سرايا - طالبت النجمة السورية سلاف فواخرجي بتغيير الصورة المثالية الرائجة عن نجوم الفن، والتعامل معهم باعتبارهم مجرد بشر من السهل وقوعهم في الخطأ، وقالت في بيان مطول استعرض خطورة أعمال السيرة الذاتية التي تظهر النجوم وكأنهم ملائكة، أنها رفضت بطولة بعضها وقبلت بطولة مسلسل أسمهان لأنه قدمها كإنسانة صاحبة موهبة عظيمة وأخطاء فادحة.
سلاف فواخرجي - الصورة من حسابها على انستغرام
سلاف نشرت صورة النجمة شيرين عبد الوهاب، ولكنها لم تدافع عنها بمفردها بل قدمت دفاعا عن أخطاء كل المشاهير في تاريخ الفن العربي، وقررت الاستعانة بقصة المطربة الراحلة أسمهان لتكشف أن الجانب الإنساني لأي موهبة يتضمن العديد من السقطات بعضها مبرر والآخر مجرد زلة في لحظة ضعف.
وقالت عبر حسابها الرسمي بموقع انستغرام: عندما قدمت شخصية أسمهان أكثر ما لفت نظري وما حاولت التأكيد عليه في فهمي وأدائي للشخصية هو كيف أجسد شخصية هذه الإنسانة بينما أسمهان هي الفنانة الكبيرة المشهورة صاحبة الصوت السماوي والطلة الأميرية لا يمكن لأحد أن ينتقص من فنها وإبداعها وخصوصيتها وإنجازها وتاريخها رغم قصر عمرها لكل فنان محبين وغير محبين وهذا أمر مشروع وحق لكن الحب أو عدمه لا يخولنا أن ننسف تاريخ أو ننقص من موهبة، فظهرت الفنانة العظيمة بكل ما استطعنا من تقدير وحب لفنها.
وأضافت الفنانة سلاف فواخرجي: ولكن كانت الصعوبة كيف سنقدم أسمهان أو آمال الإنسانة هل سيمسحون لنا ؟ وكيف سنتحدى المعتاد والمتعارف عليه أن المشهور لابد أن يكون ملاكًا منزهًا خاليًا من العيوب ليس بشرًا كباقي البشر وكأنه لوحة مرسومة بأجمل الألوان ولكن ببعدين فقط فالبعد الثالث من المحرمات.
وتابعت سلاف فواخرجي: وللأسف هكذا قدمت بعض الأعمال الفنية لبعض الشخصيات المشهورة بل وحتى العديد من الشخصيات التاريخية وكان هذا تغييب للحقيقة ووصاية على شخصيات عرفناها وأحببناها ومحاولة فرضها كما نريد نحن وكما يجب أن تكون للعيان وليست كما هي وكأن لنا الحق في تجريدها من إنسانيتها فقط لشعورنا أننا جميعا خلفاء لله على الأرض أو قضاة يحق لنا الحكم أو أوصياء على الأخلاق أو أولياء للأمور لم نعتد أن نقبل الآخر كما هو؛ لأننا في الأصل لم نفهم ذواتنا ولم نفهم أخطاءنا وتناقضاتنا، ونحاول أن نخفيها ونجمّلها، لأننا نخاف مجتمعنا وناسنا وحكمهم الأقسى من حكم السماء، ولا نخشى من الخالق بقدر مانخشى من خلقه.
وتابعت: ولم نتعلم أن الحب هو أن تحب الآخر كما هو وليس كما تريد أنت وأن الحب الحقيقي لا يكون لجزء بل لكل.. أحببت أسمهان وقبل أن أحبها فهمتها وبررت لها وصدقتها وربما لذلك يقال أنني نجحت فلست وصيًا عليها ولا على غيرها ولا يحق لي إن كنت لا أدخن ولا أشرب الكحول مثلا أن أقيمها أنها ترتكب الأخطاء والمعاصي لكل إنسان ظرف وفكر وروح وبصمة مختلفة، فكرت بعقلها وشعرت بروحها
وواصلت سلاف فواخرجي: اعتذرت فيما سبق عن عدة أعمال سير ذاتية لشخصيات فنية أو أدبية أو سياسية لأنهم يريدون تقديمها مجمّلة مطهّرة معقمة مزيفة بلا روح، فمثلا في مرة من المرات اختلفت مع أحد الورثة على مشهد كتب لقصة حياة إحدى الأديبات التي بدأت حياتها كممثلة وعندما اشتهرت وأصبحت اسما متنورا في عالم الفكر و الصحافة، أراد ابنها أن يتزوج بممثلة، فرفضت رفضا قاطعا أن يتزوج ابنها بممثلة.
أضافت: نعم هو من وجهة نظر الكثيرين خطأ غير مقبول وغير مفهوم لكنه مقبول عند صاحبته، أو على الأقل هي حقيقة وقعت قد تكون ندمت عليها فيما بعد والله أعلم، وكان رأيي أن هذا التناقض يصنع إنسانا، ولكنهم لا يريدون ذلك فابتعدت بصمت كعادتي.
واستعانت سلاف بالسينما العالمية قائلة: في الفيلم الفرنسي الذي قدم عن سيرة المغنية العظيمة ايديث بياف التي أعشق وعشقتها أكثر عندما عرفت قصتها المؤلمة والتي أجزم إن قدم هذا العمل في بلادنا أننا لم نر فيه إلا السوء والعهر ونسينا ظروفها القاسية أو ربما عدم اتزانها وهذا مرض وابتلاء وليس خياراً ونسينا حتى فنها العظيم.
تابعت: الفنان إنسان وقد يعلو فنه بازدياد إنسانيته، وكلما رقت مشاعره زادت تعاسته بالضرورة، إنه يمرض يتألم يخاف يقلق يتعب يكبر يبكي، ويخفي ما يخفي خوفاً نعم خوفاً فليس لمخلوق أن يعلم حقيقة مخلوق آخر أوليس هو الله الذي يعلم مافي الصدور؟ أم أن الناس كلها أصبحت تعمل عمل الله؟ وإن ظنوا أنهم كذلك ياليتهم كانوا مثل الله في رحمته على عباده.
واختتمت قائلة: كلنا خطاؤون والخطأ جزء منا، جزء من الحياة وطبيعتها يكملنا ويزيدنا نضجاً ومعرفة وقلباً وإن كان مكسوراً إلا أنه أكثر وسعاً ورحمة، ومن أحبّنا أحبّنا كما نحن بحسناتنا وعيوبنا وغفر لنا، إن فهم أنه وغيره بشر، وإن كان حبه صادقاً ليس مؤقتاً ولا مشروطاً.
وتحدثت سلاف مباشرة عن أزمة شيرين عبد الوهاب الأخيرة قائلة: لسنا بصدد القول أن شيرين عبدالوهاب أخطأت أم لم تخطئ ولا يحق لنا هذا في الأساس فمن نحن، كل ما يمكننا قوله أننا نحب شيرين كما هي، نحب صوتها وفنها وصدقها وعذوبتها وضحكتها، ونحبها بأخطائها بعقلها وجنونها وبحبها وضعفها وسوء اختيارها ربما نحبها لأننا جميعا مثلها، وربما نحن من جعلها يكذب ويخفي ما بها، لأننا نصبنا أنفسنا أوصياء على الأخلاق والفضيلة على الأرض ونسينا أن علينا ماعلينا ... لاتغركم صفحات التواصل ولا أزياء ولا ضحكات ... فما في القلب لايعلمه إلا الرب.
ووجهت لها رسالة مباشرة بقولها: شيرين الحبيبة ننتظرك لأننا نحبك، ونقف مع عائلتك وكلنا عائلتك، لم نلتق إلا مرة واحدة ولكن العناق كان طويلاً.