25-10-2022 08:11 AM
بقلم : الخبير الاقتصادي منير دية
في تقرير غالوب العالمي للمشاعر للعام 2022 جاء الأردن في المرتبة الخامسة عالمياً من بين الدول الأكثر تعرضاً للمشاعر السلبية بعد أفغانستان فلبنان ثم العراق فسيراليون ثم الأردن.
التقرير الذي شمل 122 دولة أعطى فكرة واضحة لصناع القرار في العالم عن الصحة النفسية لشعوبهم بعد قياس مؤشر التجارب السلبية والإيجابية التي تتعرض لها الشعوب ولا تعكسها أو ترصدها الموشرات الاقتصادية الأخرى.
مشاعر التوتر والحزن والقلق تصاعدت في جميع أنحاء العالم وخاصة أثناء جائحة كورونا وما بعدها واتسم العامان 2021 و2022 بعدم اليقين غذائياً، ووصل التضخم إلى أعلى مستوى له، وارتفعت كلفة المعيشة في كل أنحاء العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، مما جعل الكثيرين يكافحون من أجل توفير الطعام والمأوى، وأصبح العالم أكثر حزناً وقلقاً وتوتراً.
في الأردن وبسبب الظروف الاقتصادية بالدرجة الأولى، وارتفاع نسب البطالة والفقر، وغياب العدالة الاجتماعية، وصعوبة تحصيل الحقوق، زادت مظاهر الغضب والسلبية، فالشباب الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا عملاً تجاوزوا نصف مليون شاب، وأصحاب الأعمال الذين توقفت أعمالهم أو خسروا رؤوس أموالهم بسبب الأوضاع الاقتصادية جميعهم يعيشون ظروفاً نفسيتاً صعبة.
الشعب الأردني لم يكن بهذا المستوى من السلبية، وعلى الحكومات أن تعمل على تغيير الواقع المعيشي للمواطن، وتسهيل كل الإجراءات والتخفيف من القيود المفروضة على الأعمال وتقديم التسهيلات للمستثمرين لتأمين فرص العمل للشباب، والتركيز على سيادة القانون لتحقيق العدالة بين جميع أفراد المجتمع دون استثناء.
الإيجابية تنتشر بين الشعوب عند تحقيق العدالة وتأمين حياة كريمة لهم وإعطاء دور للشباب للمشاركة في صناعة مستقبلهم وتأمين أساسيات الحياة من صحة وتعليم وسكن وغذاء بأقل كلفة ممكنة تتناسب مع مستوى دخل المواطن، وعلى الحكومات أن تدرك مدى خطورة انتشار السلبية وزيادة مستوى الغضب وتسعى لتغير الواقع بأسرع وقت ممكن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-10-2022 08:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |