24-11-2022 12:06 PM
سرايا - لطالما نسمع عن الإدمان لكن لا يخطر ببالنا أن بعض الأطعمة قد تتسبب بالإصابة به؛ إذ تعد بعض الأكلات الغنية بعناصر المعالجة واحدة من بين مسببات الإدمان كالتي يعاني منها مدمنو السجائر؛
إذ قد يتسبب الاستخدام المتكرر لها بشكل غير منطقي في إدمانها وصعوبة التوقف عن أكلها ما قد يسبب السمنة وبعض الأمراض الخطيرة.
البيتزا والكعك قد يسببان الإدمان
مصطلح إدمان الطعام يعتبر جديداً ولا يزال مثيراً للجدل، بينما يخصّ بالأساس إدمان الوجبات السريعة والأطعمة التي تحتوي على السّكر، أو القمح، أو الاثنين معاً، كما يعمل بنفس تقنية الإدمان على المخدّرات حيث يستهدف نفس الناقلات العصبية في الدماغ ويتميز بالعديد من الأعراض المطابقة.
يحدث الإدمان لهذا النوع من الأطعمة لأنّها تؤثّر على مراكز في الدماغ، ونعني بمراكز المكافأة تلك التي تنتج عند تحفيزها في الدماغ مادّة الدوبامين التي تترجم إلى شعور بالسعادة والنشوة.
يقول الباحثون إن بعض المنتجات الغذائية مثل كعك المحلات والبيتزا قد تتسبب في نفس مستوى الإدمان الناتج عن استخدام السجائر؛ إذ تتسبب هذه الأطعمة في تغير الحالة المزاجية التي تؤثر بدورها على الدماغ.
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة والتي تشمل أيضاً أشياء مثل الصودا ورقائق البطاطس والمعجنات والحلويات خاصة الغنية منها على نسبة عالية من المنكهات والمواد الحافظة.
بسبب هذه الخصائص تتميز هذه الأطعمة بنكهات لذيذة، لكنها أيضا تجعلها غنية بالسعرات الحرارية والدهون بالإضافة إلى السكر والملح؛ ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، حسب نفس المصدر يقول الباحثون بقيادة الدكتور "أشلي جيرهاردت" أستاذ علم النفس في جامعة ميشيغان إن هذه الأطعمة تشبه إلى حد كبير العقاقير نظراً لبعدها في المذاق والملمس عن الأطعمة الطبيعية.
وحسب الباحثة في السلوكيات الصحية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا الدكتورة "أليكساندرا ديفيليسيوتيو" فهذه الأغذية مصممة لتزويد الجسم بنسبة عالية من الدهون والسكريات وهي من الأطعمة التي تتسبب في الأنواع الأولى من الإدمان.
ناقش الباحثون هذا السؤال لعدة سنوات؛ إذ إن الوجبات الغذائية غير الصحية غالباً ما تغذيها الأطعمة المحملة بالكربوهيدرات المكررة والدهون المضافة، للعثور على حل، أخذ تحليل جديد لجامعة ميتشيغان وفيرجينيا للتكنولوجيا المعايير المستخدمة في الولايات المتحدة عام 1988.
تقرير الجراح العام الذي أثبت أن التبغ يسبب الإدمان طبّق نفس التحليل على الطعام.
يحتاج الإنسان إلى كميات أكبر من الأطعمة كي يستطيع الوصول إلى نفس مستوى النشوة والسعادة؛ حيث إنّ مستقبلات الدوبامين تقلّ في الدماغ مع الوقت، ما يتم ترجمته في النهاية إلى الإدمان، وهذا الأمر تحديداً يفسّر زيادة كميات الطعام التي يتم أكلها أو المخدّرات التي يتعاطاها الشخص في حال الإدمان على المخدّرات.
من هنا نستطيع إدراك أنّ إدمان الطعام هو قضية في غاية الجديّة ولا يعني مجرّد ضعف في الإرادة، بل هو ناجم عن الحاجة إلى الدوبامين في الدماغ، وتكمن خطورة إدمان الطعام بالأساس لكونه محفّزاً لأمراض مزمنة وقاتلة بالفعل، كالسكري، والسمنة، وأمراض القلب، والسرطانات.
إلّا أنّ تأثير هذا الإدمان لا يقتصر على كونه يهدّد مستقبل الشخص بل حاضره، فالمدمن للطعام معرض لفقد احترامه لذاته وفقده لسيطرته على مجريات نهاره، فيما قد يؤدّي الإدمان إلى دائرة من الوحدة والانغلاق التي قد يعاني منها.
لا يمكن الكشف عن إدمان الطعام عن طريق اختبار الدم، أو الاختبارات الملموسة؛ لذا فالتشخيص في هذه الحالة يعتمد على الأعراض السلوكيّة بالأساس، والتي تتمثل في:
الشعور بالرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر الإدمان، على الرغم من الانتهاء للتوّ من أكل وجبة صحية ومغذّية.
بعد محاولة الامتناع عن تناول الأطعمة المحفزة على الإدمان، في حال ضعفت إرادتك تقوم بأكل كميّات أكبر مما كنت تشتهي أو تنوي أكله.
عدم القدرة على التوقف عن الأكل حتى بعد شعورك بالشبع.
الشعور بالذنب بعد أكلك لأطعمة معينة لكنك لا تستطيع منع نفسك من أكلها مرة أخرى خلال فترة وجيزة جداً.
العمل تلقائياً على إيجاد المبررات لنفسك لتناول الأطعمة التي تشتهيها.
الامتناع عن إخبار من حولك بما أكلته وغالباً تحاول إخفاءه أيضاً.
المحاولة كثيراً من أجل الإقلاع عن تناول هذه الأطعمة وتضع لنفسك بعض القواعد لكنك لا تنجح في الالتزام بها.
الشعور في داخلك أنّك غير قادر على التحكم بتعاطيك وتناولك للأطعمة غير الصحية رغم إدراكك التام لمدى أذاها.
الجدير بالعلم أنه في حال كنت تعاني من نصف المذكور أعلاه على أقل حد ربما تودّ فعلاً التواصل مع طبيبك واستشارته وطلب يد العون.