19-11-2022 09:41 AM
بقلم : ضيف الله ابوعاقولة
الأخلاق هل هي طبيعة وسجية في المرء أم مهارة مكتسبة ، والحقيقة أن الأخلاق قد تكــون منها ما هو طبيعة وسجية في المرء ، وماهو مكتسب بالتعليـــم أو مخالطــــه الناس والتطبـــع منهم .
من أصعب الأمور التى يمر بها الإنسان هي محاولة تغيير طباع أي شخص أو شخص يحبه ، فهذا أمر أظنه لايحدث إلا بمعجزة ، فالطباع لها قدرة رهيبة على فرض سيطرتها على صاحبها تماما ، وإن نجح في محاولـة تغييرها فى بعض المواقف ، أظنها تسيطر فى النهاية وتتغلب عليه ، لأنها لصيقة بشخصيته وتكوينه ، وربما بجيناته ، ولكي تحدث المعجزة لابد وأن يكون الدافع نابعا من داخل الإنسان في تغيير طباعه وقد يمر في احباط احيانا اي شخص من انه لن يستطيع تغيير طباع من يحبه ولكنه يبقى على امل في النجاح بالتغيير .
إن التطبع هو إجهاد النفس لتعلم خصلة من الخصال حتي تصبح طبعاً ، أن محاولتنا تغيير أصحاب الطباع السيئة يعتبر تصرفًا إيجابياً محمودا ، لاسيما وأن الأمل دائما موجود فى التغيير للأفضل ، ولكن لابد لنا أن ندرك أننا من المستحيل أن نغير أي شخص إلا في حالة واحدة فقط ، إذا كان هو على أتم الاستعداد لهذا التغيير ، وأن يتم التغيير بإرادته ورغبته ، وإلا فجميع محاولاتنا ستبوء بالفشل ، لأن الإنسان هو أقوى كائن على وجه الأرض ، وذلك لحملة سيكولوجية خاصة به من الصعب الوقوف عليها وإدراكها كليةً ، علاوة على صفة التمرد التى تُخلق معه ، فهو دائمًا يرفض أن ينصاع للآخرين ويتحول إلى دُمية فى أيديهم ، يحركونها كيفما يشاءون ، والأهم من هذا وذاك هو صعوبة إعتراف أى إنسان بطباعه السيئة ، فلكي ينجح فى تغييره لابد من إقناعه بسوء هذه الطباع واعترافه بها ، لذا علينا أن ندرك أن تغيير الطباع ليس بالشىء الهين .
إن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً وتطبعاً ، ولكن الطبـــع بلاشك أفضـــل من التطبع ، لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعياً صار سجية للإنسان وطبيعة له ، وليس على الإنسان إلا السعي في تغيير ما يراه من خلق سيء وإعلاء الأخلاق الطيبة الحسنة .
فعلى الإنسان أن يسعى لإبقاء الطبـــع أو التطبع الحميد ويحاول جاهداً أن يتخلص من الطبـــع أو التطبع المذموم .
من يتغلب على الآخر الطبع والتطبع ، حيث إن الإنسان قد يولد بأخلاق معينة قد يرثها من أبويه والبيئة تخلق الطباع ، وإن الشخص قد يرجع لطبعه فى بعض الاحيان ، لكنه مع ذلك يستطيع تغيرها وإكتساب أخلاق جديدة غيرها .
قال تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم.
ضيف الله ابوعاقولة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-11-2022 09:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |