بقلم : هشام المساعدة
نعم إنها بترا عاصمة مملكة الأنباط وملكة جمال الكون بأسره، لقد تجاوز عمرها الألفي عام وما زالت فتاة لا بل صبية حسناء واقفة بشموخ وعزة نفس وكبرياء، عند بداية نظرتك إليها للوهلة الأولى تكون في وضع الإنبهار وبعدها تدخل في مرحلة التأمل والإنجذاب نحوها شيئاً فشيئاً تحاول ان تستمتع في كل ثانية أنت موجود بقربها تنسى همومك واوجاعك وحتى مرضك وتنسى معها فنون العالم وتراثه وتاريخه بأكمله ويبقى همك الوحيد هو معرفة سر هذه الحضارة العجيبة ذات القوة الجبارة التي إستطاعة أن تنجز هذا الفن بهذه العظمة والإتقان الهندسي بالرغم من محدودية إمكانياتها والحياة ما تزال في بداياتها لكنها تحدت العالم بهذا الإنجاز لكي يبقى كنز ثمين وتاريخ متوارث للإجيال يتحدث عن حضاره عظيمه إسمها الأنباط .

كم هي جميلة البترا
البترا كنز ثمين في دولة فقيرة موازنة دولتها تعتمد على المنح الخارجية والقروض والمساعدات وذات عجز دائم .

سؤالي لكل القُراء لو إن البترا بعظمتها وتاريخها وحضارتها واثارها النبطية والرومانية التي تعتبر من أهم ثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم وهذه الأعجوبة موجودة في أي دولة غربية فهل سيكون حال الدولة الموجودة فيها هذا الكنز الثمين الدائم كحال الأردن الذي يعاني من موازنة مديونية ذات عجز مستمر وهل ستكون فرحتها بالاحتفال بالسائح ال ١٠٠ مليون في العام لا بالسائح المليون والذي هو قمة فرحتنا وسعادتنا مع العلم بأننا ننام في احضان مدينة منحوته بالكامل في الصخر تتحدث عن حضاره نبطيه ممتده وعريقه من اعظم الحضارات التي عرفها التاريخ ؟.

البترا اليوم فرصتنا الوحيده والاخيره الضائعه بسبب عدم معرفتنا بصناعة السياحة التي تتطلب منا تأمين كل ما يلزم السائح من وسائل نقل مختلفه والتي تتمثل في الطيران والحافلات السياحية وحتى السيارات السياحيه بالإضافة الى تامين الغرف الفندقيه الكافيه والفنادق المصنفه والمطاعم السياحية والاماكن الترفيهيه والمساحات المائيه والواحات الخصراء والأسواق الشعبيه والمتاحف المختلفه واماكن التسوق المتنوعه التي تحاكي تأريخ المدينه بالاضافه تأمين كل ما يلزم الزائر من خدمات وعلى اعلى المستويات وبعدها نجوب ونكتسح العالم مسوقين معلنين عن عروضنا وبرامحنا السياحيه المنافسه والتي تستمر طوال العام من أجل أن يستطيع السائح من خلالها تنظيم رحلته لزيارة مدينة التاريخ والحضاره في العالم البترا والاستمتاع بجمالها الباهر الذي فاق الوصف والخيال .

مراجعة القانون المعدل للإستثمار ودعوة المستثمرين للاستثمار في البترا أصبح واجب لا بل ضروري إذا اردنا من البترا مدينه سياحيه عالميه يزورها السياح بأعداد مضاعفه عما هي عليه اليوم لان واقع المدينه لا يستطيع من إستيعاب العدد إذا زاد ويمكن حتى الإقامه الفندقيه تكون نسبة الحجوزات فيها ١٠٠٪ .... حقاً البترا تريد منا المزيد لتعطينا الخير الكثير .... اتمنى ان لا تكون البترا بقره حلوب خيرها نافذ لا نستطيع الاستفاده منها لأننا لا نجيد تصنيع وتسويق منتوجاتها .... وأخيرا اقول البترا يجب ان تكون كما بنبغي ان تكون بهمة الجميع .