20-10-2022 10:50 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تُعد ظاهرة الفقر من أقدم المُعضلات التي عرفتها كافة المُجتمعات على مرالعصور، حيث استقطب موضوع الفقر إهتماماً كبيراً، من مُختلف الأدبيات والإختصاصات، وقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام بالغ وعلى مستويات عدة سعيا من أجل التخفيف من حدتها .
وبعد الحرب الباردة والتحول في مُستوى المفاهيم اللاانسانية والإنسانية والتي هي نتاج لإفرازات العولمة، خاصة بعد التهديدات المُرتبطة بصورة منهجية في إطار حلقة مُفرغة من الأسباب والأثار المُتبادلة في سياق دوامة الضعف المُتبادل والتي حولت العالم إلى مُجتمع مُعرض للمخاطر، باعتبارها تهديدات من شأنها للتهديد والإضعاف بالأمن الإنساني للأفراد والجماعات، والتغييب بجودة الحق في الحياة لهؤلاء، بل حتى المساس والهدر بالأمن على مُستوى أكثر شمولاً.
ومن هنا فإن مفهوم الأمن الإنساني يرتكز على ضمان حماية أمن وسلامة أفراد المُجتمع من الجوع والفقر والعوز ، وتوفير ادنى الحاجات الهامة لاستمرارية الحياة ، وإن هذا المفهوم يتعدى التهديدات العسكرية، والذي يشمل البيئة والأوبئة ،وغيرها من الأمور الماسة بحياة الإنسان ، وهو يشمل المبادئ العامة التي ترتبط بحياة الإنسان، وما يتعلق بحرياته، وكقيمة جوهرية يسعى الأمن الإنساني إلى توفير الطمأنينة، والشعور بالأمن للجميع بدون أي تحيز لإنسان عن آخر، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين، وهذا حق له لا يمكن أن ينتقص أو يتنازل عنه مهما كان ، الأمر الذي يجعل الامن الإنساني يسعى لضمان الكرامة الإنسانية، والرفاه الإنساني، كونه يعتمد منطقاً أساسياً للوقاية الإستباقية كأداة من أدوات الإستجابة لمُختلف الظواهر التي قد تنال منه، أو قد تمس بمعاير جودة الحياة.
وهناك علاقة ترابطية بين حقوق الإنسان والأمن الإنساني تتمثل في أن حقوق الإنسان الأساسية يعتمد كأساس على فعالية منظومة حقوق الإنسان الأساسية الغير قابلة للتجزئة وأن انتهاكات حقوق الإنسان غالباً تُعد بمثابة السبب الجذري لهشاشة وضعف مُستوى مُعين من مُستويات الأمن الإنساني كالعنف أو الصراع، وأن توفير وضمان الأمن يؤدي إلى تحقيق أمن الإنسان عبر مُختلف القطاعات، بل إنها توفير وضمان عبر مُختلف تحليل البناء الأمني المُتكامل ،إضافة إلى أن مُتطلبات الكرامة الإنسانية ومعايير القيم والأخلاق وتوفير كافة مُتطلبات الإنسان والحاجات الأساسية له تُعد بمثابة ركائز هامة وجوهرية لضمان فعالية حقوق الإنسان، وهي الجوهر الحيوي للأمن الإنساني .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2022 10:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |