07-11-2022 08:18 AM
سرايا - واحدة من فواتير التغير المناخي التي يدفعها العالم اليوم أن هناك مدن كاملة تختفي لتتغير خريطة العالم ويسيطر عليها اللون الأزرق الذي أدت الانبعاثات الكربونية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدلات خطيرة تهدد وجود عشرات المدن الساحلية بتاريخها ومبانيها وذكرياتها واذا كنت تعتقد أن الأضرار ستكتفي بمدن ساحلية داخل الدول فأنت لا تعلم المد العالي الذي ينهي في تقدمه دول كاملة وليست مدن فقط.
فوفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي فإن مستويات البحر آخذة في الارتفاع بسرعة حيث تضاعف معدل الارتفاع السنوي إلى أكثر من الضعف فكان معدل الارتفاع خلال معظم القرن الـ 20 لا يتخطى 1.4 ملليمتر سنويا ليتضاعف إلى 3.6 ملليمتر سنويا من عام 2006 إلى عام 2015 وذلك وسط توقعات بارتفاع قد يصل إلى 63 سنتيمتر بحلول عام 2100 وفقا لموقع لايف ساينس.
وفي حالة ارتفاع مستوى سطح البحر إلى هذا الحد فإن هذا يعني أن هناك مدن ودول كاملة على وشك الاختفاء وتأثر أكثر من 250 مليون شخص في مختلف دول العالم بشكل مباشر ليكون العالم في كارثة إنسانية حقيقية تبدأ من اختفاء أبرز المدن الساحلية.
مدن ساحلية مهددة
تعد جاكرتا عاصمة إندونيسيا من أبرز المدن الكبرى المعرضة لخطر الغرق مع ارتفاع مستوى سطح البحر ومثال حي لما قد يحدث من كارثة حقيقية حيث يعيش في تلك المدينة حوالي 10 مليون شخص مهددون بالإجلاء أو الغرق فيتوقع العلماء أنه بحلول عام 2050 سيكون جزء كبير من تلك المدينة تحت الماء خاصة وأنها تشتهر بكونها المدينة الأسرع غرقا في العالم.
وتدخل في قائمة هذه المدن والمتوقع غرقها بسبب التغيرات المناخية وارتفاع منسوب البحر مدينة دكا تلك المدينة التي تقع في نجلاديش ويعيش على أرضها حوالي 22.4 مليون شخص ومدينة لاجوس في نيجيريا والتي يبلغ تعداد سكانها 15.3 مليون شخص وايضا مدينة بانكوك في تايلاند ذات الـ 9 مليون نسمة.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فتستحوذ على قائمة المدن المهددة بأكثر من ولاية معرضة للغرق بحلول عام 2050 من أبرزها مدينة نيويورك الأكثر عرضة للخطر والتي توقع الخبراء أنه في خلال 30 عام سيعيش ما يقرب من 426 الف شخص من سكان نيويورك على أرض مهددة ومعرضة بشكل دائم للفياضانات المدمرة كما حدث في فيضان ساندي عام 2012.
كما تعد ولاية فلوريدا هي الأكثر قابلية للتأثر بالفيضانات والأكثر تضررا فإن 36 مدينة من أصل 50 مدينة أمريكية الأكثر عرضة للفيضانات الساحلية تقع في تلك الولاية ولم يتوقف الأمر عند حدود المدن ولكن دول بأكملها من المتوقع أن تكون تحت المياه بحلول عام 2100.
دول متوقع اختفائها
تعد أولى الدول المتوقع اختفائها مع ارتفاع مستوى سطح البحر هي الدول ذات الارتفاعات المنخفضة مثل جزر المالديف المكونة من 1200 جزيرة وموطن لحوالي 540 الف شخص فهي تعد اكثر الدول ذات الارتفاع المنخفض في العالم بمتوسط ارتفاع يبلغ 1 متر فقط وهو ما يعني أنه إذا شهدت جزر المالديف ارتفاع في مستوى سطح البحر بمقدار 45 سم فستفقد حوالي 77 ٪ من مساحة أراضيها بحلول عام 2100.
وتظل الدول الأكثر تضررا من تغير مستوى سطح البحر هي الصين حيث يعيش 43 مليون شخص في مواقع ساحلية غير مستقرة وكذلك بنجلاديش والتي من المتوقع أن يتعرض 32 مليون شخص من سكانها للخطر بحلول عام 2100 وايضا الهند بتعداد 27 مليون نسمة معرضة للخطر.
ليبقى أمل إنقاذ هذه الملايين من البشر وحماية هذه الدول والمدن من الاختفاء هي العثور على حل لمواجهة هذه التهديدات من ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع نسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وهو ما يهدف مؤتمر المناخ COP27 من الوصول إليه.