14-11-2022 06:52 PM
سرايا - - 1 -
في المقهى الحزين استمرت بشرب قهوتها بعصبية، وعيناها تدوران في محجريهما تبحثان عن شيء مفقود، وهي بإنتظار صديقتها الحميمة .
هلّلت بها بحرارة ولهفة وجلستا معا، طلبتا القهوة ثم سكنت ،هدأت فجأة و نظرت بعيون متصلبة بعيداً إلى ما وراء الأفق، وغابت نهائياً عن رفيقتها التي لاحظت شرودها فهزتها عدة مرات، لم تستجب لها ، لاحقا هزتها بعنف للمرة الأخيرة فعادت لواقعها بجفلة واضحة. نظرت لها صديقتها قائلة بتعجب: ما بكِ؟! أجابتها وهي لا زالت ضائعة : لقد كنت أطارد قلبي الذي يرفرف في البرزخ فلم يصل إليه، ولم يعد لي، وبكت طويلاً.
___________
- 2 -
عادا بعد فراق كانت قد بدأته في لحظة غضب وعشق، نظر إليها مشتاقاً، ونظرت له بحب، خاطبها قائلاً: يا قاسية القلب أنتِ، فردت سريعاً: أنا لا أملك قلباً أصلاً، لقد فقدته، نظر نحوها بتعجب، فتابعت: تذكر لقد تركته عندك يوماً ، ولم يعد لي بعدها ابداً .
___________
- 3 -
كان النهار باذخاً بسمائه الزرقاء البديعة، والطقس حاراً، عندما التقيا بعد قصة حب منهارة، في ذات المقهى الذي كان شاهداً على بدء علاقتهما.
كانت تجلس في ركنهما المعتاد، تلبس ذات الثوب الأصفر الذي يحبه، عندما وصل لذات المكان استجابة لحدس قلبة ، رآها من بعيد ، وقفز قلبه، هكذا دون استئذان منه، وطار كعصفور صغير ناحيتها فتلقفته سريعا ووضعته في صدرها وهو مذهول من خيانة قلبه له!!
عائدة محمود الأدهش المعايطة
من مجموعتي القصصية الجديدة (( سيدة الإنتظار ))