31-10-2022 10:28 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
أما وقد تبوأت هرم ادارة السير المركزية ، فان من الجسام أحمالا ستُلقى عليك ، وان هذا الحمل الثقيل حاولت قيادات سبقتك ان تحمله ، الا ان الظروف والعوامل الكثيرة حالت بينهم وبين ما كانوا يرنون اليه ، فضلا عن ان الخطط المرورية لم تكن عابرة ، مما جعل الحلول تتضائل يوما عن يوم ، ولم يسعف الجراح المروري المبضع حتى يقوى على ايجاد حلول ناجعة وناجحة يتم البناء عليها وتكون لقادم الايام مصباحاً يُهتدى به .
ان ما يشهده الاردن العزيز من حوادث قاتلة ومُميته نتج وينتج عنها خسائر بشرية واقتصادية تعيق عملية التنمية ، وهذا جعل التفكير في التحول في مُراقبة العملية المرورية من المُراقبة المباشرة إلى المُراقبة غير المُباشرة ، ومن خلال عدة مسارب تشمل تأهيل رجال المرور بشكل شفاف وغير تسلطي وتعسفي ليواكب أكبر الدول المُتقدمة مرورياً من خلال دورات مُتخصصة في التواصل والاتصال مع المُجتمع فضلاً عن نشر الدوريات المروية باللباس المدني ومن خلال استخدام التاب الرقمي حتى لا يكون هناك احتكاك فيما بين رجل المرور والموطن حتى تتم عملية الرقابة بشكل اني ولا تبقل التأخير والتأويل وذلك من خلال رسائل سريعة يتم ارسالها لكل مُخالف يتم تحرير مُخالفة له ، حتى يتين له أن تقويضه للقانون المروري لن يكون سهلا وان ثمن ذلك سيكون باهظا ولن يتم التغاضي عنه ، فضلاً عن أن هناك رسالة مفادها أن المُستعمل لمرافق المرور مُراقب أينما كان ،على أن يسبق ذلك حملة توجيهية وارشادية لكافة مستخدمي الطريق ، بان هناك رقابة عن بُعد يكون نتاجها مُخالفات انية وسريعية فضلا عن تحييد السلوك المروري لمستخدمي المركبات وسائقيها ، بحيث يكون استخدام الهاتف والتدخين اثناء القيادة ، وسلوكيات الاكل والشرب من المُحرمات مرورياً وبما يجعل الهدف الاهم للعملية المرورية هو حماية الارواح وتفادي الاضرار أي كان نوعها وشكلها ، وهلاكها جراء الرعونة والقيادة بطيش وأهمال، وسنّ وتعديل التشريعات المتعلقة بالسلامة على الطرق وتنفيذها سواء من حيث تحديد حدود قصوى للسرعة مع مراعاة نوع الطرق ووظيفتها.وضع قيود صارمة على استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة ،وأن التقدم التكنولوجي الذي يُميز الاردن والريادة الرقمية ، ولا بد أن يكون لها دور فاعل وهام في تعزيز التكنولوجيا والرقمية في عمليات الرقابة المرورية بشكل واسع وعلى كافة الطرق سواء داخل أو خارج المدن لضبط المُخالفات الخطرة والسرعات القاتلة والسلوكيات غير الحضارية التي لا تعكس صورة الاردن الحضارية ومواطنية .
وحتى يتم التخفيف من حجم الازدحام المروري وازمات المرور فانه أصبح من المُهم تعديل سلوكيات سواقي الباصات التي تعمل على خطوط النقل العام ، بحيث يُلزم كل سائق باستخدام المسرب الايمن من الطريق فقط ، فيما يتم الزام كافة المركبات التي يزيد وزن حمولتها عن 2,5 طن بعدم استخدام الطريق بعد الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السادسة مساءاً ، لما لها من دور في الاستحواذ على حجم الطريق وتقليل حجم المسارب المُتاحة لباقي المركبات ، فضلا عن تخفيف رجال السير في الميدان وتوجيههم إلى باقي الاماكن داخل الاوساط التجارية لمنع الازدواج في الوقوف ، وتعطيل وتأخير المرور لباقي المركبات .
ان اتاحة المرور لكافة المركبات بشكل سلسل وسريع يتطلب التوقف عن توليد الحلول العجفاء من قبل بعض الافراد ، من خلال وضع الاقماع ، أو الدراجة ، أو الحواجز البلاستيكية في منتصف المسارب وتداخل السير مما يُسبب اعاقة كبيرة للمرور وتخزين اعداد كبيرة من المركبات داخل تلك المسارب التي يصعب تفريغها وينتج عنها تعقيد الازمات المرورية ، ويتسبب في تأخير الموظفين والعاملين عن أعمالهم .
نحن اليوم امام مُعضلة كبيرة . وان ايجاد الحلول لها هي مسؤولية جماعية ومسؤولية اجتماعية مُلقاة على عاتق الجميع ، حتى يكون هناك طريقاً امنا ، ويتم تحييد كافة السلوكيات التي لا تنتمي إلى الفكر المروري الذي نتج وينتج عنها وفيات واصابات عانى وُيعاني منها المُجتمع .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-10-2022 10:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |