16-11-2022 11:11 AM
بقلم : عماد صقر النعانعة
خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة جاء مختلفاً عن الخطابات السابقة.
خطاب العرش هذه السنة لم يقدم برنامج الحكومة، فهو معلن ويعرفه النواب والأعيان، ولكنه قدم برنامج الدولة وتوجهاتها، وقرر مبادئ وقواعد تحقق الاهداف المرجوة.
عكس خطاب العرش، الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة ، الفهم الأردني العميق والمتقدم للواقع الجيوسياسي، كمدرسة دبلوماسية وسياسية يقودها الهاشميون منذ عهد المغفور له بإذن الله عبدالله الأول، وصولا إلى الملك المعزز عبدالله الثاني وبما يحقق المصالح الوطنية العليا.
وأعاد جلالة الملك التأكيد أن القضية الفلسطينية تبقى في مقدمة أولويات الأردن، مشددا جلالته على أن الأردن كان وما يزال وسيبقى على مواقفه الثابتة في الدفاع عن صمود الشعب الفلسطيني، وتثبيته في أرضهم حتى يتحقق الحل العادل والشامل، الذي يبدأ بزوال الاحتلال الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967.
ودعا مؤسسات الدولة إلى تبني مفهوم جديد للإنجاز الوطني يلمس نتائجه المواطنون، قائلا: "إننا لن نقبل بالتراجع أو التردد في تنفيذ هذه الأهداف".
وقال الملك إن رؤية التحديث الاقتصادي الملزمة للحكومات هي معيار لقياس أدائها والتزامها أمام مجلس الأمة".
واعتبر الملك أن التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية يشكل بكل جوانبه مشروعا وطنيا كبيرا، يجب أن تدور حوله كل الأهداف الوطنية وتسخر الجهود والموارد لتحقيقه.
وأشار إلى دور مجلس الأمة في عملية التحديث السياسي وتقديم رؤيته في التحديث الاقتصادي، مؤكدا أن الأردن قطع شوطا مهما في إرساء القواعد لتحديث الدولة وتعزيز منعتها، ورسم مسار مئويتها الثانية، بعد جهود تجلت فيها حالة التوافق الوطني، وقد كان هدفنا جميعا خدمة أجيال الحاضر والمستقبل.
إن هذا الوطن لم يبنه المتشائمون ولا المشككون، وإنما تقدم وتطور بجهود المؤمنين به من أبنائه وبناته، وبفضل هذه الجهود يمضي هذا الحمى نحو المستقبل بكل ثقة وعزيمة.
الخطاب أشار إلى الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والتي تستدعي المشاركة من الجميع في العمل على تجاوزها، وركز الخطاب على أهمية الإصلاحات التي تم تحقيقها بجهد وطني مخلص، والتي طالت مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية، وأهمية أن يرافق ذلك إصلاحات إدارية تقوم بمهامها بكل كفاءة واقتدار، الخطاب أعاد التأكيد على الثوابت الوطنية بشأن القضية الفلسطينية، والحفاظ على المقدسات، وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني... وإن التمكين الاقتصادي للفلسطينيين ليس بديلا عن الحل السياسي وسنعمل على أن يكونوا شركاء أساسيين في المشاريع الإقليمية
وأننا سنواصل دورنا في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق {الوصاية الهاشمية} عليها.
لقد كان جلالته، وبحكمة وبعد رؤية، حريصا على إيصال الرسائل المحددة بلغة جلية مختصرة، حتى تصل الصورة كاملة إلى الجميع دون حاجة إلى تأويل وتفسير. وهذا بحد ذاته سيسهم، في النتيجة، بتحقيق أعلى درجات الشراكة والتكاملية ووحدة الحال بين مختلف فئات الوطن، من مسؤول ومواطن، ما يخدم في نهاية المطاف المصالح الوطنية العليا.
التوجيهات الملكية تحتاج إلى جهد كل الفعاليات على الساحة الوطنية، للمشاركة في المسيرة الإصلاحية وتحذيرها وتحويلها إلى برامج عمل تنعكس على أوضاع المواطنين، وترسيخ أسس الحياة الكريمة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي لابناء الوطن.
يقدم جلالة الملك، في خطاب العرش، الطريق الواضح الواقعي المدروس النتائج لتعزيز الحاضر والمضي نحو المستقبل بثقة، وهذا بحد ذاته عماد بناء الدول القوية عبر التاريخ، وما علينا إلا أن نسلكه، مطمئنين أن قيادتنا نجحت وستنجح دوما في شق الطريق الآمن لنا جميعا، والأهم تقويمه كلما دعت الحاجة، وبما يحمي مصالحنا الوطنية. وهذا ما على من يتحمل المسؤولية، من حكومة وغيرها، تذكره دائما.
المملكة الأردنية الهاشميّة, عمان.
المهندس:عــمــاد صــقــر
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-11-2022 11:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |