27-11-2022 11:26 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
نعم ، هذه مضاربنا ، هذه ملاعبنا ، وهذه الجماهير القادمة من ارجاء الدنيا تجلسُ مُرَحَّبَاً بها على مقاعد مدرَّجاتنا التي فتحت اذرعها مستظلة في قلب صروحٍ شامخاتٍ رَسَمَها وصمَّمَها شبيهةً بنا ابناؤنا ، فكان استاد الجنوب من وحي الفكر العربي الصميم رسمته الراحلة طيبة الذكر بنت الرافدين المولودة في عاصمة هارون الرشيد ، المهندسه " زها حديد "
فهذه الارض وكل ما فوقها انجازنا .
نعم ، هذا الفوز فوزنا وهذه ثمار رؤيتنا ، فنحن اليوم اصحاب رؤى نتحدى بها اولاً انفسنا ونزعم اننا منفردون بل متفردون بها ولا يقوى على تنفيذها غيرنا ، لم يكن هذا الفوز صدفه ،،، ولم يكن ضربة حظ ،، بل كان بتخطيطٍ وعزمٍ واقتدار ،وبهمم تعانق القمم ، وما قدمه الفريق الليلة من سيطرة وشجاعة إنما هو تأكيد على أن الامر اليوم جداً مختلف .
لا يروق لِمَن مَكَرَ ودبَّرَ لامة العرب منذ عقودٍ من الزمن لجعلهما خلف الامم لا يروق له ان يرى هذه المشاهد التي تُبعَثُ حيةً وعلى الهواء مباشرةً بما لم يخطر له ببال ، وبالرغم من تشكيكهم وبالرغم من تشويشهم ورغماً عن تضليلهم سارت قافلة العرب دون الالتفات الى اقوالهم ، ومضت بعزم واباء وحكمة بالغة رغم سهام السُم التي رُمِيَت بليلٍ أو نهار ،
نعم نحن العرب نُعلِنُها اننا قد بَلَّطنا البحار ،،، وباقتدار ،،، فلتضربو رؤسكم يا من اردتم لنا مزيداً مِن النوم المُهين بالجدار ،، نعم نحن العرب بَلَّطنا البحار .
نعم ، وكأني بهؤلاء اعداء العروبة وهم يرون بأُم العين ما عجزوا عن فعله منذ عرف الناس البطولات على إختلاف مسمياتها منذ عقود وعقود ، كاني اراهم قد فقدوا العقول ، فعندما كَشَفَ تميم الستار ، وظهر المشهد جلياً بتلك الروعة والابهار عَلِموا ان ما عمِلوه من قبلُ لم يكن إلا كقطرةِ ماءٍ في بحر عُمَان ، فقد ابطلت قطر السِحرَ الذي اصيبت به اعين الناس مِن قَبلُ وبدت كل اعمالهم كأنها كانت وهمٌ او خيال ، ورأوا يقيناً أن عزم العرب إن ارادوا يُزيلون الجبال ، وانكشف وفُضِحَ امرهم فكانوا يوهمنا اننا غير قادرين عليها بل محرمة على امة العرب وينظرون الينا باحتقار .
كأني بهم واراهم يقضمون الحصى غيظاً وكمداً
حسداً من عند انفسهم عندما رأوا ما لم يكونوا يرغبون برؤيته عندنا او يتوقعون ،
ولأُطوِّعنَّ عَجُزَ بيت شِعر المتنبي الذي يقول فيه :
" تَصيحُ الحَصَى فيها صِياحَ اللّقالِق "
هو كان يقصد أنّ وَقْع سنابك خيل سيف الدولة وهي تجوب البلاد البعيدة جعلت الحصى يصيحُ تحت حوافرها كما يصيحُ طائر اللقلق ،
وانا اقتبس هذا لاقول ان الحصى يصيح في افواههم وهم يقضمونه صياح اللقالق من شدة القهر والأسى .
نعم ، هي الايام دول ، والقادم بإذن الله اجمل ،
ولكل شيء مقدمات ، فإذا ابرقت ارعدت واذا ارعدت امطرت ، ولكل شيء جميل مُبَشِّرات ،
فهذا الذي يحدث الان على ارض العرب ليس ركضٌ خلف جِلدٍ مُكَوَّر ، ففي احشاء هذا الجِلد المدور كل شيءٍ وأكثر ،
وهذا الذي فَعَلَته قطر ليس مظهراً من مظاهر البَطَر ،
بل جاءت عن حسن تدبير وبُعدِ نظر ،
قد علم الذين يتربصون بنا أن هذا الذي يجرى إنما ينذِرُ بالخطر ، هم يرون هذا هكذا ، لانهم تعودوا ان يرونا في ذيل قافلة البشر ،
نعيبُ على انفسنا نحن العرب اننا نلتزم ايها الاوروبيون والامريكان والاسيويون بحرفية قوانينكم ، ولا نخرج عليها قيد اُنمله ، فلماذا تريدون منا ان نفتح لكم ابوابنا ونتركها لكم مشرعه لتفعلوا ما يحلوا لكم وإن كان هذا خرقاً لأعرافنا ولما عندنا من أنظمه !!!
لماذا تريدون ان تكون ارضنا مسرحاً لشذوذٍ يُخالِفُ الفِطرَة التي فطر عليها الخلق من وحشٍ وطيرٍ وجنٍّ وبشر !! فلتكن ارضكم مسرحاً لها وكونوا كما انتم رعاتها ، يا اصحاب المساواة !! والرفق بالحيوان !!! الستم اصحاب العدالة الطاغيه!!!!!
لم نَعُد كما كُنَّا وكنتم معنا بالايام الخاليه ، فمنذ الان واحدة بواحده .
فشكراً تميم ، فما ابقيت للاعداء ركناً آمناً ، ولا منبراً للنعيق لِيُفسدوا ما اشدت واعليت واقمت من صروحٍ عاليه ،
وشكراً للأمير المنتصر ، فنصرُك تاجٌ فوق تلك الصروح فرؤية ٢٠٣٠ التي ارسيتَ قواعدها ازهرت منذ ان اطلَقتَها وها هي اليوم بواكير ثمارها اليانعه ، ولينتظر العالم اجمع نتائج تلك الرؤية التي ابسط ما يقال فيها انها استراتيجة لا تجرؤ على تبنيها دولٌ عظمى وهي الان في مراحلَ مِن تنفيذها متقدمه ، وستُذهِلُ نتائجها العالم كله كما اذهلتهم قطر .
لم يكن فوز المنتخب السعودي كما ارادوه (سعودياً ) فقط ، لا والف لا ، بل كان نصراً وفوزاً عربياً من النيل الى الفرات مروراً ببحر العرب وصولاً الى بحر مرمره ، فما اجمل النصر بعد طول انتظار ، وما هي إلا بشرى فقد انطلق اليوم حصان العرب ، مشهودٌ لنا نحن العرب ، فخيلنا تعرف السهل والوَعَر ، وتُحسنُ الالتفاف حول الجبال الراسيه ،
سترجع حتماً تلك الخيول تجوب الارض باركانها الاربعه
لنشر السلام وزرع المحبه وتُصلِحُ ما افسدَ المُفسِدونَ وتبني بعدلٍ " كَعدلِ عُمَر "
نحن أُمَّةٌ نعتز بديننا وعقيدتنا وقيمنا ونعتز بعروبتنا ، ونعتز بتاريخنا المُشرِّف الذي سَطَّره آباؤنا الاوائل ، فهو محفور بعقولنا ومتوارث فينا ما دامت الحياة ودام البشر ، ونعتز بسمو وعلو وشجاعة وبطولة ابطالنا ، ولنا في شجاعة الفرسان ما يبعث فينا الهمة والعزيمة مهما طال الظلم ومهما بلغ منا القهر ،
فما زلنا نردد قول الفارس الامير ابو فراس الحمداني صاحب الحكمة والشجاعة والفخر ،،
لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-11-2022 11:26 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |