07-11-2022 05:56 PM
بقلم : تيسير الملاجي
في صباحٍ غريب اختلفت بدايته عن صباحاتي المعتاده العجولة المتأخرة كنت نشيط الى حد كبير لدرجة انني استمعت الى قنوات الراديو والتي بدأت بأغاني وطنية قديمة مركونة على رفوف مغبرة في الذاكرة
"أردن أرض العزم أغنية الظبى نبت السيوف وحد سيفك ما نبا"
سمعت هذه الأغنية وكأنها تخرج من مذياع قديم هجره الزمن،
وبدأ لحن الماضي عزفه،
تذكرت والدي عندما كان يلبس الزي العسكري ويجهز نفسه للوطن ، وكأني آرى رسومات الماضي، ورائحة الماضي.
"فرضت على الدنيا البطولة مشتهى وعليك ديناً لا يخان و مذهبا"
''انه الاردن" الوطن الذي تغنى به الشعراء وغازله المطربون، الأردن الذي حضن أسماء أصحاب مناصب حقيقيون مازالت كلماتهم وافعالهم لها صدى.
وفي إحدى برامج الراديو يبدأ برنامج بمقدمة أغنية الفنان لطفي بشناق
#خذو_المناصب_والمكاسب_لكن خلولي_الوطن.
اخذ مفعول سم تلك الكلمات يجمد الدم في عروقي ويمزق اعصابي ، لقد ارهقتني حقا تلك الكلمات، فقد دفعت بي الى نيران تحرق افكاري، وانا اصرخ، هكذا حطموا الاوطان، هكذا تلاعبوا بعواطف الجماعة بالخطاب الرنان ذو الوعي الاعمى والفهم القاصر، هكذا مشى الكل على جمرات الاستسلام وكانهم سكارى فلم يصل اليهم الالم والوجع الا متأخرا، واصبحنا شعب نرضى بالقليل دون حق الأنسانية.
كل هذه الاحداث كانت في تلك الثواني التي استمعت بها الى مقطع تلك الاغنية، ثم اعادت المذيعه تلك الكلمات بنبرة صوتها الجريح وهي تتحدث عن هموم وفساد مؤسسات.
""#خذوا_المناصب_والمكاسب_لكن_خلولي _الوطن""
وأي وطن يكون دون مناصب ومكاسب؟؟؟
وكيف يبنى وطن بمناصب لاتعرف قيمته؟؟؟
بمناصب تلبس قناع الوطنية ويخفون خلفه حب النفس.
ايها الفنان ومن تردد تلك الكلمات الوطن ليس فقط الشجر والطير والبحر والجبال،
الوطن ليس راية ترفرف في الشوارع كما تعلمنا في مدارسنا
وليس فقط تراثاً و تراباً نبت فيه الورد وتعطرت فيه القلوب،
الوطن ليس اكلة شعبيه او لباس مطرز او لون شماغ
الوطن ليس قطعة ارض او رسمة على خريطة.
الوطن ايضاً هو مناصب وسياسة وقادة ودستور
الوطن هو وزير ونائب وامين
الوطن هو مؤسسات وهيئات
المناصب والمكاسب هي جزء من الوطن
الكرسي هو وطن.
ثم عادت الاغاني من جديد لأسمع بعدها
أسمر يالشب المهيوب وحياة عيونك رح دوب
وطارت هواجيس أفكاري، وعدت اردد خذو المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-11-2022 05:56 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |