حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3814

روسيا حجر شطرنج وامريكا حجر اكبر

روسيا حجر شطرنج وامريكا حجر اكبر

روسيا حجر شطرنج وامريكا حجر اكبر

07-12-2022 11:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
قبل الحكم مباشرة على كاتب هذا المقال بالجهل السياسي الذي لا ادعي الدهاء فيه على الإطلاق فإني
اطرح بلا مقدمات سؤالي المتكرر وهو كيف تمركزت روسيا بسوريا ومن اوصلها الى هذه المنطقة الاهم على هذا الكوكب والتي لو خاضت ثلاث حروب عالمية ما استطاعت المبيت فيها ليلة واحده ،
ثم كيف نفهم استدعاء روسيا للاحتياط وتجنيد المجنسين ولا تستدعي قواتها في الخارج وهي تترنح اليوم على حدودها مع اوكرانيا !! فأيهما أولى ! الحفاظ على وحدة الشعب السوري وحماية اراضيه أم حماية ارضها ووحدة شعبها !!! فأي منطق هذا الذي يقول ويقر بوجودها في سوريا !!!

اللاعب واحد والعالم بالنسبة له انما هي رقعة شطرنج وكل من عليها جنود وان إختلفت التسميات وهذا اللاعب هو مَن جعل من روسيا قوة عظمى وقطباً موازياً لامريكا وهو مَن سَحَبَ طرف الخيط الذي نسج به هذه القوة وجعلها غير قادرة على المحافظة على هيبة كيانها كدولة بل غير قادرة على حفظ هيبة جنرالاتها الذين كما روى شهود العيان رأوهم يبيعون السجائر على ارصفة شوارع موسكو .

امريكا القوة العظمى التي لا قِبَلَ لاحد بها على هذه الارض ولا توجد قوة مهما بلغت ان تهدد وجودها وكيانها ، لا أوروبا التي اصبحت وحدتها اوهن الآن من خيط العنكبوت ولا الصين التي هي اوعى بكثير ان تدخل في دائرة صراع ليس لها به ادنى مصلحة فهي صاحبة الرقم البشري الاعلى المتواجد على هذا الكوكب وليس لها هم غير توفير سبل العيش الطبيعي لهذه الكتلة البشرية الهائلة لأن اي اختلال في تهيئة الظروف المناسبة لعيشها سيكون له تداعيات لا يمكن تداركها والقيادة الصينية تدرك هذا وتعلم مدى خطورته .

لم تكن الحرب الدائرة الآن هناك خيار بوتين ، ولم تكن خياراً اوروبياً ايضاً وليس لاحد مصلحة فيما يجري ، فانتصار روسيا او هزيمتها سيكون له تداعيات على الغالب والمغلوب معاً ، تماماً كتواجد روسيا في سوريا لم يكن ايضاً خيار بوتين ،
نشهد نحن العرب ان كل الشعوب الاوروبيه تعيش حياة " ديمقراطية " ظاهرها هكذا ، فلماذا اليوم تعيش في ظل انظمة يمكن تسميتها ديكتاتورية وقد اتخذت قراراً عكس رغبة وتطلعات شعوبها !!!

امريكا التي أُعطيت صولجان القيادة العالمية وذلك بسبب قوتها المفرطة وامكانياتها الهائلة الناتج عن توفر كل الثروات والعناصر الطبيعية التي تكفي ليس لهذا العدد من الشعب الامريكي وليس لفترة زمنية معينة وانما تكفي لاضعاف مضاعفة من هذا العدد من الشعب ولقرون لامحدودة من الزمن وهذا الذي جعل اللاعب يختار هذه ألدولة المكتملة الاركان من قوة جبارة لا تقف بوجهها قوة مهما عظمت .

يعلم اللاعب الوحيد تمام العلم ان إحتمالاتٍ ثلاث يمكن ان تنهي وتفكك هذا الكيان الجبَّار ، إثنان من هذه الاحتمالات لا دخل للبشر فيها وهي الزلازل والبراكين والأعاصير والاوبئة والاحتمال الثالث وهو الاكثر فتكاً ومِن صُنع البشر ألا وهو الحرب الاهلية ، فاذا ما رأى صانع النظام العالمي الذي جميع خيوط هذا النظام بيده أن له مصلحة في سحب هذه السلطة والصلاحية المطلقة التي وضعها بين يدي امريكا تتصرف بها كيف تشاء فتُرضي بها نزوات اصحاب النفوذ واصحاب المصالح المالية بمختلف مسمياتها وذلك لتمرير ما يريد على مَن يريد فإنه قادر على فعل هذا ، فالظروف مهيأة في كافة الولايات المتحدة ولا ينقصها سوى شراره .

لم يكن اختيار امريكا من اجل ارساء قواعد العدالة في الارض واحقاق الحق ورفع الظلم بل لإبطال كل هذا وتعطيله وتقويض قوانين المبادئ والعدالة والمساواة وتحطيم القيم في لحظةٍ او وقتٍ تحكمه المصلحة العليا لهذا اللاعب.
ليست كل امريكا تدين بالأُصولية البروتستانتية كجورج بوش الابن الذي دمر العراق تدميراً ممنهجاً فهناك الكثير جداً من الشعب الامريكي غير بروتستانت ولكن السياسة الامريكية لم تخرج عن مسارها سواء بوجود الجمهوريين او الديموقراطيون وان ما فعله بوش الابن بُنيَ عليه ، وما فعله ترامب يُبنى عليه ايضاً جاء بايدن او عاد ترامب لا فرق بينهما سوى بمسميات تخدم المصلحة الامريكية الداخلية على نطاق " محدود "
فهل من المعقول ان امريكا كل من فيها من اصحاب القرار على قلب رجل واحد منذ ما يقرب من ثمانون عام لم تُغير نهجها ومسارها المعوَّج ،
لم تكن امريكا يوما المدينة الفاضلة ،
ودليل هذا كله يكفي رؤية الواقع المرير لكثير من الشعوب المقهورة وحالها المأساوي الذي يُخبِرُك سوء أحوالها أن امريكا كانت او مرَّت من هناك ،
هذا اللاعب متمرس في عملية البناء والتركيب وخبير بتفكيك الانظمه ، وما دمتَ ترى روسيا في سوريا فاعلم بأن الامر تحت السيطره .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 3814
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-12-2022 11:12 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم