حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6706

العالم الموازي

العالم الموازي

العالم الموازي

22-10-2022 04:16 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور المهندس أحمد الحسبان
زادت في الثلاثين عاماً الماضية ابحاث اثبات وجود العالم الموازي، ويقصد به وجود اكوان اخرى قابلة للحياة وفيها بشر مثلنا، وقد كانت الابحاث جارية منذ زمن بعيد، فظهرت ثلاثة نظريات حاولت تفسير وجود هذه الاكوان، اولاها نظرية الانفجار الكوني العظيم قبل ١٣.٨ مليار سنه، التي تعاني حاليا من هجمات علماء معهد ماساتشوستس العلمي - الاول بالعالم - بأن لا أساس رياضي يثبتها وما هي الا افتراضية، ثم تلتها نظرية الكم، وبعدها نظرية الاوتار، ولكل منها اسئلة بحثية بلا أجوبه. وجاء القرآن الكريم بنظرية "أمم امثالكم" للجن والحيوانات وباقي المخلوقات، موازية لنا على ذات الارض، يمكن مشاهدة بعضها والاحساس به واثبات وجوده، ولا ذكر فيه لأية عوالم موازية أخرى سوى وجود سبع سموات وارضين سبع ولكن بلا تفاصيل عن محتوياتها. فما المقصود بهذا الطرح في منصة الفيسبوك الاجتماعية هذه؟

مقصد القول؛ ان هؤلاء الذين يبحثون عن العوالم الموازية خارج كوكب الارض، ويحاولون اثبات وجودها نظريا او رياضيا بنماذج قد تكون قادرة على اجابة بعض الاسئلة البحثية، هم علماء صفت نفوسهم من الحسد والغل، وتفرغت قلوبهم للعلم، عشنا مع بعضهم في بلاد الغرب، لا يتحاسدون، لا يتباغضون، لا يتناجشون، ويهتمون بأنفسهم وبحوثهم العلمية فقط، يبدو انهم توحدوا بعالمهم الداخلي مع الخارجي بعالم واحد ارادوا البحث خارجه عن عوالم بشرية موازية. اما اقوامنا فغير ذلك، ما ان يخلو احدهم بنفسه، حتى تظهر بمخيلته عدة عوالم موازية وهمية، فبعض المسؤولين مثلا يرى عالم البشر مسامير لمطرقته، او اندادا لمقصلته، وبعض المحششين اصحاب الكيف، لا يرى البشر بتاتا ويعيش بعالم موازي أخر مصطهجا مرتخيا مبتسما دائما، وبعض الفقراء يحلم بعالم جميل من سد العوز والاكتفاء، وبعض الاغنياء لا يرى في عالمه الموازي الا المزيد من العقارات والاراضي والارصدة، وقليل منا من هم متصالحون مع عوالمهم الموازية، ويعيشون برضا وسعادة، يبحثون عن صداقات وفية نظيفة، وعوالم بشرية داخل العالم الأصلي - الذي يبدو انه سيخلو من البشرية والانسانية قريبا.

خلاصة القول؛ لا داعي للبحث عن اكوان موازية، اعمارنا قصيرة لوضع نظرياتها ثم اثبات صحتها، سيأتي غيرنا لينسف صحتها بوسائله الاحدث، والاولى من ذلك، البحث عن عالم واحد فقط، هو الانسانية الملائكية الراقية الكامنة فينا، المحبة والسلام منارتها ورسالتها ورؤيتها، او على الاقل، البحث عن اتحاد كل العوالم الداخلية الموازية وصهرها بوجه واحد وبوتقة واحده، ظاهرها كباطنها- نقية طاهرة.

من مقالات كتابي - الاوهام تقتل.
الدكتور المهندس أحمد الحسبان








طباعة
  • المشاهدات: 6706
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-10-2022 04:16 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم