23-11-2022 09:42 AM
سرايا - ناقشت حوارية، بعنوان: «اليوم العالمي للفلسفة»، نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، يوم الاثنين الماضي، بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية، بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، بمشاركة الدكتور موسى الناظر والدكتورة دعاء علي، وأدارها الدكتور أحمد ماضي، أهمية إعادة مادة الفلسفة إلى المناهج من جديد بعد أن غابت عنها لعقود طويلة.
وقال الدكتور موسى الناظر، إن الفلسفة حاجة إنسانية وضرورة مجتمعية، فالتفلسف دافع غريزي عند الإنسان يميزه عن الكائنات الأخرى.
وتمنى الدكتور الناظر على الجامعة الأردنية، أن تسري الفلسفة في عروقها وأن تسكن في مكاتب إداراتها وقاعات التدريس فيها، وأن يُثرى قسم تخصص الفلسفة فيها، بالنخبة من الطلبة والمدرسين، لحمل لوائها ونشر ثقافتها وإعداد من سيصبح من أهلها، وأن تصبح الفلسفة التوأم الملتصق بجسم الدراسات العليا، وأن تحتضن الخطة الدراسية لكل تخصص مادة أو أكثر من مواد الفلسفة لإضفاء قيمة لذلك التخصص، مثلما تمنى أن يستحدث في كلية التربية برنامج إعداد معلم فلسفة لمراحل التعليم العام وخاصة تعليمها للأطفال، فقد أصبح تعليم الفلسفة للأطفال المرمّز بـ( P4C) منهجا عالميا، وتخصصا معتمدا، له في اليونسكو كرسيه الخاص به، ودراساته تنشر في دورياته الموثقة وتوفر من مواده التعليمية ما لا حصر له.
وقال، إننا «ونحن نبتهج بعودة الفلسفة إلى منظومة تعليمنا، علينا بالحذر من التسرع، لنا أن نسرع لكن ببطء، مدركين أن جرعة من الفلسفة غير مدروسة تحقن في مسار التعليم، معزولة، قد تؤدي إلى الوفاة لا إلى الشفاء»، مشيرا إلى أن تعليم الفلسفة يجب أن يكون ضمن مخطط شامل يبدأ من الطفولة، وما قبلها، ولا يتوقف عند نهاية، يهدف إلى إحداث إدمان فلسفي عند كل فرد وحضور في العقل الاجتماعي، ويشكل مسار حياة، العقل يقودها، والفلسفة وقودها والحرية مطلبها، مبينا أن «الفلسفة حق لكل إنسان، حق لصغارنا قبل كبارنا، لهم الحق أن يعيشوا حياة يحكمها المنطق ويحميها، فالمنطق هو شبكة الأمان للإنسان».
وأشار إلى أن حضور الفلسفة في مراحل التعليم الأولية قد لا يكون بالطريقة التقليدية ضمن كتب مقرره، بل بأنشطة وحوارات بين التلاميذ يتناولون فيها أسئلة وقضايا تحتل مكانا في منهاج كل مادة تعليميه.
من جهتها قالت الدكتورة دعاء علي، «اعتدنا منذ سنوات وفي مثل هذا الوقت من كل عام، أن نحتفل باليوم العالمي للفلسفة وذلك من خلال عقد المؤتمرات والفعاليات المتعددة والتي كانت تؤكد على ضرورة عودة الفلسفة إلى مدارسنا كمنهج تربوي تعليمي»، مشيرة إلى أن هذا العام الاحتفال مختلف، حيث يتم الاحتفال بصدور قرار عودة الفلسفة إلى المناهج والانتقال من الحديث عن ضرورة العودة إلى عودتها.
وأكدت أن غياب الفلسفة في المدارس يعد أحد الأسباب الرئيسية لتدني المهارات الفكرية لدى الطلبة، موضحة أن الفلسفة تنمي مهارة الحوار وتجعلنا أكثر قدرة على فهم الاختلافات والتنوعات وبالتالي تقبلها وبالفلسفة نبتعد عن العنصرية والانغلاق.
وردت الدكتورة دعاء علي؛ على بعض التخوفات التي ظهرت بعد صدور القرار الرسمي لإعادة الفلسفة إلى المناهج، والتي تلخصت في ثلاث نقاط هي: أن الفلسفة مستوردة من الغرب، كما أنها مادة جامدة ونظرية صعبة، مثلما أنه لا يوجد معلمون قادرون على تدريسها، موضحة في هذا الشأن أن العرب عبر التاريخ انتجوا الفلسفة والمعرفة أي أن لدينا فلسفتنا الخاصة وهي نتاج العقل العربي الإسلامي، ومن حيث الصعوبة فإنه في كل ميدان وحقل معرفي يوجد مستويات من الصعوبة والسهولة وجوانب نظرية وأخرى عملية، والفلسفة حالها كحال كل علم من العلوم ومن يترك الصعب سيبقيه صعبا وعلينا أن نقوم بشرحها وتقديمها بشكل مناسب.
وأشارت إلى أنه يوجد العديد من حاملي درجة البكالوريوس في الفلسفة وهم بالمئات ومن الممكن أن يتم إخضاعهم لتدريبات متخصصة وأيضا تدريب المعلمين الموجودين حاليا في وزارة التربية والتعليم وفي كلا الاختصاصات بشكل مستمر.
وأعلنت الدكتورة دعاء علي عن أن جمعية الثقافة الفلسفية، أطلقت مبادرة تطوعية بعنوان « أهلا بالفلسفة»، لإعطاء محاضرات لا منهجية في مدارس المملكة، إيمانا منها بأهمية نشر ثقافة الفلسفة والمساهمة في توعية المجتمع المدرسي ولأهمية الفلسفة في حياة الطلاب.
وكان الدكتور ماضي أشار في بداية الحوارية، إلى أن العالم الذي يحب الفلسفة ويقدرها يحتفل باليوم العالمي للفلسفة يوم 17 من تشرين الثاني، مبينا أن اليونسكو هي وراء الإعلان عن هذا اليوم المهم في حياة محبي الفلسفة وأنصارها.
ونوه بأنه تم الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة للمرة الأولى في 21 نوفمبر من العام 2002، مشيرا إلى أن اليونسكو تؤكد القيمة الدائمة للفلسفة في تطور الفكر البشري لكل ثقافة ولكل فرد أيضا، وقد عرفتها في أحد إصداراتها بأنها « مدرسة الحياة».