22-10-2022 08:02 AM
سرايا - لا يكاد يمر أسبوع، إلا وتشهد صفحات التواصل الاجتماعي في محافظة جرش الإعلان عن افتتاح مشغل منزلي لإنتاج المواد الغذائية أو ما يعرف بـ”المطابخ الإنتاجية”، في وقت ما يزال موضوع الرقابة عليها غائبا، باستثناء أعداد قليلة كان أصحابها حصلوا على ترخيص للعمل وتخضع بموجب ذلك الى الرقابة الصحية من قبل الجهات المعنية.
وتعمل غالبية هذه المشاغل في ظروف يكمن اعتبارها “غير معروفة” أو وفق ما يصفها مواطنون بـ”خارج الرقابة”، في وقت تصبح عملية تحقيق الشروط والمتطلبات الصحية للغذاء المنتج رهن ضمائر القائمين على إنتاجها.
وتجد تقريبا في كل منزل بجرش ومنازل محافظات أخرى، منتجا أو أكثر يعود إنتاجه لأحد المطابخ، خاصة أن هذه المنتجات تلامس حاجة المنازل اليومية من الغذاء، التي منها (المربيات، مشتقات الحليب، المخللات، العصائر، المكدوس، الزيتون المكبوس، الخل بأنواعه، والحلويات الشعبية)، وأصناف أخرى لا حصر لها.
ووفق مواطنين، فإن عدد المطابخ الإنتاجية كبير جدا كما هو واضح على وسائل التواصل الاجتماعي، وأغلب العاملين فيها سيدات من المجتمع المحلي ولاجئون وأبناء مخيمات، وهم لا يعملون تحت أي مظلة رقابية، وقد قاموا بتحويل مطابخ منازلهم المتواضعة إلى مطابخ إنتاجية تسويقية ينتج فيها كميات كبيرة من الأطعمة والمونة والحلويات يوميا.
تقول الناشطة الاجتماعية هند الشروقي، إن 35 % من المنازل في جرش حولت مطابخها الى مشاغل من دون مراعاة لشروط الصحة والسلامة العامة، ويعتمد العاملون فيها على وسائل التواصل الاجتماعي في تسويق المنتوجات وتوصيلها عبر التطبيقات الذكية الى زبائنهم الذين لا يستطيعون التأكد من سلامة المنتج أو طريقة ومراحل إعداده ومدى نظافته وسلامته.
وأوضحت أن هذا العمل الذي يتعلق بشكل مباشر بصحة المواطن يجب أن يكون تحت مظلة معروفة ومحددة ويجب أن يتم ترخيصه وتأهيل العاملين فيه لضمان استخدامهم مواد غذائية مناسبة والعمل في ظروف صحية تراعي الصحة والسلامة العامة، فضلا عن ضرورة تدريبهم على طريقة استخدام المواد الغذائية المختلفة وطرق حفظها وطرق تغليفها لضمان سلامة المنتوجات.
وقالت رئيس جمعية سيدات جرش الخيرية هبة زريقات “إن المطابخ الإنتاجية التي تفتتح في الجمعيات الخيرية يتم مراقبتها ومتابعتها من قبل الجهات المعنية، ويتم تدريب العاملين فيها وتأهيلهم لاستخدام المنتوجات الغذائية بطرق مناسبة تضمن توفر شروط الصحة والسلامة العامة فيها، حفاظا على صحة المواطنين”.
وتعتقد أن المطابخ التي تقام بالمنازل لا تراقب ولا يتم ترخيصها أو متابعتها من قبل أي جهة وتكون عرضة للتلوث والتسمم وإلحاق الضرر بصحة المواطن التي لا يجب التهاون فيها، خاصة في المواسم الإنتاجية التي تنشط هذه الفترة من خلال إعداد منتوجات الزيتون والمكدوس والرمان والأعشاب الطبية، ومن الطبيعي أن يكون أي منتج غذائي عرضة للتلف والضرر إذا لم يتم التعامل معه بالطرق الصحيحة.
وفي المقابل، تقول زينب المصري، إنها أنشأت مطبخها الإنتاجي في منزلها منذ نحو 7 سنوات واستفادت من المواسم الزراعية في محافظة جرش على مدار العام، وخاصة في هذه الفترة التي ينشط العمل فيها لإنتاج المكدوس والزيتون ودبس الرمان.
ولا تمانع المنتجة جميلة أبو ملحم بأن يكون عمل المطابخ الإنتاجية تحت مظلة وحماية قانونية ورقابية ليتم ترخيصها من قبل الجهات المعنية وتنظيم عملها حفاظا على صحة المواطنين، لا سيما وأن العمل في المواد الغذائية يرفع الخطورة على صحة المواطنين ويتعلق بالصحة والسلامة بشكل مباشر ولا يجب التهاون فيه.
وبينت أن أعداد المطابخ الإنتاجية بالمئات في محافظة جرش، وكل أسرة متعطلة عن العمل تذهب إلى المطابخ الإنتاجية داخل منازلها وبشكل فردي وتعمل ضمن ظروف لا يمكن توقعها أو مراقبتها والخطورة تتمثل في أنواع الأواني المستخدمة وصلاحية المواد الغذائية واستخدام المواد الحافظة وطريقة تغليف المنتوجات وحفظها.
إلى ذلك، قال مدير صحة جرش الدكتور محمد الطحان “إن هذه المشاريع الفردية تقام في المنازل ولا يتم ترخيصها أو متابعتها من قبل مديرية الصحة كونها مشاريع فردية غير مسجلة أصلا”.
وأوضح أن عملية مراقبتها ليست من اختصاص وزارة الصحة نهائيا، وتتكفل بعض الجهات برقابة المطابخ الإنتاجية من جمعيات خيرية إذا وردت عليها شكاوى أو ملاحظات.
وقال رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية جرش الكبرى هشام البنا “إن المطابخ الإنتاجية مشاريع فردية منزلية ويخضع المرخص منها للرقابة من قبل البلدية وأغلبها تابع لوحدة تمكين المرأة”.
وبين البنا أن عدد المرخص منها لا يقل عن 24 مطبخا إنتاجيا في مناطق البلدية، وعدد الذين تم تدريبهم وتأهيلهم للعمل فيها لا يقل عن 160، وأغلبهم من سيدات المجتمع المحلي، موضحا أن 21 سيدة حصلن عن مشاريع مطابخ إنتاجية من المنح الأجنبية.
وقال البنا “إن البلدية قامت بافتتاح وحدة تمكين المرأة التي تشجع السيدات على افتتاح المشاريع الإنتاجية، وتقوم البلدية بتدريب وتأهيل العاملين فيها والبحث عن مصادر تمويلية وإقامة المهرجانات والبازارات التي تسوق هذه المنتوجات وباقي المطابخ الإنتاجية التي تقام بشكل فردي لا يتم متابعتها أو مراقبتها من قبل البلدية كونها غير مرخصة”.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-10-2022 08:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |