04-11-2022 08:02 PM
سرايا - يعتبر الكثير من الفنيين في كرة القدم أن نجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار دا سيلفا هو آخر اللاعبين الكبار حتى الآن في البرازيل معقل مواهب الكرة، بل إنه يكاد الوحيد منذ أفول نجم صانع ألعاب ميلان ريكاردو كاكا، الذي يعد إحدى أيقونات كرة القدم البرازيلية.
وحتى الآن خاض نيمار المولود في الخامس من فبراير/شباط 1992 مسيرة كروية لافتة تخللها كثير من النجاحات وفترات من الخيبة، لكنها لم تمنعه من أن يكون واحدا من أفضل اللاعبين في العالم خلال العشرية الماضية.
وبعد مشاركته في مونديال 2014 الذي استضافته البرازيل ومنيت خلاله بأكبر خيبة في تاريخ مشاركاتها وأثقل هزيمة في المونديال أمام ألمانيا في الدور ربع النهائي (7ـ1)، ثم مونديال روسيا 2018 الذي لم يكن أفضل من سابقه، ستكون نسخة كأس العالم قطر 2022، فرصة ثالثة للاعب باري سان جرمان الفرنسي ليس فقط لمطاردة اللقب العالمي الذي يبحث عنه منتخب السامبا منذ 2002 ولكن أيضا لتحطيم رقم قياسي لا يزال بحوزة الأسطورة بيلي منذ نصف قرن.
طفولة بائسة وموهبة مبكرة
في قرية من قرى مدينة موجي داس كروزيس بولاية ساو باولو البرازيلية، ووسط عائلة فقيرة، ولد نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور في فبراير/ شباط 1992، ومنذ طفولته، ومثل سائر البرازيليين كانت كرة القدم اللعبة التي تستقطب الجميع هناك، أول نشاط لطفل الست سنوات، الذي كان والده لاعب كرة هاويا.
وفي سنوات طفولته الأولى انتقلت عائلة نيمار لتقطن مدينة ساو فيسنتي التي تقع في الساحل الجنوبي لمدينة ساو باولو، وهناك بدأ الطفل في صقل موهبته الكروية اللافتة، وذلك سنة 1999 في ناد لكرة الصالات يدعى بورتوغيزا سانتيستا والذي كان فرصة لتفجير طاقاته.
وفي 2003، شاهد مسؤولون من نادي سانتوس البرازيلي الشهير نيمار وهو يخوض مباراة مع فريق سانتيستا، فقرروا التعاقد معه لتبدأ العائلة حياة جديدة ونمط عيش مختلفا ودعت فيه الفقر والخصاصة.
وفي 2006 تداولت مصادر إعلامية رغبة أكاديمية ريال مدريد في ضم النجم البرازيلي الصغير الذي سافر بالفعل إلى العاصمة الإسبانية مع والده إلى إسبانيا لإجراء اختبارات مع أكاديمية الفريق الملكي، لكن عوائق عديدة حالت دون بقائه ليقفل راجعا إلى مهده الأول نادي سانتوس.
بدأ نيمار مشواره الكروي مع نادي سانتوس البرازيلي بعمر 17 عاما وبلغ معه نهائي كأس العالم للأندية في 2011 وعمره آنذاك 19 عاما.
وتدرج اللاعب عبر الأصناف الشابة للنادي حتى بلوغه الفريق الأول في سنة 2009 وذلك عندما أمضى أول عقد احترافي في مسيرته وعمره آنذاك لم يتجاوز 17 عاما، وفي السابع من مارس/ آذار 2009، خاض أول مباراة رسمية مع سانتوس عندما دخل بديلا لزميله ماوريسيو مولينا في الدقيقة 60 من المباراة التي فاز فيها فريقه على أويستي ضمن منافسات بطولة باوليستا الإقليمية (2ـ1)، بعد ذلك بأسبوع شارك للمرة الأولى أساسيا في مباراة ضد نادي "ميريم" التي شهدت أيضا تسجيله تسجيل أول هدف في مسيرته.
واستمرت تجربة نيمار مع سانتوس، التي بدأت بعمر مبكر نتيجة موهبته الخارقة، بين عامي 2009 و2013، حيث توج بلقب بطولة ساو باولو 2010 و2011 و2012 وكأس البرازيل 2010 وكأس ليبرتادوريس 2010 والتي قادت الفريق إلى خوض كأس العالم للأندية 2011 في اليابان، المسابقة التي نجح نيمار في أن يقود فيها سانتوس للمباراة النهائية في مواجهة برشلونة الإسباني الذي توج بمونديال الأندية بعد الفوز (4ـ0) علما أن تلك المقابلة شهدت لأول مرة لقاء نيمار وليونيل ميسي اللذين أصبحا لاحقا نجمين معا في فريق برشلونة ثم باريس سان جرمان.
ولعب نيمار مع سانتوس الفترة 223 مباراة وسجل 136 هدفا فقط في ظرف 4 سنوات، قبل أن ينتقل في صائفة 2013 إلى نادي برشلونة الإسباني بصفقة أثارت آنذاك جدلا قانونيا وانتهت في أروقة المحاكم بسبب غموض بنودها وقيمتها المالية الحقيقية.