23-10-2022 08:25 AM
سرايا - بـ24 وزيرًا بينهم ست نساء، تقود جورجيا ميلوني أكثر حكومة يمينية التوجه في إيطاليا، منذ الحرب العالمية الثانية، وسط تخوفات من أجندة روما المثقلة بالتحديات خلال الفترة المقبلة.
فرئيسة الوزراء الجديدة، والتي ستتسلم السلطة اليوم الأحد، من سلفها ماريو دراجي، في قصر "كيجي" مقر الحكومة القريب من البرلمان، تعهدت بالعمل عن قرب مع شركائها الدوليين رغم تباين وجهات نظر حلفائها في الائتلاف.
وكانت زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني أدت يوم السبت اليمين الدستورية رئيسةً للوزراء، قائلة في تغريدة أرفقتها بصورة الحكومة الرسمية: "هذا الفريق الحكومي" الذي سيخدم إيطاليا "بفخر وحسّ بالمسؤولية (..) الآن، إلى العمل".
إلا أن ولاية ميلوني أثارت المخاوف في ربوع أوروبا، من اتجاه روما إلى السير على خطى بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى موقفها من الحرب في أوكرانيا.
رئيسة الحكومة الإيطالية ميلوني خلال حضورها مراسم أداء اليمين رئيسة الحكومة الإيطالية ميلوني خلال حضورها مراسم أداء اليمين في قصر كويرينال رئيسة الحكومة الإيطالية ميلوني خلال حضورها مراسم أداء اليمين في قصر كويرينال
بـ24 وزيرًا بينهم ست نساء، تقود جورجيا ميلوني أكثر حكومة يمينية التوجه في إيطاليا، منذ الحرب العالمية الثانية، وسط تخوفات من أجندة روما المثقلة بالتحديات خلال الفترة المقبلة.
فرئيسة الوزراء الجديدة، والتي ستتسلم السلطة اليوم الأحد، من سلفها ماريو دراجي، في قصر "كيجي" مقر الحكومة القريب من البرلمان، تعهدت بالعمل عن قرب مع شركائها الدوليين رغم تباين وجهات نظر حلفائها في الائتلاف.
وكانت زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني أدت يوم السبت اليمين الدستورية رئيسةً للوزراء، قائلة في تغريدة أرفقتها بصورة الحكومة الرسمية: "هذا الفريق الحكومي" الذي سيخدم إيطاليا "بفخر وحسّ بالمسؤولية (..) الآن، إلى العمل".
إلا أن ولاية ميلوني أثارت المخاوف في ربوع أوروبا، من اتجاه روما إلى السير على خطى بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى موقفها من الحرب في أوكرانيا.
وفي محاولة من جورجيا ميلوني لطمأنة الحلفاء من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكاً بجدوى الاتحاد الأوروبي في إيطاليا منذ 1946، كانت أولى الرسائل تتمثل في التشكيلة الوزارية الجديدة التي حملت رسائل إيجابية إلى بروكسل.
فمن شأن تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، وهو عضو في فورتسا إيطاليا، وتولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في "الرابطة" وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي المنتهية ولايتها، أن يطمئن بروكسل.
ثاني تلك الرسائل، ما صرحت به ميلوني ردًا على رسالة تهنئة من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج والتي تعهدت فيها بالعمل مع الناتو، قائلة: "هذا أكثر من مجرد تحالف عسكري: إنه حصن من القيم المشتركة لن نتوقف عن الدفاع عنه".
تلك الرسائل "الإيجابية" بدت واضحة كذلك، في ردها على تهنئة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلة إن "إيطاليا كانت وستظل دائما إلى جانب الشعب الأوكراني الشجاع الذي يناضل من أجل حريته ومن أجل السلام الشرعي".
إلا أن تعهدها العمل عن قرب مع "الناتو" ودعم أوكرانيا يتناقض مع مواقف شريكيها في حكومتها الائتلافية واللذين يُعتبران مقربَين من روسيا.
فزعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني من أشد المعجبين بالرئيس فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، وكذلك رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني زعيم حزب فورتسا إيطاليا.
وسرب هذا الأسبوع تسجيل لبرلسكوني يتحدث فيه عن علاقاته "الدافئة" مع موسكو، والهدايا المتبادلة بينه وبين بوتين، إضافة الى تحميلة زيلينسكي مسؤولية الحرب.
واضطرت ميلوني المؤيدة للأطلسي ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع، مؤكدة أن ايطاليا "جزء لا يتجزأ وبرأس مرفوع" من أوروبا وحلف شمال الأطلسي، وهي رسالة لاقت أصداء إيجابية في واشنطن وكييف والأطلسي الذي وجه أمينه العام ينس ستولتنبرج "تهانيه" إلى ميلوني.
وتتمتع ميلوني مع شريكيها في الائتلاف سالفيني وبرلوسكوني بالأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ، إلا أنهما يتقبلان على مضض تولي ميلوني السلطة بعد أن فاز حزبها بـ 26% من الأصوات في الانتخابات، مقابل 8% فقط لـ "فورتسا ايطاليا" و9% للرابطة.
تواجه ميلوني مهمة صعبة، إذ تشهد إيطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، على غرار جاراتها، وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب أزمة الطاقة والتضخم، مما سيتعين على ميلوني حفظ وحدة ائتلافها الذي يعاني تشققات.
ووعدت ميلوني، وهي متحدّثة مُفوّهة ومسيحيّة محافظة مناهضة لحقوق "المثليين"، بعدم المساس بالقانون الذي يُجيز الإجهاض في البلاد.
ويتوقع من حكومتها التركيز أولاً على التحديات الكثيرة، خصوصاً منها تلك الاقتصادية، بدءاً بالتضخم والديون الكبيرة التي تشكل 150% من الناتج المحلي الاجمالي، وهي أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
ويخشى الليبراليون داخل إيطاليا والاتحاد الأوروبي ما قد يعنيه التحول اليميني الموعود للبلاد ومستقبلها - بينما يشعر الناخبون المحافظون أن سياسيًا قويًا فقط، مثل ميلوني، يمكن أن يقود البلاد للخروج من الأزمة وسط ارتفاع الطاقة ومعدل البطالة بين الشباب.
وقال أستاذ العلوم السياسية لورينزو دي سيو من جامعة لويس جويدو كارلي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "ميلوني لا تعبر عن خيارات التصويت للناخبين اليمينيين المتطرفين، لأن لدينا بيانات تظهر أنه تم التصويت لها من قبل يمين الوسط في الغالب".
وأضاف: "أود أن أقول إن شعار ميلوني هو أن تكون نوعًا من المحافظين الجدد. قد تحمل بعض الارتباط البعيد المدى بإرث ما بعد الفاشية، لكن من الواضح أن هذا ليس جوهر برنامجها السياسي الآن".
ومع الارتفاع الهائل في تكلفة الطاقة، فإن المخاطر على الشركات والأسر الإيطالية عالية؛ فالقطاع الزراعي، الذي يمثل 1.96٪ من الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا، يواجه نقصًا في كل شيء من الأسمدة إلى الديزل إلى الكهرباء والزجاج، مما تسبب في ارتفاع الأسعار بسرعة مع تأثير مدمر على ميزانيات المزارع.
وبحسب تقرير لجمعية كولديريتي، وهي أكبر جمعية للمساعدة الزراعية في ايطاليا، فإن تكاليف الإنتاج المرتفعة أجبرت العديد من الشركات الزراعية الصغيرة على الإغلاق لهذا الموسم لأنها لا تستطيع مواكبة ذلك.
سابينا بيتروتشي تدير شركة زيت الزيتون لعائلتها، وهي أيضًا عضو في مجلس كولديريتي الأوروبي للعمال الزراعيين الشباب، تقول إنها تشعر بالأمل وتعتقد أن الطريقة الوحيدة لإصلاح المشاكل الحالية هي من خلال القيادة السياسية القوية.
وقالت بيتروتشي: "نحن بحاجة إلى حكومة ملموسة للغاية تساعدنا في تكاليف الطاقة وأيضًا لتحقيق المساعدة المالية التي قد نحتاجها في المستقبل (..) توقف العديد من المنتجين في المنطقة عن إنتاجهم، فهم خائفون حقًا بشأن التكاليف المتزايدة".