26-10-2022 08:38 AM
سرايا - قد يصادف أثناء قيادتنا مع الجماعة أن نقدم على تصرفات غريبة لا نقوم بها عادة وحدنا. فيبدو أن تأثير الأصدقاء له دور كبير في خلق جوّ حماسي، وصولا إلى تغيير مشاعر الانسان ومفاهيمه بحيث تتلاءم مع آراء ورغبات الجماعة التي ترافقه في المركبة، وبالتالي إلى تغيير سلوكه المعتاد.
فمن خلال المعلومات والتحاليل التي يفيدنا بها علم المجتمع، أي شخص يتعرض لضغط جماعي خصوصا من محيطه مثل تأثير الأصدقاء يمكن أن يغيّر موقفه وسلوكه بالمقارنة مع شخصيته وسلوكه المعتاد، تحاشيا للشعور بعدم الارتياح لاختلاف آراءه وسلوكياته عن الغير بحسب أنواع السائقين على الطرقات. فيفضل التناغم مع الأصدقاء، وفي بعض الأحيان يوافق على القيام ببعض الأمور بناءا على رغبة الآخرين بمجرّد إلحاحهم عليه، من دون أن يعير اهتماما للخطأ أو للصواب، كما هو الحال خلال رفقة بعض الشباب المتهورين أو الطائشين أثناء القيادة.
في السياق نفسه، تجدر الإشارة إلى دراسة تحليلية جديدة حول عدد من الحوادث لدى مجموعات من الشباب تبيّن أن تأثير الأصدقاء على السائق كان السبب الأبرز في وقوع معظم هذه الحوادث.
ومن البديهي أن يكون تأثير الأصدقاء أسوأ وفي أقصى درجات الخطر عند تعاطي الكحول أو مزج الكحول مع المنبهات، ما يترجم عادة بالصخب والصراخ بطريقة عنيفة وبدائية يزيد من تشتيت الانتباه أثناء القيادة.
من ناحية ثانية لا بد لنا من الإشارة إلى أن أثر الجماعة يمكن أن يكون إيجابيا ومفيدا بالتخفيف من الحوادث، وذلك عبر إقناع السائق بعدم ارتكاب الأخطاء. فالكثير من الشباب يتحلّون بالأخلاق الحميدة وبالمبادئ الصحيحة والمواقف السليمة ويؤثرون على بعضهم بصورة حسنة، وهذا ما تسعى لتأمينه المؤسسات التعليمية في تدريبها للتلامذة خلال مختلف مراحل الدراسة، عبر تجنب السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها السائق.
يمكننا أن نلخص تأثير الأصدقاء بالنقاط التالية:
1 – تأثير الجماعة على السائق أمر ملموس ويمكن أن يكون سلبيا أو إيجابيا بحسب تلك الجماعة وقيمها.
2 – التأثير السلبي على السائق الناتج عن ضغوط الجماعة غالبا ما يطال السائقين الذين يفتقدون الثقة بالنفس.
3 – للجماعة دور في وقوع بعض الحوادث، أقله من الناحية الأدبية.
4 – قد يكون تأثير الأصدقاء إيجابيا فعلا في تأمين سلامة القيادة بحسب قيم الجماعة طبعا واتباعها لأبسط قواعد أخلاقيات القيادة.