سرايا - تراجعت أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي، بنسبة قاربت 50 % مقارنة بالأسابيع الماضية، مخالفة التوقعات التي كانت تشير إلى استقرارها على ارتفاع مع بدء الموسم الزراعي واقتراب أربعينية الشتاء التي عادة ما تشهد تراجعا بالإنتاج الخضري.



وبالرغم من تراجع واردات السوق بنسبة زادت على 30 % مقارنة مع شهر تشرين الثاني (نوفمبر) إلا أن الأسعار تراجعت هي إيضا ملحقة خسائر فادحة بالمزارعين، في تكرار لسيناريو اعتاد عليه المزارعون خلال السنوات العشر الماضية.



ويرجع مزارعون هذا التراجع في الأسعار إلى انعدام حركة التصدير إلى الأسواق الخارجية بالتزامن مع وجود زيادة في العرض بالأسواق المحلية، لافتين إلى أن تضارب الموسمين الغوري والشفوي نتيجة دف الأجواء تسبب بفائض بالإنتاج في وقت تراجعت فيه القدرة الشرائية لدى المواطنين.



ويرى المزارع بشير النعيمات أن تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها، قللت من الطلب على المنتوجات الزراعية وخاصة الخضار، اذ بات المواطن يقتصد في شراء الخضراوات لقلة السيولة رغم انخفاض أسعارها التي تعتبر بمتناول الجميع، لافتا الى ان هذا الأمر أدى إلى تكدس المنتوجات في الأسواق الاستهلاكية الامر الذي دفع التجار الى تقليل شرائها من الاسواق المركزية ما ادى الى انخفاض أسعارها.



ويوضح أن الفترة الحالية التي تعد باكورة الانتاج الزراعي الفعلي بوادي الأردن تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل عام الأمر الذي أبقى على الانتاج في المناطق الشفوية وحتى في دول الجوار التي كان المزارع يعتمد عليها لتصدير منتوجاته، مؤكدا ان حركة التصدير الى الاسواق التصديرية معدومة، ما أدى إلى تراجع أسعار بيع المنتوجات إلى اقل من الكلفة وألحق خسائر كبيرة بالمزارع مع بداية الموسم.



ويبين المزارع وليد الفقير أن الموسم الزراعي الغوري مرهون بحالة الطقس، إذ إن انخفاض درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء يؤدي عادة الى تراجع كبير في الانتاج وانتهائه في المناطق الشفوية والاقليم ككل ما يزيد الطلب على الانتاج الخضري داخليا وخارجيا، موضحا ان الأوضاع الحالية تشكل بداية كارثية للمزارعين الذين يعولون على هذه الفترة لجني الأرباح وسداد ديونهم والتزاماتهم تجاه الممولين والشركات الزراعية.


ويقول إن تراجع الأسعار على هذا النحو سيلحق بالمزارعين خسائر فادحة مع اضطرارهم الاهتمام بالمحاصيل وتقديم الخدمة لها من ري ورش وتسميد وأجور عمالة وجميعها تعتبر مكلفة بالنسبة للمزارع، مضيفا أن المزارع يجد نفسه بين أمرين إما أن يستمر برعاية المحصول وتحمل خسائر جديدة على أمل أن تتحسن الأسعار أو التوقف عن رعاية المحاصيل وخسارة الموسم بأكمله.



وبحسب مدير سوق العارضة المركزي المهندس أحمد الختالين، فإن تراجع أسعار بيع الخضار في السوق جاء مخالفا للتوقعات، ففي الوقت الذي كان يأمل فيه المزارع بأن ترتفع أسعار البيع مع دخول فصل الشتاء واقتراب أربعينيته انخفضت الأسعار بنسبة وصلت إلى 50 % مقارنة بالأسابيع الماضية.


ويعزو الختالين هذا التراجع إلى انعدام حركة التصدير إلى أسواق الدول المجاورة وتراجع الطلب محليا بسبب الأوضاع الاقتصادية، موضحا أن الانتاج في معظم دول الجوار التي كانت تستورد المنتوجات الاردنية لا يزال قائما.


ويؤكد أن الأسعار الحالية لكافة الاصناف تباع باقل من كلفة إنتاجها وتسويقها الأمر الذي يكبدهم خسائر كبيرة اذا ما استمرت لفترة أطول، لافتا الى ان الأسعار الحالية تعيد الى الاذهان الموسم قبل الماضي الذي اعتبر من أسوأ المواسم التي مرت على مزارعي وادي الأردن منذ عقود اذ استمر تراجع الأسعار لحوالي ثلاثة اشهر كاملة.



ويبين الختالين أن الكميات الواردة إلى السوق تراجعت بنسبة قاربت من 30 % مقارنة بالأسابيع الماضية، اذ تراوحت ما بين 250 – 300 طن يوميا مقارنة بما يزيد على 400 طن يوميا نهاية الشهر الماضي، موضحا أن استمرار الإنتاج في المناطق الشفوية تسبب بزيادة الكميات الموردة الى الاسواق المركزية وتراجع أسعار بيعها كون معظمها اقل جودة من الانتاج الغوري الذي لا يزال في بدايته.



ويشير إلى أن سعر بيع صندوق الخيار تراوح ما بين 1.5 – 2.5 والباذنجان المعلق ما بين 1 و1.7 دينار للصندوق والباذنجان الأرضي بدينار واحد للصندوق والكوسا ما بين 2 – 2.6 دينار للصندوق والفلفل الحار ما بين 1.25-1.5 دينار للصندوق والفلفل الحلو ما بين 1 – 1.3 دينار للصندوق.


الغد

• إقرأ أيضاً : روسيا تعلن عن رفضها قرار مجموعة السبع بوضع سقف لأسعار نفطها
• إقرأ أيضاً : الاتحاد الأوروبي يحدد سعر النفط الروسي عند 60 دولارا
• إقرأ أيضاً : روسيا: سعر النفط قد يتجاوز 100 دولار للبرميل