28-11-2022 05:52 PM
بقلم : الدكتور أحمد الشناق - أمين عام الحزب الوطني الدستوري
{ وصفي التل مشروع لم يكتمل }
إغتيال الشهيد وصفي التل، إغتيال لمشروع لم يكتمل بمشروع دولة العقل والخلق والإنتاج ونهج الحكم النظيف ، مشروع الوطن والهوية والأرض والإنسان .
وصفي بمراحل حكوماته تم تحقيق الإنجاز وبناء المؤسسات وإستغلال الثروات والموارد في خدمة الإنسان . وصفي يحرق ملفات الحزبيين والسياسيين ويقول لا يوجد أردني خائن، ويستصدر العفو العام وتعود المعارضة من الخارج وتتبوأ مواقع في الدولة، ويزور السجون .
وصفي باب الحكومة المفتوح للمواطن، والمحارب الشرس للشلل والصحبة والاصدقاء والجهوية والإقليمية الضيقة والمحسوبية والواسطة في مواقع المسؤولية .
وصفي رسّخ نهج حُرمة المال العام في إدارة شؤون الدولة .
وصفي آمن بالأردن وطن ، وأن موقع المسؤولية للأجلاء بما يستحقه الوطن .
وصفي عاش تفاصيل الأردنيين بحياتهم ومناطقهم فكان يشبه الناس في وطنهم .
وصفي المجاهد الجريح على أرض فلسطين، مشروع الوطن الفلسطيني والهوية الوطنية الفلسطينية والجبهة الثالثة المقاومة بالداخل الفلسطيني، وصفي طرح فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة بالضفة الغربية عام ٦٥، وادرك اطماع الحركة الصهيونية ومخططاتها بعد معركة السموع .
وصفي رفض دخول حرب ٦٧, غير موافقاً على توقيت الحرب وليس على مبدأ الحرب، لمعرفته بالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية، وكان يؤكد أن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة، وأن الكارثة على الأردن ستكون بإحتلال الضفة الغربية والقدس، الكارثة والهزيمة المسبقة كانت بوعي وصفي وبموقف وصفي، لغياب الإستعداد العربي وغياب خطة عسكرية عربية وواقع سياسي عربي، وبديل ذلك كان خطابات التهريج من بعض صبية الحكم العربية .
وصفي المشروع والإعداد والإستعداد لجبهة عربية ، فرضت عليه خوض معركة شرسة ضد التهريج والكذب والخطأ ولعبة كراسي الحكم كذباً وخداعاً وتهريجاً على فلسطين، وكان يردد أنها معركة التهريج سيكون ليها ضحايا .
وصفي مشروع قومي نضالي لحلم سوريا الكبرى، فقاومته وتآمرت عليه قوى التهريج في المنطقة وخطوط عالمية، لأنه العقل المقاوم للمشروع الصهيوني ومخططات الحركة الصهيونية.
وصفي مشروع وطني أردني بدولة الأرض والإنسان والإنتاج لأردن قوي بأفق خندق لتحرير فلسطين، وآمن بأنها معركة المصير .
وصفي حالة تاريخية بفهم حجم وخطورة المشروع الصهيوني، وللقوى الطامعة بالأرض العربية، وبفكر وصفي، أنه لا تقل عنه خطورة حجم التهريج العربي وغياب خطة حقيقية على أرض الواقع لمواجهة المشروع الصهيوني، وهو الذي عاش التجربة مجاهداً على أرض فلسطين، بكشفه الأسباب الحقيقية للهزيمة التي اطلقوا عليها مسمى نكبة، وهي نكبة أمة ومستنقع بعورات التاريخ لهذه الأمة، وليست نكبة شعب بتشريده من وطنه .
وصفي حالة فكرية سياسية تحررية، وحالة يقظة عروبية شاملة، ونموذج لمدرسة سياسية في مفهوم التطبيق والتنفيذ لبناء الدولة ونهج الحكم المستقيم .
وصفي مشروع دولة ولم يكن رجل سلطة، وحالة وعي عروبية بإمتلاكه مشروع في مواجهة مشاريع الإستهداف، ولكنه لم يكتمل .
إغتيال وصفي، مؤامرة بإغتيال لمشروع ناوئته قوى التهريج العربي بشعارات التزوير ولعبة كراسي، وقوى عالمية تستهدف المنطقة بتمرير مشاريع الهيمنة والإستلاب .
ذكرى استشهاد وصفي ، أعمق في ذاكرتنا ، من مشاعر وجدانية وعاطفة تبكيه، إنها قضية إغتيال أجمل ما في التاريخ الحديث بمشروع لم يكتمل، وتُباً لأمةٍ تغتالُ أجملَ ما فيها ...
رحم الله وصفي التل شهيد أمة ووطن وعلى روحه السلام .
الدكتور أحمد الشناق
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-11-2022 05:52 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |