27-11-2022 10:00 PM
سرايا - لا شك أن دوام الحال من المحال.. فلا يمكن أن تظل الحالة الصحية لأجسامنا وهيئتنا ثابتة على مدار السنين.. فهذه حقائق مؤكدة.. نمرض ونطيب..
وتمر المرأة على وجه الخصوص بظروف صحية ومراحل لابد خلالها أن يتأثر شكلها وصحتها بها.. ولكن عندما يتعلق الأمر بشعر الرأس وفقدانه، ينتابها الهلع وقد تلجأ إلى ما يضرها بدلاً مما ينفعها.فلسبب أو لآخر، يَعتبر الكثيرون مسألة تساقط الشعر أمراً مخجلاً يسبب الحرج، ويتفادون الحديث حوله.. فى حين أنه كثيراً ما يكون لأسباب يمر بها أغلب البشر، إن لم يكن كلهم. وكثيرا ما تكون هذه الأسباب عَرضية ومرحلية، تنتهى بزوالها مشكلة التساقط المتزايد للشعر.وطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، هناك تقدير بأن 25% من البشر يعانون من تلك المشكلة بشكل أو بآخر. كذلك تشير الدراسات إلى تزايد المشكلة لدى النساء بسبب إصابتهن بحالة
"androgenicalopecia"، وذلك لتحملهن المتزايد لضغوط العمل والمنزل لفترات طويلة.ولكسر هذا التابوه فى الغرب، تحدثت العديد من النجمات حول هذه المشكلة فى وسائل الإعلام.. ومنهن بريتنى سبيرز ولنزاىِ لوهان وكيت باكينسيل ونيكول ريتشىِ والمغنية فيرجى. كذلك تحدثت مؤخراً المغنية ليدى جاجا بصراحة عن معاناتها، والتى أشارت إلى أن السبب الأساسى لمشكلتها هو إستخدام الصبغات بشكل مكثف، والإستعانة بوصلات الشعر الصناعية، والتي تمثل ثقلاً على بصيلات الشعر.
من جانبهم، يؤكد خبراء علاج مشاكل الشعر على عدة نقاط.. أولها أنه من الطبيعى أن يفقد الإنسان من 50 إلى 100 شعرة فى اليوم الواحد، وهذا المعدل ليس مدعاة للقلق، لأن الشعر الجديد ينمو بنفس معدل فقدان القديم.
كما أن شعر الرأس يمر بثلاثة مراحل أساسية تتمثل فى مرحلة النمو "GrowthPhase"، ثم مرحلة الإنحسار "RegressionPhase"، وفيها تكون الشعرة قد وصلت لأقصى طول يمكن أن تصل إليه وفقاً لصحةالشخص، وأخيراً مرحلة "RestingPhase"، وفيها تسقط الشعرة وتظل البصيلة فارغة. ومشكلة تساقط الشعر تتبلور بشدة عندما تطول المرحلة الثالثة، وتظل البصيلات فارغة لفترات طويلة.
حيث تشير أصابع الإتهام عادةً إلى الجهاز المناعى، وإحتمال تسببه فى الإصابة بما يطلق عليه "Alopecia"، وهى حاله يهاجم فيها الجهاز المناعى بصيلات الشعر بشكل غير مفهوم ولا مُبرر، وقد تكون وراثية.وهناك أيضاً مشكلات صحية قد لا تندرج تحت بند المناعة، ولكنها من الأسباب الرئيسية لسقوط الشعر، ومنها حدوث خلل فى إفراز الغدد والمبايض.تمر المرأة بمراحل نموها المختلفة من الطفولة إلى المراهقة وحتى تصبح امرأة كاملة البلوغ.. وترتبط هذه المراحل فى الأذهان بمعاناتها مع تقلبات الهرمونات، والتى تكاد تلازمها مادام لها قلب ينبض. وهذه التقلبات الهرمونية هبوطاً وإرتفاعاً قد تكون بسبب فترات البلوغ أو الطمث أو الحمل والولادة والرضاعة، أو حتى بسبب تناول أقراص تنظيم الحمل وما شابهها. والقاسم المشترك بينها هو أنها تؤثرعلى صحة الشعر،
وقد تؤدى إلى تغير فى حالته أو تساقطه حتى مرحلة إنقطاع الطمث، حيث يتساقط الشعر ويزداد جفافه.أحيانا تكون الأدوية والعقاقير شراً لابد منه، ولزاماً على المرأة.. ولكن العقاقير كثيراً ما تؤدى إلى تساقط الشعر، هذا إلى جانب علاجات مثل العلاج الكيماوى والإشعاعى بسبب الإصابة بالسرطان. وقد تسبب بعض عقاقير علاج خلل إفراز الغدد إلى تساقط الشعر، ونفس التأثير أيضاً تحدثه عقاقير مضادات تجلط الدم، وتلك التى تحتوى على "الأمفيتامين".قل لى ماذا تأكل أقول لك ما صحة شعركِ.. فمن أساسيات المحافظة على صحة الشعر التغذية الجيدة والسليمة،
ولكن هناك عناصر بعينها إذا لم يتناول الإنسان كفايته منها أدى ذلك إلى تساقط الشعر، وأول تلك العناصر يأتي الحديد، لذلك فى الأغلب تعاني مريضة الأنيميا من غزارة الشعر المتساقط، ويُنصح بتناول أقراص الحديد والتفاح والجرجير والكبدة ومختلف أنواع اللحوم الحمراء، ويفضل أن يصاحب ذلك تناول فيتامين c لزيادة إمتصاص الحديد. وإلى جانب نقص الحديد يؤدى نقص البروتين والزنك إلى المشكلة ذاتها.الضغوطات هنا لها معنيان، وكلاهما يلقى بثقله على حال بُصيلات الشعر فيؤدى إلى تساقطه.. أولاً الضغط بمعناه النفسى والعصبى، بمعنى التوتر والقلق وتحمل الضغوط النفسية، وثانياً الضغط بمعناه الحرفى،
أى إستخدام وصلات الشعر الصناعية لزيادة كثافته، أو الإفراط فى إستخدام الصبغات المحتوية على الأمونيا، أو المواد التى تُستخدم لفرد تموجات الشعر، خاصة تلك المحتوية على الفورمالين.يُحدثنا الأطباء المتخصصون عن بعض الحقائق المثبتة فيما يتعلق بعلاج تساقط الشعر المرضى.. خاصةً مع إنتشار العديد من الإعلانات التى تروج لعلاجات لا يوجد ما يؤكد جدواها..
- يجب التأكد من أن تساقط الشعر ليس سببه حالة عرضية يمر بها الإنسان وتنقضى أعراضها بإنقضائها.- يجب عمل تحليل صورة دم للتأكد من عدم الإصابة بالأنيميا، والتى بعلاجها يمكن تحجيم المشكلة.- هناك نصائح عامة تساعد على حيوية وصحة بصيلات الشعر، ومن ثم عدم سقوطه، وهى عدم تغطيته طوال اليوم، وتعريضه للهواء والشمس، وتدليك فروة الرأس مرتين يومياً لتنشيط الدورة الدموية فى هذه المنطقة، والبعد عن الضغوطات النفسية والتوتر بين حين وآخر، والحرص على التغذية السليمة.- بالنسبة للعلاج بالعقاقير والمستحضرات الموضعية، تم إثبات فعالية مادة بعينها وهى "المينوكسيديل"، كما تُعد مادة "النياسين" أو "فيتامين b3" من أكثر المواد الفعالة لعلاج هذه المشكلة.- يجب إستشارة طبيب مختص، وعدم الإعتماد على وسائل أو آراء يروج لها غير المُختصين فى وسائل الإعلام وصالونات التجميل وغيرها