01-12-2022 08:41 AM
بقلم : علاء القرالة
خلال أيام قليلة ستعلن الحكومة عن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادية واولويات عملها للاعوام الثلاثة المقبلة وفق جدول زمني ملزم لها ولغيرها من الحكومات القادمة، لتسابق من بعدها الزمن لترجمة الرؤية بمحاورها واهدافها التي نسعى اليها جميعا، فماذا ستواجه الحكومات خلال التنفيذ؟، وهل حسبت الحكومة حساب المطبات الهوائية التي قد تواجهها وتجبرها على الهبوط الاضطراري بفعل المتربصين؟
لكل اصلاح وتحديث تسعى له الدولة اعداء يتربصون به لاحباط كافة المحاولات والمساعي والجهود الهادفة الى تحقيق المصلحة العامة ومعالجة التحديات والاختلالات والمشاكل الاقتصادية التي واجهناها نتيجة للظروف التي يمر بها العالم والمنطقة اقتصاديا، الأمر الذي يستدعي ان تترافق عمليات التحديث سواء الاقتصادية او السياسية او الادارية بمنظومة اعلامية قادرة على كبح جماح هؤلاء المتربصين وقادرة على ايصال اهداف تلك التحديثات وطرق تنفيذها للمواطنين وبشكل سلس يقاوم حملات التشويش او التشكيك المتوقعة على عملية التحديث والاصلاح من ق?ل الكثير من الراغبين في بقائنا على نفس الحال ليستمروا في التصيد في الماء العكر.
لنعترف ان أحد وأهم اسباب استباحة بعض الطفيليات لمجتمعنا وبثها للسموم والتشكيك والتشويش هو ضعف عام في المنظومة الاعلامية لدينا وبشكل عام، وهنا لا اخص جهة معينة او وسيلة اعلام بعينها فالاعلام صناعة وابداع وليس فزعة على الاطلاق، ولاننا نعلم ان غياب المعلومة من مصدرها الرئيسي يعتبر اهم وابرز معوقات الاعلام لدينا وبيئة خصبة للتسريبات التي تسرب على اساس انها اسرار وهي بالحقيقة لا تتجاوز معلومات روتينية اصبح لزاما على الحكومة الانفتاح على الاعلام بالتعاون والشراكة الحقيقية مع اشتراكها في العمل الاعلامي والصحفي وب?ختلف اشكاله وانواعه، فلا يعقل ان يبقى فضاؤنا تحت تصرف وقصف اصحاب الاجندات السوداء بينما مضاداتنا الارضية وسلاحنا في مواجهتها معطل وكلاسيكي.
تحديثاتنا ورغم كل ما فيها من طموحات واهداف سامية لخدمة المواطن اولا واخيرا، وغايتها ومبتغاها وبمختلف المواضيع التي تتناولها تحتاج منا الى اجراءات وجهود كبيرة وشراكة حقيقية من الجميع لتحفيزها وابقائها ضمن المسار المرسوم لها وخاصة ان جل ما فيها يركز على تحقيق المصلحة العامة وتوافر الاستثمارات وفرص العمل وتخفيف البطالة ونسب الفقر وتحرك عجلة الاقتصاد ونموه، بالاضافة الى رفع مستوى المشاركة في صنع القرار السياسي والتمثيل البرلماني من خلال انشاء الاحزاب البرامجية وكما انها تكافح كافة اشكال الترهل والفساد والبيرقر?طية، وهذا ما يسعى اليه الاردنيون جميعا وبمختلف شرائحهم ما يستدعي من كافة المخلصين لهذا الوطن قطع الطريق على من بدأ اصلا وقبل ان نبدأ بتنفيذها في وضع العصي في الدواليب.
نعم اليوم سيكون الحكم مسبقا على تحديثاتنا الثلاثة بالفشل وستبقى تحت القصف من كل اتجاه وصوب حتى يحقق المتربصون اهدافهم والمتمثلة في انحراف مسيرتنا الاصلاحية والتحديثية عن سكتها لتبقى ساحات التشكيك والتضليل والتزييف واسعة امامهم في الوصول الى اهدافهم السوداء، وهذا ما سيكون فعلا طالما أن لدينا اعلاما ضعيفا غير قادر على توفير كافة وسائل الدفاع لمواجهة هؤلاء الذين اختاروا ان يكون الوطن واجياله المستقبلية اخر حساباتهم مقابل حفنة دولارات وتحقيقا لمصالحهم الضيقة غير الوطنية على الاطلاق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-12-2022 08:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |