حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 58294

هاشم الخالدي يكتب: لا تفشلوا تجربة حسين هزاع المجالي .. كلمة حق دون نفاق

هاشم الخالدي يكتب: لا تفشلوا تجربة حسين هزاع المجالي .. كلمة حق دون نفاق

هاشم الخالدي يكتب: لا تفشلوا تجربة حسين هزاع المجالي  ..  كلمة حق دون نفاق

21-07-2011 05:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

لم التقي مدير الامن العام الفريق حسين هزاع المجالي سوى مرة واحدة منذ تسلمه قيادة هذا الجهاز، ولم نتحدث على الهاتف اكثر من عدد اصابع اليد الواحدة، وليس لي أي مطلب لدى جهاز الامن العام، حتى لا يفسر ما اكتبه بأنه يأتي في سياق النفاق العام الذي اصبح سمة للبعض ووظيفة للبعض الآخر.

 

في احداث ساحة النخيل لم أكن متواجداً داخل البلاد ، لكنني ومنذ ان عدت الى الوطن استغرقت اكثر من (18) ساعة من البحث والقراءة ومشاهدة افلام الفيديو التي انتشرت على عدة مواقع حتى استطيع تكوين صورة للمشهد المحزن الذي حدث من الاعتداء السافر على الصحفيين والمواطنين بهذه الطريقة، وبهذه الصورة المفجعة.

 

مدير الامن العام حسين هزاع المجالي ليس بحاجة لقلمي كي أكتب عنه، لكنني وجدت من واجبي المهني أن أقدر هذا الرجل واقدر مواقفه الشخصية سواء اختلفت مع أفراد الامن العام أو اتفقت معهم.

 

قبل أيام نشرت سرايا تقريراً هاماً ومفصلياً اثار ضجة كبرى وقت نشره وهو ما تضمنه تفاصيل لقاء المجالي بقادة الاقاليم ومساعدي مدير الامن العام، والذي أظهر  فيه المجالي موقفاً رجولياً ووطنيا عندما قال ما حرفه "بأنه يتحمل المسؤولية الاخلاقيه والادبيه عن احداث ساحة النخيل وأنه اقسم بالله العظيم أن اللباس الذي اعطي للصحفيين لم يكن مصيدة وأنه فوجئ عندما تم الاعتداء عليهم، كما فوجئ الصحفيون انفسهم".

 

تروي لي الزميلة هبة كيوان بأنها سمعت الناطق الاعلامي للأمن العام المقدم محمد الخطيب وهو يتصل بأحد قادة جهاز الأمن وربما مع  المجالي نفسه  بعد الاعتداء على الصحفيين قائلاً ما حرفه " سيدي .. كسروا المتظاهرين والصحفيين وهذا امر غير مقبول ولم نتفق عليه".

 

رغم ذلك أظهر المجالي موقفاً انفرادياً يحسب له عندما قال بأنه أبلغ رئيس الوزراء ووزير الداخلية استعداده لتقديم استقالته مقابل الحفاظ على سمعة جهاز الامن العام وهو موقف غير مسبوق، ويجب الثناء عليه لأننا اعتدنا أن المسؤول الأردني لا يعترف بخطئة، وليس لديه أي استعداد لمجرد التفكير بالاستقالة حتى لو فاق عدد ضحاياه ما خلفته كوارث تسونامي.

 

بالامس أيضاً وحين سلم المجالي تقرير لجنة التحقيق الامنية لنقابة الصحفيين كرر ذات المشهد بتحمله المسؤولية الكاملة عن احداث ساحة النخيل، وهو موقف يناقض موقف وزير الداخلية مازن الساكت الذي فاجأ اصدقاءه ومحبيه السابقين والمجتمع الأردني عندما قال بأن المعتصمين في ساحة النخيل كانوا يسعون لاسقاط النظام، وهو تصريح مستهجن لا يقبل به أحد ولا أعتقد أن اردني واحد يفكر مجرد التفكير باسقاط النظام الذي صنع لنا استقراراً عز نظيره، وخياراً جنبنا حروباً أهلية كان يمكن أن تندلع بين عشائرنا على السلطة، لذلك فإن خيار الاردنيين وبيعتهم للهاشميين منذ عام 1920 وحتى الآن هي وثيقة عهد لا يمكن أن نسمح بزوالها مهما كلفنا ذلك من ثمن .. أو لنقل  .. من دم.

 

أعود لساحة النخيل ... دعوني اتحدث بعمق، فالخوف لم يعد له مكان في وقت ارتجفت فيه الاقلام

فأقول مقسماً

 أن رجلاً بحجم الفريق حسين هزاع المجالي ليس له علاقة بما حدث من اعتداء على الصحفيين، لكنه يتحمل المسؤولية الاخلاقية والأدبية عما حدث وهو ما اعترف به صراحة.

 

وأقول مقسماً

 

أن ما حدث في ساحة النخيل  مؤامرة على جهاز الامن العام سواء من الداخل أو الخارج لافشال تجربة هذا الرجل، الذي كان وما زال ضد الاعتداء على المواطنين والصحفيين وهو ما ذكره حرفياً في ذات اللقاء أمام قادته الامنيين، لذلك يفترض على "الباشا" أن يدرك بأن ثمة خلل في القيادات التي تحيط به والأوامر التي ربما اعطاها هؤلاء لأفرادهم دون علمه، وهو أمر خطير يستوجب التحقيق ... والاجراء.

 

وأقول مقسماً

 

أن ما حدث في ساحة النخيل تتحمل الحكومة جزءاً من مسؤوليته لأنها قامت بتحريض العشائر وتصوير المعتصمين بأنهم "قادة انقلاب" وليسوا مجرد معتصمين، وهو ما انعكس على نفسية رجل الأمن أيضاً الذي دخل ميدان ساحة النخيل وهو "مستفز" معتقداً أن ضربه لهؤلاء المعتصمين هو دليل على ولاءه للنظام وأنا لا ألومه، لكنني ألوم الحكومة التي حرضت وحشدت وتوعدت، فهل تعتقدون أن رجل الأمن ليس لديه احاسيس او عواطف كي يدخل محايدا رغم ان هذا هو الاساس ...

وأقول مقسماً

 

أن جماعة 15 تموز و 24 آذار وقادة الأحزاب والاسلاميين يتحملون هم أيضاً مسؤولية رفضهم لتأجيل الاعتصام بعد ان شاهدوا التحريض والتحشيد الحكومي ضدهم، وكان يجب عليهم أن يحقنوا دماء الأردنيين وضلوعهم التي تكسرت، لا أن يصروا على المواجهة التي انعكست سلباً على صورة اردننا في الخارج، وشوهت صورة رجل الأمن وتسببت بهذا الشرخ الكبير بين الصحفيين وجهاز الأمن العام وبين المواطنين وجهاز الامن العام .

 

وأقول مقسماً

 

أن تعدد المرجعيات الأمنية التي شاركت في الاعتصام، وعدم وجود قائد ميداني واحد يعطي الأوامر لجميع الأجهزة الأمنية كان عاملاً أساسياً فيما حدث، رغم أن الجميع يرتدون لباس الأمن العام، فرجل الدرك مثلاً غير معني بتعليمات يصدرها عميد في الأمن العام، والعكس أيضاً صحيح وهذا أمر يجب دراسته من اجل عدم تكرار ما حدث.

 

بالمحصلة، فأنا اعتقد جازماً بان اعتراف مدير الامن العام وتحمله للمسؤولية الاخلاقية والادبية لأحداث ساحة النخيل، وما نشرته "سرايا" حول اجتماعه بقادته الامنيين ورفضه الاعتداء على الصحفيين والمواطنين قد ساهم إلى حد كبير في تقليص حجم الفجوة والاحتقان بين الصحفيين والمواطنين من جهة وبين جهاز الامن العام وافراده من جهة ثانية.

 

نحتاج في هذا الوطن لامثال الفريق حسين هزاع المجالي الذي تعلم من والده المرحوم هزاع المجالي أخلاق الرجال .. ومواقف الابطال ... وحسن الافعال .. وللحديث بقيه.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 58294
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-07-2011 05:52 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم