28-11-2022 08:44 AM
بقلم : سهير بشناق
في كل عام نكبر به أعتدنا على أن نقلص أحلامنا ونبدأ بالتعامل مع الحياه «كواجب» لا مفر من إنجازه دون الشعور بمتعته.
في كل مرة نكبر بها عاماً نقرر الانسحاب من الحياة بطريقة تمس أرواحنا وتبقي على نبضات قلوبنا حية.. فنتوقف عن الحلم ونتوقف عن الانتظار.. ونودع «اللهفة»..
وتصبح «المرأة» أسيرة العمر وسنواته.. كلما كبرت عاما وغادرت مرحلة الشباب أصبحت تجسد دور المدافعة عن حقها بالحياة المفعمة بروح الشباب بالرغم من سنوات العمر.. التي لا يعترف بها الكثيرون..
كلما كبرت عاما.. أصبحت مقيده «بكذبة» العمر الذي نختبئ خلفه لنجرد أنفسنا من القدرة على الاستمرار بالحياة بأحلامها وشغفها والابقاء على الأمل ليتجدد بأعماقنا كل شيء ما يزال جميلا..
ثمه أشياء جميلة كلما تقدمت المرأة بالعمر نحن لا ندركها لأن مفهوم العمر يرتبط فقط بالسنوات ويغيب الروح.. ربما لأن سنوات العمر تعرضنا أكثر للتجارب والعلاقات البشرية والخذلان والآلام العميقة والأحلام التي لم تتحقق والصداقات المنتهية وغياب من نحب.. والتي جميعها تتعب قلوبنا وأرواحنا.. فتصبح المرأة أكثر إحساسا بالحياة وسنوات العمر وتفقد القدرة على الحياة كما هي كلما كبرت عاما...
كم من النساء يحكمهن العمر فيتوقفن عن الرغبه بالحياة.. بأرواحهن.
كم من النساء اللواتي يعشن تحت مفاهيم الآخرين للعمر الذي يصبح الحياة أكثر مللا وعبئا... ويجرد القلوب من الإحساس باللحظات التي تمر علينا ويحولنا إلى مجرد أرقام برزنامة السنوات دون روح..
كم تخطئ المرأة التي لا تهرب خارج حدود الزمن والعمر.. لتحيا بنبض روحها..
كم ترتكب بحق حياتها ووجودها أخطاء وهي تنساق لكذبة العمر التي لا ترتبط بالأرقام بقدر ارتباطها بقراراتنا نحن اتجاه الحياة.. وكيف نريد أن نحياها إلى أن يأتي الوقت لنغادرها..
في كل مرة يتسرب اليأس لروح امرأة.. تفقد قدرتها على الإحساس بالحياة واللحظات التي من حولها وتطاردها سنوات العمر التي تكون محملة بالخوف والعجز والوصول لآخر المحطات قبل أوانها..
ذاك اليأس الذي يسرق الحياة من كل امرأة ما تزال تحلم... تؤمن بأن العمر لحظات.. وأن الحياة ليست سوى محطات... تغير تلك المحطات يرتبط فقط بالروح والرغبة بالشعور بالأيام والسنوات وأن نحياها دون خوف.. ذاك اليأس لا تستحقه المرأة.. إن قررت هي فقط أن تعلو على سنوات العمر وكل ما حولها يريد منها ان تبقى أسيرة السنوات.. بلا روح ورغبة بالاستمرار بهذا العمر كالياسمين الذي يحتفظ برائحته برغم كل ما يمر به..
أيها العمر.. وتلك السنوات المحملة بفصول كثيرة نحن لا نستحق المقاعد الأخيرة قبل أن نصل إليها.. لربما أتعبتنا الحياة وغياب من نحب وتوقعات لم تأت كما نريد وقصص انتهت وهي لا تستحق ذلك لكن لا شيء أصعب من أن نحيا الأيام دون ومضات من الأمل ودون لهفة الانتظار ولو لأناس لن يأتوا.. ولأحلام نحن نعلم أنها لن تتحقق ولكن لا نكف عن إيجادها بأيامنا...
امرأة لا يحكمها العمر.. تضيء كل عام شمعة جديدة من سنوات عمرها لكنها لا تنطفئ بانطفائها.. لأنها تريد أن تحيا بسلام وبروح لا يعتريها اليأس.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-11-2022 08:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |