22-10-2022 04:12 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
شهد الفضاء السيبراني في السنوات الأخيرة تزايد عدد الهجمات السيبرانية بشكل حاد، نظرًا لتعدد التهديدات السيبرانية لتشمل: الحروب والإرهاب والتجسس الرقمي، وغيرها. ولذا، يصعب تحديد الحجم الحقيقي لتلك الهجمات، وبخاصة أن عديد منها لا يتم التبليغ عنه. ورغم اختلاف غرض وهدف كل منها إلا أن القاسم المشترك بينها هو استغلال ثغرات ونقاط الضعف في المجال السيبراني، بهدف إختراق أجهزة الكمبيوتر وشبكات الحاسوب حتى تعالت دعوات تطويع الردع كي يتلائم وذلك المجال.
ويُثير ذلك إشكاليات وتساؤلات عدة على صعيد نظرية الردع؛ فقواعد الردع لا تتغير بالانتقال من المجالين النووي والتقليدي إلى المجال السيبراني. ويظل الأساس النظري الذي يبنى عليه الردع هو التهديد باستخدام القوة لإقناع الخصم بالامتثال لإرداة الطرف الذي يهدد بها. وبهذا المعنى، يعتمد الردع على ركنٍ ماديٍ ينطوي على تأمين كافة مُقتضيات القدرة على إنزال العقاب، وآخر معنوي غايته التأثير النفسي في الخصم من خلال إقناعه بجدوى الانصياع للطرف الذي يُهدد باستخدام القوة، وارتفاع تكلفة ما سيقدم عليه من عمل عدائي بالمُقارنة بما سيحصل عليه من مكاسب.
وقد بدأ الردع تقليدياً في قواه وأدواته اعتماداً على وسائل القتال الاعتيادية، وعلى التهديد باستخدام الأسلحة التقليدية. وأكثر أشكال الردع التقليدي شيوعاً المتمثل في توعد الخصم بضربة عقابية موجعة في حال حدوث اعتداء من جانبه، وهو ما يُسمى الردع بالعقاب.
ومن هنا فان أُكبر مشكلة في الردع السيبراني ان هذا النوع من الردع يعتمد على التحول إلى الهجمات الالكترونية المُتماثلة ، وقد يكون هناك حجم غير مُتكافئ في هذا المجال مما يجعل هناك تأثيرات كبيرة اكبر من التأثيرات في الحروب التقليدي التي قد تكون سهلة الصد مع توفر الاسلحة التقليدية والقدرة على استخدامها بشكل اسهل مما قد تكون عليه الهجمات السيبرانية التي قد لا تبقي ولا تذر .
ويتمثل الردع السيبراني بتعقيد الياته التي تتمثل بالتهديد المُستمر وفي أي وقت وبدون تحضيرات واستعدادات كافية ، وتتمثل بالحرمان من وصول الامدادات التي توافر في الحروب والردع التقليدي الذي يمكن الطرف الاخر من المناورة ، والتحضير لهجوم مُعاكس في أي وقت يراه مناسباً ، فضلاً عن عدم وجود استراتيجيات وليدة اللحظة لصد الهجمات السيبرانية وتحقيق ردع كافي للعدو خاصة ان كان الهجوم السيبراني واسع النطاق وبدون حدود .
ومن هنا فان العلاقتت الدولية أصبحت ليست على مايرام خاصة في ظل الردع السيبراني الحالي الذي اصبح الكثير يعتبره نقطة تحول في العلاقات ما بين الدول ، ويمثل ذلك تهديدياَ كبيراً لاي دولة ان حاولت دولة أخرى ان تطغي عليها ، ولديها كم هائل من الاسلحة الالكترونية والقدرة على صد الهجمات المُعادية في أي وقت .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-10-2022 04:12 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |