بقلم : خالد عبدالله الماضي
بمناسبةالذكرى السنوية بتاريخ 6 نوفمبر لوفاة قائد معركة الكرامة المرحوم البطل الفريق الركن مشهور حديثة الجازي

● كان المرحوم متميزا بالوعي وبعد النظر قبل أن يكون قائدا فذا شجاعا مخلصا لأمانة المسؤولية مدركا حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية ومع ذلك أصر مع زملاؤه الأبطال وعلى رأسهم القائد عبدالله التل على القتال رغم التفوق العددي للعصابات الصهيونية في العقد الرابع من القرن الماضي حيث كان عددها 120 الف مقابل 10000 مقاتل عربي من 7 دول عربية وكان عدد القادة الأردنيين في الجيش الأردني أبان الإنتداب البريطاني 5 من أصل 45 قائد وباقي القادة كانوا إنجليز، نعم أصروا على القتال دفاعا عن شرف الأمة و الأرض الفلسطينية والقدس الشريف وسطروا بطولات لاتزال شواهد على الشجاعة المنقطعة النظير رغم التفوق للعدو بكافة المجالات ( عدد وعدة وعتاد ).

● بعد ماجرى فيما يسمى حرب الساعات الستة وإنسحاب دول المواجهة من مواقعها لصالح العدو الصهيوني رغم البطولات والتضحيات التي قدمها ضباط وجنود هذه القوات متخذين قرارات فردية خلافا لأوامر الإنسحاب غير المبررة عسكريا ومن نافلة القول أن هزائم العرب أمام الصهاينة كانت هزائم سياسية بأمتياز لايسأل عنها العسكر قادة ومرتبات إطلاقا.

● وبعد حرب الساعات الستة بثمانية أشهر حدثت معركة الكرامة والتي كان العدو يستهدف من خلالها إحتلال مرتفعات السلط والقضاء على بضعة مئات من الفدائيين الفلسطينين الذي كانت لهم مواقع بمنطقة الكرامة وكانوا يقضون مضاجع العدو ويلحقون به خسائر بشرية ومادية بعمليات من خلال دوريات مقاتلة بدعم وإسناد من الجيش الأردني.

● بدأت قوات العدو بالعبور إلى الأراضي الأردنية من بضعة محاور وتصدت لها القوات الأردنية ببسالة عز نظيرها والحقت بها خسائر فادحة ثم صدرت أوامر لقائد المعركة بوقف إطلاق النار بناء على طلب العدو بعد أن أستشعر فشل خطته أمام شجاعة الجندي الأردني فرفض وقف إطلاق النار حتى مغادرة آخر جندي صهيوني وكان من نتائج هذه المعركة رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشعب الأردني والقضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ولا يمكن بهذه العجالة أن نحيط بمناقب الفقيد ودوره الوطني في المجالين العسكري والمدني.

خالد الماضي