02-11-2022 03:46 PM
بقلم : عبد الله طعيمات
يتحدّث علم النفس عن الفروقات النفسيّة والعقليّة عند الرجل والمرأة، وكيف هناك إختلافات تكاد تكون واسعة جدًا بينهما بطبيعتهم الفطرية أو المكتسبة.
يصف علم النفس عقل الرجل بأنه صندوقي، بينما يصف عقل المرأة بأنه شبكي
وحتّى نفهمَ ذلك جيدًا لا بدّ من أن نفسّر ماذا نعني بالصندوق، والشبكة.
يعيش الرجل حياته على شكل صناديق مُحكمة الإغلاق، ربما هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعرفونها الرجال، ولا يعرفون غيرها.
أمّا المرأة فعقلها يتكون من شبكاتٍ متشعبةٍ، هذه الشبكات مركزها ومحورها هو عقلها، وهي أيضًا كذلك لا تعرف إلا هذه الطريقة في حياتها كافّة.
سر الإختلاف بينهما (الرجل والمرأة) يكمن في عدم فهم الآخر للطريقة الّتي يفكر بها الآخر
يجزّء الرجل حياته إلى صناديق ويطلق عليهم مسميات.. صندوق البيت، صندوق الزوجة، صندوق العمل، صندوق الأبناء، صندوق السيارة، صندوق المستقبل، إلخ...
فعندما يذهب الرجل إلى العمل، يفتح هذا الصندوق - الّذي يسميه صندوق العمل- ويحبسُ نفسه داخله، ويغلق باقي الصناديق بإحكام، فلن يفكر الرجل حينها - وهو داخل صندوق العمل- ماذا سيقدم لزوجته في عيد ميلادها، أو أين سوف يقضي عطلة نهاية الأسبوع، أو كيف سيوفّر المال لشراء منزل مستقل، إلخ...
ولن يترك عمله في حينها ويذهب إلى مدرسة الأطفال ليرى كيف تسير عملية تعليم أطفاله، أو
هكذا هو الرجل، يمضي حياته وهو يتنقل من صندوق إلى صندوق، فالرجل بطبعه كما وصفه علم النفس هو كائنٌ منغلق على نفسه، ومنغلق على عقله، فلن يسمحَ لزوجته حينها بأن تدخل في هذا الصندوق وتشاركه أفكاره وآراءه ومخططاته العمليّة والحياتية إلا عندما يكون منغمسًا داخل الصندوق الذي يسميه -صندوق الزوجة- فلذلك أرجو من النساء أن يتفهموا ذلك، ولا يحاولوا كسر هذه الصناديق، لأنه كسرها باستمرار هذا يعني كسر العلاقة بين الشريكين.
أمّا المرأة فالطريقة الّتي تفكر فيها لن يفهمها إلا المرأة، فلو حاول الرجل فهمها سيفشل ولو حاول الإكتشاف لن ينجح بالطريقة الصحيحة.
فلا يفهم طريقة تفكير المرأة إلا المرأة نفسها، وهذا لا ينمُّ عن تعقيدها الفكريّ، وإنما عن ذكائها بالطريقة الّتي تديرُ بها حياتها وحياة من حولها.
فالمرأة مخلوقٌ ذكيّ، عندما يتعلق الأمر بفلسفتها الوجودية والنفسيّة والاجتماعيّة.
تكمن المشكلة في أغلب العلاقات الزوجيّة التشاركية بأنَّ الرجل يطلب من المرأة -بشكل غير إرادي- أن تتقسم إلى صناديق.
وتطلب المرأة من الرجل -بشكل غير إرادي- أن يتحول لشبكة.
فلا الرجل يُفضل الشبكة ولا المرأة تفضل الصندوق، لأنهما لا يعرفون طرق أخرى إلا هذه الطرق.
وهنا ينتجُ الخلاف المستمرّ الّذي لم ينتهِ منذ القِدم، ولن ينتهي إلا بفهم الآخر للآخر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-11-2022 03:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |