26-11-2022 08:24 AM
سرايا - يحتفي العالم كلَّ عام في الفترة الممتدة بين 18-24 من نوفمبر، بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات WAAW.. لكن جائحة كورونا شكّلت على مدى العامين الماضيين، تهديداً للتقدم المُحرَز في مواجهة مقاومة المضادات الحيوية، الأمر الذي أدى إلى تزايد مخاطر مقاومة المضادات الحيوية على الصحة، بسبب التعاطي العشوائي للمضادات الحيوية.
ما هي مقاومة المضادات الحيوية؟
تهدد مقاومة المضادات الحيوية، والتي تُعرف باختصار AMR، الصحة العالمية في الوقت الحاضر، كما تشير الدكتورة نادين طرشا، المديرة الطبية لدى شركة فايزر في الخليج؛ حيث يمكنها التأثير بشكل سلبي، وإلحاق الأذى بأيّ شخص، بصرف النظر عن سِنّه ومكان إقامته.. وتُعتبر مقاومة المضادات الحيوية، السبب المباشر لنحو 1.27 مليون حالة وفاة سنوياً، في حين ترتبط أسباب ما يقرب من 5 ملايين حالة وفاة سنوياً بمقاومة المضادات الحيوية.. ومن المتوقع، في ظل غياب الإجراءات من قِبل الحكومات وقطاعات الرعاية الصحية والمجتمعات، أن تتسبب مقاومة المضادات الحيوية بنحو 10 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم سنوياً بحلول العام 2050، وهذه النسبة تتجاوز حالات الوفاة التي تسببها الأمراض السرطانية في الوقت الراهن. علماً بأن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وخاصة عندما لا تكون هذه الأدوية، هي العلاج الملائم للحالة، يُسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية.
نسبة وفيات عالية على مستوى العالم
أظهرت نتائج الدراسة الشاملة حول مقاومة المضادات الحيوية، التي نُشرت في مجلة "ذا لانست" The Lancet في يناير 2022، مدى وحجم تأثير مقاومة المضادات الحيوية على مستوى العالم.. وأشارت الدراسة إلى تسجيل الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، أعلى معدلات الوفيات الناجمة مباشرةً عن مقاومة المضادات الحيوية، مع 24 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص من السكان، و22 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان على التوالي.. في حين انخفضت هذه النسبة في البلدان ذات الدخل المرتفع؛ حيث تسببت مقاومة المضادات الحيوية بشكلٍ مباشر في 13 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان.
أعباء اجتماعية واقتصادية كبيرة
مقاومة المضادات الحيوية تُشكّل أحد أكبر المخاطر التي تؤثر بالصحة العالمية في هذا العصر، الأمر الذي يتطلب المزيد من العمل وتضافر الجهود على الصعيد العالمي؛ لتعزيز ورفع مستوى الوعي حول هذه القضية الصحية العامة الحرجة، بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية.. ناهيك عن التكاليف العالية الناتجة عن مقاومة المضادات الحيوية على الاقتصاد؛ إذ تؤدي مقاومة المضادات الحيوية، بالإضافة إلى التسبب بحالات الوفاة والعجز، إلى إصابات مَرضية تتطلب فترات علاجية طويلة داخل المستشفيات، وارتفاع الحاجة إلى أدوية عالية التكلفة، وتحديات مالية تُرهق المرضى المصابين.
المضادات الحيوية لا تنفع مع العدوى الفيروسية
المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات
مما لا شك فيه، أن المضادات الحيوية من الأدوية الهامّة جداً؛ حيث يعمل العديد منها على علاج العدوى التي تسببها البكتيريا بنجاح.. كما تعمل المضادات الحيوية على منع انتشار الأمراض؛ فضلاً على كونها تقلل المضاعفات المَرضية الخطيرة.
لكن بعض المضادات الحيوية المستخدَمة بوصفها علاجات أساسية لحالات العدوى البكتيرية، صارت لا تؤدي وظيفتها الآن كما ينبغي، ولا تنجح تماماً في التصدي لبعض أنواع البكتيريا.. وعندما لا ينجح أحد المضادات الحيوية في التصدي لسلالات بكتيريا معينة، تُعرف هذه البكتيريا بأنها مقاوِمة للمضادات الحيوية.. وقد صارت مقاومة المضادات الحيوية إحدى أكثر المشاكل إلحاحاً على مستوى العالم.
والإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وإساءة استخدامها، عاملان رئيسيان في مقاومة المضادات الحيوية؛ إذ ينبغي أخذ العلم بأن المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات؛ أيْ أنه لا يجب تناولها عند الإصابة بأمراض ناتجة عن فيروسات مثل: الإنفلونزا، نزلة البرد، الزكام، السعال، بعض التهابات الجيوب الأنفية، التهاب القصبات، بعض التهابات الأذن، مرض كورونا.. لذلك يجب ترشيد الاستخدام لهذه المضادات الحيوية، واستخدامها استخداماً صحيحاً من قِبل الأفراد، ومزودي الرعاية الصحية والمستشفيات على حدٍ سواء.. فمن شأن ذلك، أن يقلل تزايد مقاومة المضادات الحيوية، بحسب "مايو كلينك".
مبادرة لوصول الدواء إلى الجميع
تؤمِن شركة فايزر، بأنه لا ينبغي على أيّ شخص أن يواجه أيّة عقبات للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، بِغض النظر عن عمره أو جنسه أو عِرقه أو وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي أو موقعه الجغرافي.. انطلاقاً من ذلك، تشمل مبادرة فايزر الأولى من نوعها، تحت عنوان: "اتفاق من أجل عالم أكثر صحة"، تعهُّد الشركة بإتاحة الأدوية المسجلة واللقاحات المتوفرة في 45 دولة منخفضة الدخل، من دون هوامش ربحية، والتي من شأنها أن تساهم في تحسين صحة 1.2 مليار شخص، يعانون من الأمراض المُعدية الفتاكة مثل: كوفيد-19، والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى بعض أنواع السرطان والأمراض النادرة وأمراض الالتهاب.
وتحرص فايزر، على اعتماد نموذج عمل نشِط، وتلتزم بنهجٍ متعدد الجوانب، يستند إلى الأدلة العلمية، فيما يتعلق بعملية الإشراف والمراقبة؛ لضمان الاستخدام الذي يتسم بالمسؤولية للأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المُعدية، في مرافق الرعاية الصحية المحلية.. وتشمل هذه الجهود، تعزيز النظام الصحي، والمراقبة، ومكافحة العدوى، والتطعيم، والدعوة إلى تغيير السياسات العامة، والأدوات والأساليب المبتكَرة، والتشخيص، والتعليم، والبحوث، والمساواة الصحية، وإشراك المريض.