسؤوليته إلى التغيير نحو الأفضل في وطنه ودفع الضر عنه بمقتضى العلم والعمل انطلاقاً من ثوابت الدين والعقل والحكمة.

بقي علينا نحن الأردنيين أن نسعى بعطاءاتنا وإخلاصنا وأكثر إلى التغيير بإيمانٍ ثابت، وبمقتضى الروح والعلم، والعمل لحاضر الوطن ومكتسباته، ودعم قيادة مليكنا (عبدالله الثاني ) ، ورؤيته المبينة، ليبقى وطننا ساحةً خضراء، نقيّاً من الشوائب كما ورثناه. كما علينا مبادلة الوفاء انتماءً وولاءً حتى يكون أنموذجاً في البناء والتشييد بطريقة واعية ترى الأمور في نصاب لا تحيد أبداً عنه؛ لننعم في ظله الوارف خلوداً، وننشد قيثارة الأرض وزغرودة الوطن "موطني" عاش المليك"

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي








طباعة
  • المشاهدات: 2355
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-10-2022 10:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم