07-11-2022 08:45 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
لربما يعيش العالم اليوم، لحظة فارقة، في صعود التيار اليميني المتطرف، في مشهدٍ غير مألوف لربما أوروبياً وأمريكياً، والشواهد مليئة وأكثرها وضوحاً في معركة انتخابات التجديد النصفي، التي استنفرت الرئيس جوبايدن، وكل قوى حزبه، وبات الحديث هنالك اليوم، عن جمهوريين تقليديين، وعن جمهوريين ترامبيين.
ولكننا، ونحن في هذه المنطقة من العالم، نعيش مع هذا التيار، وندرك خطره أكثر من غيرنا، فنظرة سريعة لنتائج انتخابات الكنيست في إسرائيل، تظهر مدى صعود هذا التيار، صاحب خطاب "العربدة" السياسية.
ويبدو بأنّ نتنياهو أراد العودة إلى الحُكم، وهو يحاول اليوم "تنظيف" نفسه مما لحقه من قضايا الفساد والرشوة وخيانة الأمانة، بأيّ وسيلةٍ كانت، فاختار التحالف مع وجوهٍ من أمثال المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، وعناوين الأحزاب الحريدية.
وإذا ما كان نتيناهو يعتقد بأنه الفائز في هذه الانتخابات، فإنّ عليه إدراك بأنّ الفائز الحقيقي، هو اليمين المتطرف، بعناوينه، وألوانه كافة، سواءً أكان تطرفاً دينياً أم قومياً، أو كلاهما، ذلك أنّهما اندمجا ويعبرا اليوم عن حالة من التعصب، تقود آلةً قتلٍ مدججة بالسلاح، ذلك أنّ رؤساء هذه الأحزاب، من أمثال : بن غفير، يريدون من نتيناهو وزارات سيادية، مثل المال والدفاع وغيرها من أطرٍ تقبع على آلة قتلٍ وجريمة بحق العرب الفلسطينيين.
وبغية الضغط على نتنياهو، أعلن المتطرفان بتسلئيل وبن غفير، أنهما سيفاوضان نتنياهو سويةً، ليكونا في حكومته كلاهما ككتلةٍ موحدةٍ أو حكومة دونهما معاً، ما يعني بأنّ مقدرة نتيناهو على محاولة التخفيف من وطأة يمينية الحكومة المقبلة، سيكون مصيرها مسبقاً الفشل..
وهذه الزمرة التي تخطط اليوم، للعودة إلى الحُكم بقيادة نتنياهو، حتى أنّ "النكتة" السياسية المتداولة اليوم، تعبر عن المشهد بدقة، فنتنياهو اليوم، هو يساري نسبةً إلى هذه الأسماء التي يريد العودة معها إلى الحُكم، ومدى يمينيتها، وتطرفها، ذلك أنه أخذ إسرائيل إلى حافةٍ، لربما تأخذها إلى انفجارٍ من الداخل، أو لربما تكشف للعالم الوجه الحقيقي لهذه "العصابة" التي أتقنت فناً وحيداً، وهو العربدة السياسية، والعسكرية.
وهذه الانتخابات، عبرت عن تسارع حركة هذا المجتمع ونمو نزعته نحو التطرف، وإعادة إنتاج ذات الخطاب "العنصري"، الذي تصاعد مؤخراً في مشاهد اقتحامات الأقصى، وجرائم جيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية، والعدوان الأخير على غزة.
هذا التطرف المنتظر، والقادم على شكل حكومةٍ في إسرائيل، لا يعني بأنّ من سبقوه من تياراتٍ أو أصحاب فرضياتٍ سياسيةٍ، كانوا أفضل، بل على العكس، فحكومة لابيد، وتحالفاتها، تسببت في استشهاد أكثر من مئة فلسطيني هذا العام في الضفة الغربية، وفق تارير الأمم المتحدة، في عامٍ صنف على أنه الأكثر دمويةٍ بحق الفلسطينيين منذ العام 2005م.
فإنّ كانت هذ التصنيفات، بين وسطٍ ويميني هي لأغراضٍ سياسيةٍ، ولكن، لا يجب أنّ يغب عن البال، بأنّ لا فرق كبيراً بين طروحات ما يسمى بـ "الوسط واليسار" وطروحات اليمين، فنزعة "العنصرية" التي تحمل شعارات ضد العرب، تتأصل وتتعزز هناك يوماً بعد يوم، فهناك يوجد احتلال، وتوجد قضية تنشد العدالة.. ولربما جاءت نتائج الكنيست الأخيرة لتقول للعالم: هكذا الصورة أوضح!.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-11-2022 08:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |