25-10-2022 11:13 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
يعود استخدام مُصطلح "الحرب الهجينة" إلى التسعينيات. حيث ظهر لأول مرة في عام 1995 في كتاب "توماس موكيتيس" الأساليب البريطانية لمُكافحة التمرد في عصر ما بعد الإمبراطورية. في السنوات التي تلت ذلك، استخدم العديد من المؤلفين المصطلح للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الحملات العسكرية حيث إن وصفهم لذلك المفهوم غير متشابه. ويبدو أنهم استخدموا مُصطلح "الحرب الهجينة" سعياً للإشارة إلى نمط من الحرب التي يمكن تصنيفها ببساطة على أنها ليست تقليدية بحتة، أو حرب غير نظامية.
وتم تأسيس مفهومه من خلالها على أربعة محاور: تتمثل في حرب الجيل الرابع، والحرب المُركبة، والحرب غير المُقيدة، وإستراتيجية الدفاع الوطني ،وعرف "هوفمان " الحرب الهجينة على انها الحروب التي تتضمن مجموعة من أنماط الحرب المُختلفة، بما في ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والتشكيلات غير النظامية والأعمال الإرهابية بما في ذلك العنف العشوائي والإكراه والفوضى الإجرامية.
حيث مثل أسلوب حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي خلال حرب 2006 مثال للحرب الهجينة. وان استخدام حزب الله لصواريخ كروز( C802) المُضادة للسفن ووابل من الصواريخ يُمثل عينة لما قد تبدو عليه انها حرب هجينة. ويُعرِّف " التهديد الهجين " على إنه خصم يستخدم في نفس الوقت وبشكل يُمكن أن يتكيف معه مزيجاً من الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ،والمعلوماتية الوسائل التقليدية، وغير النظامية والكارثية، والإرهاب وأساليب الحرب التخريبية والإجرامية، وما يميز هذه النسخة لمفهوم الحرب الهجينة عن تلك التي يتم القتال فيها بشكل تقليدي ، هو التركيز على الأساليب والتقنيات غير الحركية. على هذا النحو وعلى عكس الفهم التكتيكي التشغيلي للمفهوم، الذي بطبيعته ذو توجه عسكري، ويجمع مفاهيم الحرب الهجينة بين أدوات عسكرية وغير عسكرية.
و"الحرب الهجينة" هي طريقة لتحقيق أهداف سياسية من خلال استخدام مزيج من الوسائل الحركية وغير الحركية مع البقاء دون عتبة الحرب التقليدية. وهي تجمع التهديدات الهجينة بين الوسائل العسكرية وغير العسكرية وكذلك الوسائل السرية والعلنية، بما في ذلك المعلومات المُضللة والهجمات الإلكترونية والضغط الاقتصادي ، والتي تتمثل حالياً بالهجمات السيبرانية تمهيداً للحرب التقليدية واشغال العدو ، بما تم تدميره من خلال الحاسوب والانترنت ، مما يُعرقل عمليات القدرة على الرد ، خاصة في ظل انعدام وسائل الحياة الهامة كماء والكهرباء ، ووسائل النقل ، ونشر الجماعات المُسلحة غير النظامية واستخدام القوات النظامية. وتستخدم الأساليب الهجينة لطمس الخطوط الفاصلة بين الحرب والسلام ومحاولة زرع الشك في أذهان السكان المُستهدفين، والهدف هو زعزعة استقرار المُجتمعات وتقويضها. مما يجعل حجم الثقة بالدولة يتلاشى خاصة في ظل نشر معلومات مُضللة من خلال شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتضليل الجبهة الداخلية ،وأن الجهات الفاعلة واللاعبين الرئيسيين في الهندسة الأمنية لا زالوا لا يتفقون على معنى واضح لمفهوم "الحرب الهجينة"
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-10-2022 11:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |