09-11-2022 01:20 PM
بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
بقي سبعة سنين على وصول الحياة الديمقراطية لعمر الأربعين
يعتبر سن الأربعين مرحلة القوة والنضج للرجال والنساء، وهذا ما أشار اليه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وما أكدته الكثير من الدراسات العلمية.
الأربعون.. عمر تمام العقل والفهم والحكمة وسن بعثة الأنبياء، ويقول ابن كثير، في الأربعين يتناهى العقل ويكمل الفهم والحلم وتقوى الحجة، وليس أدل على ذلك من أن الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم بالرسالة بعد بلوغهم الأربعين، فقد بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا وقد اجتمعت حنكته وتمام عقله، وفي قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما).
وهو عند المرأة سن "البلاغة الأنثوية" في كل تجلياتها، وهو سن الانوثة والنضج الفكري والعقلي.
100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، حيث تأسست عام 1921 واستقلت عام 1946 وعُرفت منذ ذلك الحين باسم المملكة الأردنية الهاشمية، والنظام بالمملكة الأردنية الهاشمية هو نظام نيابي ملكي وراثي مع حكومة تمثيلية، والملك يمارس سلطته التنفيذية من خلال رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، الذي في الوقت نفسه، هو مسؤول أمام مجلس النواب (المنتخب) ومجلس الأعيان (المُعَّين من قبل الملك) الذين يشكلان السلطة التشريعية للدولة.
وفي عام (1989م) بدأت مرحلة سياسية جديدة في الأردن نحو الديمقراطية، وعودة الحياة البرلمانية، واحترام الحرية المسؤولة في التعبير عن الرأي ودعم حرية الصحافة، كما اعتمد الأردن مبدأ التعددية الحزبية، واستحداث مركز لدراسات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأصبحت المرأة الأردنية تتمتع بحقوقها السياسية كاملة، بما فيها حق الترشيح والانتخاب وتبوء مراكز قيادية عليا.
وبعد مرور نحو 33 عام على الحياة الديمقراطية في الأردن، ونحن على اعتاب دخول المئوية الثانية للدولة الأردنية، عمادها الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، وإقرار قانوني الأحزاب السياسية والانتخابات كخطوة مهمة في مسيرة التحديث السياسي، وإطلاق خارطتي طريق الإصلاح الاقتصادي والإداري، فعلى الشعب الأردني بمختلف مكوناته دعم جهود الدولة في مسيرة التحديث السياسي والإصلاحات الاقتصادية والإدارية.
وعلى مجلس النواب الان مسؤولية كبيرة في مراقبة ومتابعة هذه المسيرة للوصول الى الأهداف المرجوة.
وواضح اننا نحتاج الى سبعة أعوام أخرى لمرحلة النضوج السياسي حتى نكمل عامنا الأربعين في الحياة الديمقراطية في الأردن، لنصل الى مرحلة عنوانها الأساسي الديمقراطية والتعددية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الحكم.
قد تكون سبع سنوات سياسية عجاف، تلك التي ستمر على الاردن وفيها من الضيق والكرب والبلاء ما فيها.
لكن بعدها بإذن الله سيكون عام الفرج والغيث والثمر والطمأنينة (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون).
ومن قبيل الاستئناس، فإنني أقول مؤملًا بربي خيرًا، وأملي بالله أن يكون العام 2029 هو نهاية العام السابع والأخير من السبع العجاف، ومرحلة النضج السياسي واكمال الأربعين سنة من الديمقراطية.
وإنني متفائل ومؤمل بربي سبحانه أن بعد نهاية السبع العجاف، أن يكون العام الذي فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، أن يكون عام الفرج والتمكين لشعبنا وأمتنا.
اللهم آمين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-11-2022 01:20 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |