28-11-2022 11:56 AM
بقلم : حسن محمد الزبن
رحل وصفي شهيدا في الثامن والعشرين من تشرين الثاني لعام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين، يعانق الأرض بحب، لكنه يُطاول المجد، كان وطنيا حد الهيام، كان جنديا باسلا، كان قارئا ومفكرا وكاتبا، كان مثقفا وسياسيا لا يلين، كان عروبيا، كان أردني فلسطيني، كان شهما ذا مروءة، كان بكل كبرياء رجل تاريخ وطني، حفر تاريخه في الذاكرة، لن ينسى، كان عاشقا للأردن وترابه وطينه وأهله، كان مقدسا لثرى فلسطين، اجتمع حبه وتوحد، ولم يختلف عليه أحد، ولا زال الحب يتجدد ولم تطوه خمسة عقود مرت، وسطرت شمائله وخصاله، ولا زالت تكتب، بالحبر، وبالدموع، وبالدم، تُدون على صفحات المجد، سيرة عطرة معطرة برائحة الأرض والخزامى، وأنفاس الشرفاء الطيبين، ففي كل بيت أردني له طيبا من الذكرى، وكلما مرّت ذكراه، ترحموا على روحه النقية، روحه الأبية، روحه الأردنية، روحه الثورية، وكأنه من ذوي القربى لكل عشيرة أردنية، ولكل فرع أصيل، بما تحمل صلة القربى من معنى، ومن فقد الغالي العزيز إذا غيبه الموت، فكيف إذا كان شهيد وطن.
مرّت خمسون عاما ونيف، ولا زال الأردنيون على العهد في الحب لوصفي، والترحم على روحه الطاهرة، ولا أظن أن حكاية وصفي التل ستطوى، بل متجددة مع الأجيال، وهكذا يبقى حاضرا، وهكذا هم العظماء الذين نذروا حياتهم في دروب الرجولة والشرف كالجنود البواسل، لقد قضى وصفي حياته منذورا لخدمة الوطن، وستبقى مآثره حاضرة، ومضيئة، وقبسا يدرس في الانتماء والولاء والوطنية والرجولة.
رحمك الله يا وصفي،
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-11-2022 11:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |