07-11-2022 05:52 PM
بقلم : الدكتور جميل السعودي
تعلم لغة عدوك لتفهم ثقافته وتعرف معتقداته وتستوعب طموحاته لكي تتقي شرّه، أين شعوبنا من هذا وذاك! كثير من الشعوب تفرح عند مواقف الحزن وتحزن عند مواقف الفرح - تتكلم عندما يجب الصمت وتصمت عند الضرورة للكلام، لا تخطط للمستقبل، بل تنتظر المستقبل ليخطط لها وبالتالي تمضي حياتها واقفة على اطلال الفشل. اختلطت عليها الكثير من القيم والمعاني حتى اصبحت لا تفرق بين الفسق والفساد من جهة وحب الناس ورقي المجتمع من جهة اخرى.
لقد كثر اعداؤنا وتوالت علينا الأحداث وتكاتفت علينا الشعوب - ليست لأنها هي الاقوى بل لأننا نحن الأضعف ، لقد تعلموا لغتنا وفهموا ثقافتنا واستوعبوا طموحاتنا وأيقنوا اننا شعوب تخطط لكي تفشل وتتمارض لكي تمرض وتموت ، دخلوا على مجتمعاتنا باستشراقهم وغمرونا بلطفهم المصطنع وأثاروا فينا كثيرا من الشجن الجاهلي حتى اضعفوا رواسخنا واضفوا علينا الشعور بالضعف وقتلوا فينا روح التميز والعطاء ، لا بل اوجدوا بين اجيال الحاضر كثر من أشباه الرجال وكثيرات من شبيهات النساء ، صنعوا ما بين الحواري والازقة حارات من الشعوذة وفجور العابثين الطامعين في قتل القيم ووأد المرؤة ودماثة الاخلاق، اقنعوا كثيرا من الشباب بأن التدين رجعية والاخلاق شذوذ وصلة الرحم عادة من الماضي واعطاء المرأة حقها من الميراث ضرب من الجنون وانقاص من الرجولة ، وصوروا المرؤة والشهامة بانهما ديدن الضعفاء،، في المقابل؛ نشروا السفاهة وتحطيم القيم، وزرعوا المزارع ببذور الرذيلة وتخدير الامم ، وعبّدوا طرق الشيطان وزينوها بيافطات الانحطاط وتعرية القيم ؛ وبالتالي احتلوا مجتمعاتنا ونحن نصفق لهم ونرمي عليهم الورد والاعطيات؛ لذلك فإن تعلّم لغة العدو وفهم ثقافتهم واستيعاب طموحاتهم اهم لمجتمعاتنا من الوقوف على الاطلال وكثرة الباكين المحدقين بمخلفات اليأس والقهر .
هذه بعضا من انحناءات قلمي الذي ناشدني لأخذ استراحة فكرية سياسية والتوقف لهنيه عن الكتابة في شؤون الاقتصاد والتنمية، لكنها ستكون بعون الله تعالى فقط استراحة قصيرة وسيعود القلم الى سابق عهده لكي لا تغويه ما اغوى كثيرا ممن يدّعون اجادة السياسة والثلة التي لبست عباءات الاقتصاديين دون معرفة لا باللبس ولا بطريقته ومنظرهم بهذه العباءات كمن تأبط شرا حتى ادخلوا كثيرا من الاوطان في انفاق التخلف والفساد ، وأوجدوا جيلا مخدرا ينام النهار ويصحوا الليل - نتاجهم للوطن كروث الخفافيش ، واصبح كهلة المجتمع هم شبابه وشباب المجتمع هم العجزة وشتان ما بين الثرى والثريا.
هذه فقط شذرات من حنايا الوجدان
حفظ الله الوطن وكل من لديه الأنفة والغيرة على هذا الوطن
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-11-2022 05:52 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |