07-12-2022 10:16 AM
بقلم : عماد صقر النعانعة
تستند السياسة الخارجية الأردنية إلى حقيقة أن الأردن حامل رسالةِ الثورة العربية الكبرى التي أطلقها جلالة المغفور له الشريــف الحسـين بن علي -طيّب الله ثراه- هادفاً لتحقيق استقلال العرب وحريتهم ووحدتهم.
وواصلت القيادة الهاشمية حملَ هذه الرسالة التي أضفت على الدبلوماسية الأردنية الكثير من الخصوصية والتميُّز، وما تزال هذه القيادة الملهمة الحكيمة توجه دفة السياسة الخارجية للمملكة لمواجهة محدودية الموارد الاقتصادية وللاستجابة للتحديات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من الصراعات والنزاعات والتقلُّبات السياسية المتكررة.
ومن الأهداف الرئيسة للسياسة الخارجية الأردنية، المساهمة في حفظ الأمن الوطني، وتحقيق المصالح العليا وحمايتها من تداعيات الأوضاع الإقليمية، وتحقيق مستويات أفضل من التقدم الاجتماعي والاقتصادي، والمساهمة في العمل على تطوير نظام إقليمي يواكب ما يبرز على الساحة الدولية من تكتُّلات
ومن منطلق الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يشارك الأردن بفاعلية في مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي استُشهد خلالها كوكبة من أبنائه.
ويُعَدّ الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وبالشرعية الدولية من المبادئ الأساسية التي تحْكُم السياسية الخارجية الأردنية، إذ تنادي المملكة بضرورة تطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية واحترامها وعدم الانتقائية في التعامل معها، وفي مقدمتها القرارات المتصلة بالقضية الفلسطينية، إيماناً بدور الأمم المتحدة في تنظيم العلاقات الدولية وحلّ النزاعات بالطرق الدبلوماسية.
ويعمل الأردن، بقيادته الهاشمية وبما تمثّله من شرعية دينية وتاريخية، بصورة حثيثة على تحقيق التضامن العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية في المحافل الدولية. فالأردن وشعبه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وتؤكد سياسته الخارجية دائماً على ضرورة المحافظة على العلاقات الأخويّة مع جميع الدول العربية والقيام بكل ما يمكن لتدعيم أسس التضامن العربي والارتقاء بالعمل المشترك في إطار الجامعة العربية.
تمتاز المملكة الأردنية الهاشمية بموقع جغرافي مركزي، وهو موقع خدمها بما له من مزايا، مثلما فرض عليها تحديات داخلية وخارجية، أيضا. وكثيرا ما تنعكس أحوال الجوار على الأردن، خاصة عندما يتعرض لارتدادات الاضطرابات الإقليمية، والتي تؤثر فيه أمنيا وسياسيا واقتصاديا. وقد كانت أحداث ما يعرف بـ "الربيع العربي"، والتي استطاع الأردن أن يعبرها بأمان، فرصة لإعادة تقييم الأوضاع في الداخل الأردني، بما ينسجم مع التحديات التي فُرضت على المنطقة.
وفي الواقع، يصعب حصر مساحات النشاط السياسي الأردني على الساحتين؛ الإقليمية والدولية، ولكن، وفي حدود المستجدات، ربّما يصحّ التقدير القائل إن القيادة الأردنية كانت ترقب باهتمام كبير أي فرص للخروج من الحالة المتردية التي عاشتها المنطقة خلال أزمات ما يُعرف بــ "الربيع العربي" وتبعاته وارتداداته التي لا تزال فاعلة حتى الآن. وكان التراجع في حدة الصراع على الساحة السورية، ومثلها في الساحة العراقية، ومناطق أخرى مثل ليبيا، محطّات مشجّعة باتجاه حلول لأزمات أثقلت كاهل المنطقة برمّتها. ومع إمكانية الانفراج في اليمن، ولو بعد حين، والتحسن في العلاقات العربية-العربية، وانتظار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، والتفهم الأميركي الأفضل نسبيا لمآزق المنطقة، أصبح الطموح والعمل من أجل إعادة صياغة "حالة المنطقة" باتجاه أكثر استقرارا، على قدر أكبر من الواقعية.
وحين يُضاف إلى كل ذلك انفراجات مرتقبة بين السعودية وإيران، وملامح دور تركي يتقارب مع عدد من "الخصوم" في المنطقة العربية، والنزوع المتعاظم نحو حلول سياسية لعدد من ملفات الأزمات، جاءت بعض المبادرات الاقتصادية العربية، والتي كان للأردن دور محوري فيها، لتضع لبنات واعدة لتعاون يضم أطرافًا مرشحة لاستقطاب أطراف عربية أخرى. وها هي مبادرة الشراكة الثلاثية المصرية-الأردنية-العراقية تخطو خطوات تنفيذية، ويمكن لسوريا ولبنان والسلطة الفلسطينية وأطراف أخرى الانضمام إليها مستقبلا. وبالرغم من عقبات الوضع اللبناني وتعقيداته، تسير الاستعدادات لعملية مدّ لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية قُدُما إلى الأمام. ولعلّ في كلّ هذه المقدّمات ما يسمح بافتراض تحوّل إيجابي كبير في المشهد العام لمنطقة الشرق الأوسط، وأمنها واستقراراها وتقدّمها، وللأردن دوره المركزي الهام في تطوّرات هذه المتغيرات، كما تشهد الوقائع.
يعمل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله ورعاه إلى الوصول إلى منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل هدف يعمل الأردن من أجله مع الشركاء في المجتمع الدولي، ويمثل خطوة نحو تكريس الأمن والسلم الدوليين ونحو تطبيق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
لا شك أن الأردن بدبلوماسيته الملكية بات يشكل جسرا آمنا وموثوقا لمرور عربة الحلول السياسية في المنطقة، استنادا للرؤية الأردنية المعتدلة والتي تتوافق مع الرؤية الأميركية حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، إلا أن نجاح هذه الدبلوماسية لن تكون سهلة المنال ولن تلقى آذانا صاغية في دوائر صنع القرار العالمي ما لم تستند إلى رأي عام أردني ودعم سياسي عربي واسع لموقف الأردن الذي طالما انحاز لقضايا وحقوق الشعوب العربية العادلة في كل زمان ومكان!
الشعب الأردني بكل مكوناته يثق بقيادة جلالة الملك، والعلاقة البينية بين أبناء الشعب الأردني الواحد والعائلة الهاشمية متينة وراسخة وجذورها ممتدة لعمق التاريخ حيث امتلاكهم الشرعيتين الدينية والتاريخية في قيادة هذه الأمة والوصاية على المقدسات في القدس
وفلسطين.
المملكة الأردنية الهاشميّة, عمان.
المهندس:عــمــاد صــقــر
حمى_الله_الأردن_وطناً_وشعباً_ومليكاً
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-12-2022 10:16 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |