15-11-2022 08:53 AM
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
... أنا ربحت أشياء كثيرة في الحياة، اتذكر أني كنت مدمنا على (شيبس) يسمى (فطوطة).. وذات مرة ربحت طائرة بلاستيكية, كانت موجودة داخل (الكيس)..
لا أنسى أني أيضا ربحت طنجرة.. لا أعرف ماذا حدث, لكن صبية تحدثت معي على الهاتف وقالت لي: أستاذ أنت ربحت معنا في السحب.. مع أني لم ادخل السحب ولم أشارك به, ولكني ذهبت واستلمت الطنجرة.
قلت لقد ربحت أشياء كثيرة في العمر, ربحت قلب ليلى مؤقتا.. لكنه هرب مني, حين تقابلنا وتلعثمت في الكلام, لم اعرف ماذا أقول في حضور الجدائل.. والعيون الذابلة, وعاتبتني ليلى على قيامي بنقش الحرف الأول من اسمها أعلى سور منزلنا.
ربحت أيضا في المطار وأنا متجه للخارج علبة عطر، وربحت قلما.. وربحت ذات يوم قبلة من سيدة طاعنة في السن، حملت لها كل الحاجيات التي اشترتها.. وأوصلتها بسيارتي, لم اكن اعرفها... وجدتها على باب المؤسسة الاستهلاكية, وكان المطر يبلل وجهها السمح.. قبلتني على وجهي ودعت لي وقالت: الله يرضى عليك.
ربحت أيضا كتابا و(25) دينارا في الجامعة الأردنية, حين شاركت في مسابقة للنصوص الأدبية واتهموا يومها اللجنة بأنها (غاوزت) معي, كوني من الكرك... المهم ربحت الجائزة وربحت معها تهمة الجهوية..
ربحت أشياء كثيرة في العمر، ولكني بعد كل هذا الذي كتبته.. وبعد كل هذا التعب والعمر.. وسنوات من القلق, اكتشفت أني خسرت قلبي... على كل حال ما زالت الطنجرة موجودة, وهي لا تذكرني أبدا بالربح بقدر ما تذكرني بحجم الخسارات في هذا العمر المتعب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-11-2022 08:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |