21-11-2022 01:20 PM
بقلم : علاء عواد
توجهت الأنظار أمس نحو قطر لمتابعة المونديال الأكثر تميزا من كل النواحي، فهي المرة الأولى لهذا الكأس في هذه المنطقة من العالم.
الحشود أتت من كل حدب وصوب ليعيشوا فصول قصص ألف ليلة وليلة واقعا، فقطر لم تدخر جهدا لإبراز الثقافة العربية والإسلامية بداية من تصاميم الملاعب وصولا إلى نصب جداريات كتبت عليها أحاديث نبوية وتنظيم محاضرات وفعاليات وما يتخللها من جولات في معالم إسلامية.
استطاعت قطر إنجاز ما لم يكن يتوقعه أحد عندما فازت بشرف إستضافة كأس العالم في 2010، ووضعت اللمسات الأخيرة، وأصبحت جاهزة لاستضافة بطولة تاريخية بفضل العمل الدؤوب وتضافر الجهود طوال 12 عامًا.
وتتميز بطولة كأس العالم في قطر بأنها النسخة الأولى التي تقام مبارياتها على ملاعب متقاربة جغرافيًا؛ بشكلٍ يُمكِّن الجمهور من متابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
وجميع الملاعب صمِّمت لتكون صديقة للبيئة مع إمكانية التحكم بدرجة الحرارة في داخلها، كما تتمتع بعناصر قياسية سيعاد تشكيلها بعد البطولة، لتصبح تراثًا دائمًا لكأس العالم 2022.
ووضعت قطر باقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية التي ستُقام في أنحاء البلاد ترحيبًا بالزوار خلال البطولة، ومن بينها مهرجان "FIFA للمشجعين" الذي سيتاح بالمجان ويستقبل أكثر من 40 ألف مشجع يوميًا خلال فترة البطولة، كما سيضم شاشات عملاقة تعرض البث المباشر لمباريات المونديال.
ومقابل كل ذلك وأكثر تعالت أصوات مسؤولين وإعلاميين ورياضيين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدانمارك لمهاجمة قطر، والمطالبة بمقاطعة كأس العالم، مرة بحجة الدفاع عن حقوق العمال الأجانب، ومرة أخرى بحجة حماية المثليين ووصل الأمر إلى قيام بعض المطارات الأوروبية بالتضييق على سفر المشجعين إلى الدوحة.
الحملة الشرسة والمتواصلة ضد قطر، دفعت وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى وصف إنتقاد إستضافة بلاده كأس العالم لكرة القدم بـ"النفاق"، مؤكدا أن الأسباب التي تساق لمقاطعة كأس العالم لا تمتُّ للمنطق بصلة.
من باب أخر ما فعلته قطر هو جرأة بكل معاجم اللغة.. أن تُصدِّر الإسلام بهذه القوة في أهم حدث يتابعه العالم كله جرأة.
وعندما تنشر قطر في كل مكان أن الإسلام دين الرحمة والعدل والتقدم والرفاهية فهذا مضاد لمنهج الغرب. وسواء قدمت قطر برنامجها الإعلامي للتسويق والاتجار، أو لأغراض أخرى، فهو في جميع الأحوال سيقابل بهجمة مرتدة غاية في القوة.
البطولة الآن انتقلت إلى خارج المربع الأخضر.. المنافسة تحولت من ماراثون رياضي إلى ريمونتادا حضارات.. صراع جذوره ضاربة عبر قرون عميقة، والغرب لديه من الخبرة القتالية وحنكة المناورات في جميع المجالات ما لا نقوى عليه.
وقطر أوقدت شعلة ضخمة، غرستها في كل مكان، أشعلتها بعد أن ضمنت الحضور الجماهيري الضخم، الذي مرغمًا سيتابع كل فاعلياتها الإسلامية طوال البطولة.
قطر قطفت القطفة الأولى بأن تصدرت المشهد العالمي، وأشعلت صحف وقنوات ومواقع التواصل بالعالم ونحن العرب ندعم قطر في مواجهة الحملات الغربية غير المبررة، وواثقون من قدرتها على تنظيم نسخة فريدة ومميزة من كأس العالم تليق بتراثنا وثقافتنا العربية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-11-2022 01:20 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |